إسماعيل هنية أثناء مغادرته قطاع غزة (أرشيف)
إسماعيل هنية أثناء مغادرته قطاع غزة (أرشيف)
الأربعاء 7 سبتمبر 2016 / 18:03

غير تأدية الحج .. لماذا غادر هنية قطاع غزة؟

مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي لرأس الهرم في حركة حماس غادر نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية قطاع غزة، وترك خلفه عدة تساؤلات تثار حول المغادرة .. هل يرأس المكتب السياسي خلفاً لخالد مشعل الذي بات من المؤكد أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة بسبب الأنظمة الداخلية للحركة؟ هل يلتقي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز؟ وهل يطير إلى دول لتعزيز العلاقات الحمساوية العربية؟

ورأى محللون سياسيون في أحاديث منفصلة، أن مغادرة هنية لقطاع غزة تتمحور حول المنافسة على رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس ولترتيب أوضاع الحركة الداخلية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف "إن مغادرة هنية متوجهاً إلى السعودية لأداء فريضة الحج لا يعني اقتصار خروجه على أداء فريضة الحج، بالتالي سيكون هناك جدول أعمال ولقاءات بين قيادات الحركة من الداخل والخارج لترتيب الأوضاع الداخلية للحركة".

وأضاف الصواف "وقد يكون على جدول الأعمال زيارة العديد من الدول العربية والإسلامية لبحث العلاقة الفلسطينية العربية، والحمساوية العربية، وكذلك ترتيب الأوضاع الداخلية للحركة خاصة أن الانتخابات قادمة في بداية العام المقبل".

ويعتقد أن حركة حماس تسعى إلى إيجاد علاقات قوية بينها وبين المنظومة العربية كأساس والإسلامية أيضاً، وقال الصواف "أعتقد أن هذه الزيارة لن تخلو من لقاءات مع بعض المسؤولين العرب سواء في السعودية أو في قطر أو في دول أخرى".

وحول حسم رئاسة المكتب السياسي لـ"هنية"، قال "مسألة حسم رئاسة المكتب السياسي لهنية غير حقيقية بدليل أن الانتخابات هي التي ستحدد من رئيس المكتب السياسي .. خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لن يكون لهذه الدورة، وأما من سيكون مسألة تعتمد على القيادة السياسية".

وأكد أن رئاسة المكتب السياسي لم تحسم لهنية وكل ما يدور من احتمالات وتوقعات وإرهاصات لا تستند إلى الواقع كثيراً.

ولا يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله وجود شيء كبير في مغادرة هنية لقطاع غزة وما يتم تداوله من معلومات أشبه بتسريبات لا يمكن الاعتماد عليها.

وأضاف "هناك حديث أن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس سيكون رئيس المكتب السياسي وهذا كأنه شبه محسوم وأنا أشك في ذلك لأنه لم ترد معلومات أن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس حتى اللحظة تنازل عن المنافسة".

وتابع "أعتقد في هذه المنافسة ربما يكون الحظ لأبو مرزوق، لما يتمتع به من تجربة وعلاقات خارجية وربما هو كان أول رئيس للمكتب السياسي لحماس منتصف تسعينات القرن الماضي".

وأردف "كما أن هنية قائد كارزمي شعبي محبوب على مستوى الجمهور الشعب الفلسطيني، وكذلك أبو مرزوق لديه من الحنكة والتجربة ما يؤهله للعمل في الخارج"، بما يخدم مصالح الحركة.

وأوضح عطا الله أن رئاسة المكتب السياسي تحتاج الى رجل له تجربة بالعمل الخارجي وكلامهما من غزة".

ولا يرى الكاتب وجود تقارب بين حماس والسعودية، وقال "أشيع عن هذا التقارب بعد تولي الملك سلمان السلطة لكن تبدد الأمل بعد فترة الحكم السعودي الجديد وخاصة أنه لم يوجه دعوة لحماس .. ورأينا أن السعودية تتقارب مع مصر على حساب الإخوان".

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن زيارة هنية للسعودية وأداء فريضة الحج لا يعقل أن تكون بدون أي أبعاد سياسية.

وأردف "وربما تتوسع جولة هنية للعديد من البلدان الأخرى وعلى رأس تلك الدول تركيا وقطر .. ولا أعتقد أن مسألة الانتخابات الداخلية ستكون لوحدها على طاولة البحث بل ربما يتجاوز ذلك بكثير".

واستطرد قائلاً "مسألة بقاء هنية في الخارج تتوقف على فرص نجاحه في الانتخابات الحركية الداخلية لحماس وترؤسه للمكتب السياسي وهذا يحتاج لبضع شهور وخوض منافسة ليست بالسهلة أو المحسومة بين أقاليم حماس بالداخل والخارج والسجون".

يذكر أن وفداً من حركة حماس يرأسه هنية غادر يوم الإثنين قطاع غزة عبر معبر رفح البري متوجهاً إلى السعودية لأداء فريضة الحج.

وقال هنية في تصريحات للصحفيين عقب مغادرة الصالة الفلسطينية في المعبر "سأتوجه لتأدية فريضة الحج"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

يشار إلى أن حركة حماس تجري الانتخابات الداخلية كل 4 سنوات بطريقة سرية ويتم خلالها اختيار أعضاء ورئيس المكتب السياسي.