وزير الخارجية السعودية عادل الجبير متحدثاً إلى الإعلام في السفارة السعودية في لندن (وكالة الأنباء السعودية)
وزير الخارجية السعودية عادل الجبير متحدثاً إلى الإعلام في السفارة السعودية في لندن (وكالة الأنباء السعودية)
الأربعاء 7 سبتمبر 2016 / 19:08

السعودية: لن نقبل باختطاف اليمن على يد مجموعة قوامها 50 ألفاً

قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في لندن، في لقاءات جمعته في مقر السفارة السعودية في لندن مع عدد من الصحافيين البريطانيين والعرب، إن السعودية لم تبدأ الحرب في اليمن، بل أطلقها الحوثيون وأنصار علي عبد الله صالح، بعد خرق الاتفاقات التي أفرزها الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الأربعاء.

السعودية لم تغتل دبلوماسيين إيرانيين ولم تقتحم السفارات الإيرانية ولم تُهرب الأسلحة إلى الداخل الإيراني لدعم الأقليات ولم تتدخل في دول الجوار ولم تدفع بالطائفية،

سجل إيران حافل بالضلوع في الهجمات في أوروبا وآسيا وأفريقيا وحتى أمريكا اللاتينية

وأضاف الوزير أن حرب السعودية في اليمن "دفاعية لحماية الشرعية اليمنية، وردع التهديد عن حدود المملكة، حيث دعمت المملكة المفاوضات اليمنية، بيد أن الحوثيون وعلي صالح هم من رفض المقترح الذي طرحه الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن، كما أن المملكة أعلنت وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر لكن الحوثيين وصالح قاموا بإطلاق مايزيد على 20 صاروخاً باليستياً بإتجاه أراضي المملكة وقتلوا المرابطين على الحدود ومع ذلك التزمت الممكله بضبط النفس، وعندما فشلت المفاوضات كان للمملكة، كل الحق في الدفاع عن حدودها".

تفنيد مزاعم
وردًا على المزاعم التي تقول أن المملكة تستهدف المستشفيات والمدارس، قال الجبير إن "هذه الاتهامات غير دقيقة وغير عادلة ومنحازة، وتعتمد هذه الإدعاءات على جانب واحد ولا تنظر إلى الحقيقة من كل زواياها، والمملكة تقوم بالتحقيقات اللازمة في هذا الشأن، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الحوثيين يجعلون من المستشفيات والمدارس مستودعات للأسلحة وعندما تكون هذه المستشفيات والمدارس مستودعات أسلحة وتستهدف عسكريًا بحكم أنها منشآت عسكرية يصور الحوثيون للعالم أن المستهدف مستشفيات ومدارس".

وأورد الوزير مثلاً على ذلك قائلاً "زعم البعض أن المملكة استهدفت المدنيين ما تسبب في مقتل 120 يمنياً في حفل زفاف في صنعاء، ولكن قوات التحالف لم تحلق في صنعاء في تلك الأيام، ولكن القصف كان من قبل الحوثيين باستخدام المدافع الثقيلة".

وردًا على ادعاءات منظمة أطباء بلا حدود حول استهداف المستشفيات في اليمن، قال الجبير إنه ليس "من أهداف المملكة استهداف المنشآت اليمنية"، مبيناً أنه يجري التنسيق مع هذه المنظمة في التحقيق حول هذه المزاعم للوصول إلى الحقيقة.

يمنيون في السعودية

وشدد الوزير على أن المملكة لا تبحث عن استعداء "الشعب اليمني، فقد استقبلت منذ الأزمة اليمنية مايزيد على أربعة ملايين يمني لايوجد منهم لاجئ، واحد بل مقيمون نظاميون، ويتلقى أبناؤهم التعليم في مدارس المملكة كما تستقبلهم المستشفيات للعلاج، حرصاً من حكومة خادم الحرمين الشريفين على استمرار العلاقة الودية مع الشعب اليمني".

وأضاف الوزير أن اليمن مختطف "من مجموعة قليلة لا تتجازر 50 ألفاً من مجموع الشعب اليمني" متسائلاً: "هل يعقل أن يسيطر هذا العدد القليل على اليمن بالقوة".

عزلة إيران
وتعرض الوزير السعودي إلى التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى، فذكر بإدانة بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول التركية التدخل الإيراني:"في شؤون المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية، كما أدان ما يسمى بحزب الله، واستخدام إيران للطائفية" بعد تصويت أكثر من 50 دولة على البيان، ما يكشف عزلة إيران الكاملة في المنطقة.

وأضاف الوزير السعودي أن إيران تحاول تسييس الحج "لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما يرفضه العالم الإسلامي" مشيراً في هذا الصدد إلى رفض إيران توقيع اتفاقية الحج، رغم التسهيلات التي قدمتها حكومة المملكة، ما أضاع على الحجاج الإيرانيين الذين ينوون الحج هذا العام فرصة أداء شعائرهم.

سجل إيراني 
وعن مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية ، قال عادل الجبير إن "السعودية لم تغتل دبلوماسيين إيرانيين، ولم تقتحم السفارات الإيرانية، ولم تُهرب الأسلحة إلى الداخل الإيراني لدعم الأقليات، ولم تتدخل في دول الجوار، ولم تدفع بالطائفية، وفي المقابل وبعد الاتفاق النووي مع إيران صعدت إيران لهجتها العدائية" الأمر الذي يمكن مشاهدته "في لبنان، وسوريا واليمن، والبحرين ، إضافة إلى تهريب الأسلحة إلى داخل المملكة، والكويت، بينما لايوجد دليل واحد يشير إلى علاقة السعودية بالإرهاب، أو دعمه رغم المزاعم".

وشدّد الوزير على دعم إيران الإرهاب وتنظيم القاعدة، مثلاً متسائلاً "لماذا لا تهاجم الجماعات الإرهابية مثل داعش، والقاعدة إيران؟".

وأضاف الجبير أن"الأوراق التي حصلت عليها أمريكا بعد مقتل أسامة بن لادن" تُشير إلى تورط إيران في دعم الإرهاب، إضافةً إلى وجود قيادات القاعدة في إيران، في تذكير بالسجل الإيراني الحافل بالضلوعها في الهجمات في أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، وحتى أمريكا اللاتينية، وقتل الجنود الأمريكيين والبريطانيين في العراق.

ميلشيات العراق
وعن العراق، قال عادل الجبيرإن مشكلة العراق "إيران وتدخلها في الشؤون العراقية، وإدارة المليشيات الشيعية المسؤولة عن كثير من المجازر في العراق،ما أدى بدوره إلى تصاعد الصراع الطائفي، وأتاح المجال لتنظيم داعش ليتنامى، ويلتحق به كثير من أهل السنة بسبب المجازر التي ارتكبت في الفلوجة وغيرها".

أما عن سوريا فقال الوزير السعودي إن "الوضع لم يتغير، مازال نظام بشار الأسد يمارس قمع المدنيين" مع يوحي بأنه لن يُغير" نهجه خلال الفترة القادمة".

وأشارالجبير إلى أن المعارضة السورية "قدمت رؤيةً جدية لحل الأزمة السورية، تشمل انتقال السلطة وتكريس العملية الديقراطية، بينما لم يطرح النظام السوري في المقابل أي خطة بديلة للوصول إلى حل".

وشدد على أن السعودية "لاتدعم أي الأطراف، إلا من خلال قوات التحالف وفق قرارات الأمم المتحدة التي سبق أن حددت داعش، وجبهة النصرة منظمات إرهابية".

وعن المباحثات الروسية الأمريكية حول وقف إطلاق النار في سوريا، أوضح الوزير أنها "لازالت جارية وهناك احتمالات للتوصل إلى تفاهم ما" تتحدد "بعده جدية بشار الأسد، وحلفائه".

وعن العلاقات السعودية الروسية، قال الوزير إنها "تتعدى الإطار السوري، ويحاول البلدان تطويرها وتعميقها وتقويتها، رغم الخلاف على الوضع في سوريا".