سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة جيمس موران(أرشيف)
سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة جيمس موران(أرشيف)
الإثنين 12 سبتمبر 2016 / 14:14

سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة لـ24: على إيران أن تستمع لنصائح إصلاح علاقتها مع العرب

24 ـ القاهرة ـ أكرم علي

أكد سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة جيمس موران، والذي سيغادر البلاد بعد انتهاء فترة عمله طيلة 4 سنوات كاملة، أن مصر ومنطقة الشرق الأوسط مرت بظروف صعبة ودقيقة للغاية خلال السنوات الماضية، لكنه يأمل بنجاح مصر في المستقبل اقتصادياً، وأن تتغلب على الظروف التي مرت بها.

وأعرب موران عن أمله خلال حوار لـ24، في إمكانية إحتواء الخلاف بين مصر وإيطاليا بسبب قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، مشيراً إلى أن مصر تقوم بدورها في احتواء الأزمة الليبية والعمل على تعزيز الاستقرار في البلاد، وإلى نص الحوار:

بعد قضاء 4 سنوات في مصر، مرت خلالها بظروف عدة وتطورات مثيرة، ما تقييمك للوضع الحالي ورؤيتك للفترة المقبلة؟
مرت مصر ومنطقة الشرق الأوسط ككل بظروف صعبة ودقيقة للغاية خلال الخمس سنوات الماضية، وعانت مصر بشكل خاص من أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة، بداية من حكم الإخوان المسلمين وحتى ثورة 30 يونيو، ثم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وقبلها أحداث ثورة 25 يناير، والشعب المصري أمامه تحديات هائلة الفترة الحالية ولا خلاف على ذلك، ولكننا نتوقع مستقبلاً مشرقاً لمصر الفترة المقبلة، من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة التنمية والعمل على عودة السياحة المصرية إلى سابق عهدها في أقرب وقت ممكن.

كيف تعاملتم مع ثورة 30 يونيو التي أطاحت بنظام الإخوان المسلمين إثر الاحتجاجات الشعبية التي قامت ضدها؟
الوضع وقتها كان مشوشاً وليس واضحاً، كما هي الصورة الآن، ولأول مرة في التاريخ الحديث يحكم الإسلام السياسي بلد لمدة عام كامل، وكانت تجربة غير ناجحة حيث لم تكن عناصر الأخوان كفؤة لحكم مصر مما أدى إلى خروج تظاهرات شعبية ضدهم تطالب بترك الحكم، وهو ما تم في ثورة 30 يونيو التي أوضحت الصورة كاملة فيما بعد، وكشفت ما كان يود تحقيقه الإخوان في حكم مصر، وعلى هذا الأساس تعامل الاتحاد الأوروبي مع الأحداث في مصر بقدر من الدقة والحذر حسبما استدعت الأوضاع وقتها.

هل هناك أية محاولات من قبل الاتحاد الأوروبي لاحتواء الأزمة بين مصر وإيطاليا، بشأن حادث الطالب جوليو ريجيني؟
مصر وإيطاليا دولتان صديقتان منذ عقود طويلة، وبينهما شراكة قوية، ولكن قصة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني أثرت على مسار العلاقات، وتتطلب التعامل العاجل معها بشكل أفضل بين الأجهزة الأمنية والقضائية المختلفة، وعلى المسؤولين المصريين التحرك سريعاً في هذه القضية، ونحن نسعى لتقديم ما هو أفضل والاستمرار في التعاون الوثيق بين البلدين، ونسعى لحل هذا الخلاف، لأن التعاون بين البلدين مهم للغاية، وهناك الكثير من الاهتمامات بينهما سواء على مستوى التجارة وهذا يشجع الجميع على حل القضية.

ماذا عن التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في حل الأزمة الليبية، وما توقعاتك لمسار الوضع هناك؟
الوضع في ليبيا صعب للغاية بسبب وجود داعش والجماعات المتطرفة المسلحة وغيرها فضلاَ عن الخلافات السياسية في البلاد، وذلك بسبب تدمير كافة المؤسسات في ليبيا طيلة فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وحكومة الوفاق الوطني تسعى للعمل مع الجميع والمجتمع الدولي ومصر تساهم في حل الأزمة من خلال استضافة العديد من الحوارات بين الأطراف المعنية في البلاد.

ماذا عن التعاون بين البرلمان المصري والبرلمان الأوروبي، خلال الفترة المقبلة؟
هناك تعاون قائم بين الاتحاد الأوروبي والبرلمان المصري طوال الفترة الماضية، وهناك زيارة لبعثة مرتقبة من البرلمان الأوروبي إلى مصر لتعزيز مجالات التعاون في كافة الأمور، والمساهمة في تقديم خبرات المجتمع الأوروبي إلى مصر وما يمكن تقديمه لتعزيز الأوضاع هنا في البلاد.

هل هناك أي تغيير في قرار حظر تصدير السلاح لمصر الصادر قبل عامين؟
نحن نتمنى تغيير هذا القرار، حسب تقييمات الدول الأعضاء داخل البرلمان الأوروبي، ولكننا نتحدث دائماً عن حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، وعدم تأثير تلك الأسلحة على مسار هذه الملفات الهامة، ونتوقع اتخاذ جديد بشأن هذا القرار الفترة المقبلة وفي أٌقرب اجتماع لقادة الدول الأوروبية.

ماذا عن دور الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الأزمة بين إيران والدول العربية، وخاصة دول الخليج؟
في الوقت الحالي لا توجد محادثات مع إيران بشأن الأزمة مع دول الخليج، ولكننا نقدم كافة التسهيلات لحل الأزمة بين الجانبين في أقرب وقت، ومن الضروري أن تستمع إيران إلى النصائح المقدمة لها بتحسين علاقتها مع العرب، ونحن أمام تحدٍ هائل وهو تهدئة الأوضاع والاستقرار في المنطقة العربية، وخاصة في منطقة الخليج.

هل يملك الاتحاد الأوروبي سلطة إجبار الدول لتنفيذ قرارات يتم اتخاذها ضد أي دولة أخرى؟
البرلمان الاوروبي مؤسسة مستقلة عن الاتحاد الاوروبي، والقرارات الصادرة عنه نتيجة نقاشات داخله بين الدول الأعضاء لا تعبر عن مواقف الدول في التعامل مع أية دولة أخرى، وعلى سبيل المثال إذا تم اتخاذ قرار بحظر تصدير السلاح لدولة ما أو فرض عقوبات اقتصادية عليها، تتخذ كل دولة قرارها بما يلائم قرار البرلمان الأوروبي الذي تم الإجماع عليه بين الدول الأعضاء.