رجل يمسك بصحيفة فيها صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام ملصق لقيادي ليبرالي في البلاد(إ ب أ)
رجل يمسك بصحيفة فيها صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام ملصق لقيادي ليبرالي في البلاد(إ ب أ)
الخميس 15 سبتمبر 2016 / 17:04

شبه جزيرة القرم تستعد للمشاركة في انتخابات روسية للمرة الأولى

في ظل شجر في منتجع الوشتا في القرم، تغني نساء ارتدين أزياء تقليدية روسية "لا وطن آخر لي"، في إطار الحملة الانتخابية في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو، وتشارك للمرة في اقتراع تشريعي روسي.

وقال نائب رئيس البرلمان المحلي والمرشح عن حزب روسيا الموحدة الموالي للكرملين، أندريه كوزنكو، إن "نسبة مشاركة كبيرة ستدل على مستوى الدعم لرئيسنا فلاديمير بوتين. نسعى لأن نقول لكل مواطن إن عليه القدوم للتصويت والتعبير بذلك عن وحدتنا".

قرارات وعقوبات
وستكون هذه المرة الأولى التي يشارك فيها سكان القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها القوات الروسية ثم ألحقت بروسيا في مارس(آذار) 2014، بعد استفتاء دانته كييف والغربيين، معتبرين أنه ليس قانونياً.

ورداً على هذه الخطوة، فرضت على روسيا والقرم عقوبات اقتصادية أمريكية وأوروبية. كما فرض على شبه الجزيرة مرات عدة حصار من قبل أوكرانيا التي تعتمد عليها القرم في مجال الطاقة، إلى أن انتهى في مايو(أيار) "جسر كهربائي" مع الأراضي الروسية.

وسعى حاكم القرم، سيرغي أكسيونوف، الذي يترأس لائحة روسيا الموحدة في المنطقة الى طمأنة السكان. وكتب على الإعلانات الانتخابية المنتشرة في الشوارع "يمكننا اختراق كل حالات الحصار".

وخلال اجتماع في المنطقة، انهال السكان بالأسئلة على كوزنكو عن الأسعار المرتفعة جداً للمياه، وسوء عمل شبكة الاتصالات الخليوية، وصعوبة الحصول على قروض عقارية معقولة.

شكاوى الناخبين كثيرة، لكن كوزنكو يدرك أنه عند التصويت، ستكون خيارات السكان محدودة ولا يستطيعون فعل الكثير.

والحزبان الوحيدان المتنافسان، الحزب الشيوعي الروسي والحزب الليبرالي الديموقراطي القومي المتشدد،، مواليان للكرملين.

وقال كوزنكو متذكراً الحملات الانتخابية الشرسة للعهد الأوكراني: "نشكر الله لأنه لا نزاع سياسياً اليوم".

دعوات للمقاطعة
من جهتهم، قرر قادة تتار القرم، الأقلية المسلمة التي يعارض غالبية أفرادها ضم القرم، مقاطعة الانتخابات، ودعوا أنصارهم إلى أن يحذو حذوهم.

وكانت موسكو حظرت مجلس تتار القرم الذين يشكلون 14 بالمئة من السكان في نيسان/ابريل. ومنذ ذلك الحين اوقف عدد من التتار بتهمة "التطرف".

وقال الناشط التتاري، حلمي عمروف: "لن نعترف بالتأكيد بانتخابات الدوما (مجلس النواب الروسي)، ولن نشارك فيها".

وكان هذا النائب ونائب رئيس "المجلس" الذي يبلغ من العمر 59 عاماً، خرج أخيراً من مستشفى للأمراض النفسية أدخل إليه بالقوة في نهاية أغسطس(آب) بعدما اتهمه القضاء الروسي بالتطرف.

أما النائب الأول لرئيس المجلس ناريمان جليال، فقد رأت أن التصويت في الاقتراع "يغني من جهة المساهمة في إضفاء الشرعية على (وجود) روسيا في القرم، ومن جهة أخرى دعم السلطات التي تقمع مواطنينا"، مبررة بذلك مقاطعة الانتخابات.

أما الرئيس السابق لبرلمان القرم ليونيد غراتش فلديه أسباب أخرى. وقال هذا العضو السابق في الحزب الشيوعي بشأن الحاق القرم بروسيا "أردنا ذلك وحلمنا بذلك".

وأضاف: "لكن في نهاية المطاف لدينا أسوأ خيار هو خيار الفساد"، واصفاً لسلطات شبه الجزيرة "باللصوص".

وهذه المرارة يشعر بها فلاديمير المتخصص بتقنيات الإنترنت. قال: "يمكن نستمر في القول هنا إنها أوكرانيا، لكن روسيا هي التي تسيطر على كل شيء الآن". وأضاف: "بالتأكيد لن أذهب للتصويت".