الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن(رويترز) المخصصة لسوريا،
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن(رويترز) المخصصة لسوريا،
الأربعاء 21 سبتمبر 2016 / 22:00

السيسي: كل من يراهن على حل عسكري في سوريا..خاسر

انتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن المخصصة لسوريا، عدم تحقيق أي تقدم حتى الآن في مواجهة جوهر المشكلة، وهو غياب الحل السياسي العادل والشامل الذى يلبى التطلعات المشروعة للشعب السوري.

وأكد أنه لا مكان للإرهاب في سوريا، ولا مجال لأى محاولة لتجميل صور التنظيمات الإرهابية، رافضاً أية محاولات للالتفاف على قرارات مجلس الأمن التي صنفت تلك التنظيمات كمنظمات إرهابية.

وأكد السيسي أن كل من يراهن على حسم عسكري يفضى لغلبة فريق واحد في سوريا هو خاسر، كما أن كل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دوراً في مستقبل سوريا واهم.

دعوة للمحاسبة
وقدم السيسي العزاء لبعثة الأمم المتحدة في ضحايا قافلة الإغاثة التي تعرضت لقصف مؤسف قبل يومين، "الأمر الذي لا يجب أن يمر دون محاسبة لمرتكبيه"، وأضاف "إن حضورنا اليوم ليس بغرض استعراض حجم المأساة التي نتابعها يوميا في سورية وتدمى قلوبنا جميعا، وإنما الهدف هو أن نتحمل جميعا مسؤوليتنا كأعضاء في مجلس الأمن معنيين ومسؤولين عن حفظ السلم والأمن الدوليين، لإيجاد صيغ عملية وفورية لوقف نزيف الدماء في سوريا".

وأوضح الرئيس المصري أن خمسة أعوام مرت ونزيف الدم لا زال مستمراً في سوريا، مما أسفر مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين، ومازال الحل السياسي غائباً، "وما زالت سوريا نهباً لأطماع إقليمية ودولية تستغل أزمتها لتحقيق مصالح ضيقة وفريسة لإرهاب يتغذى على هذه الأطماع ويتفاقم مهددا مقدرات الشعب السوري".

وأشار السيسي إلى أن جذور المشكلة تكمن في الاستغراق في معالجة العرض لا المرض "فنحن مستنزفون في نقاش حول التوصل لترتيبات مؤقتة لوقف إطلاق النار لتخفيف معدلات القتل والدمار، أو منهمكون في محاولة تخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون، ولكننا لم نحقق حتى الآن أي تقدم في مواجهة جوهر المشكلة، وهو غياب الحل السياسي العادل والشامل الذى يلبى التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق. ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.

الخروج من نفق الأزمة
وذكر الرئيس المصري أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير كان ضرورياً لخفض مستوى العنف، ولكنه يظل غير كافٍ ولابد من استكماله بانتقال فورى للمفاوضات السياسية، سعياً للتوصل إلى حل جذري وشامل للأزمة السورية، ودعا المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا لتوجيه الدعوة للجولة القادمة من المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أنه "ثبت من تجربتنا في مساري جنيف وفيينا ومن تجربة إصدار قرار مجلس الأمن رقم 2254 أن إيجاد قواسم مشتركة بين المعنيين بالأزمة السورية ليس مستحيلا ،وأننا قادرون على إحراز تقدم حقيقي تجاه التسوية السياسية إذا ما توافرت النية والإرادة".

وتابع قائلاً إن "تجربة مصر في استضافة مؤتمر جامع لمختلف أطياف المعارضة السورية في يونيو 2015 اجتمع فيه السوريون من مختلف التيارات بدون تدخل أو إملاء، تظهر أن بإمكان هؤلاء السوريين التوافق على وثائق متقدمة ترسم الطريق للخروج من نفق الأزمة المظلم".