إرهاب الإخوان(أرشيف)
إرهاب الإخوان(أرشيف)
الخميس 22 سبتمبر 2016 / 14:51

مصادر لـ24: شباب الإخوان يشكلون لجنة لتوثيق فشل الجماعة

24 ـ القاهرة ـ عمرو النقيب

كشفت مصادر خاصة مطلعة على الوضع داخل جماعة الإخوان بالقاهرة، أن عدداً من شباب التنظيم المحسوبين علي جبهة التغيير، دعوا إلي تشكيل لجنة تقصي حقائق تراجع سياسات الجماعة خلال المرحلة الاخيرة للوقوف على الأخطاء التي أدت إلى سقوط حكم الجماعة داخل مصر على هذا النحو، وتراجع التنظيم، وأسباب فشله.

وأوضحت المصادر لـ24، أن الشباب الداعين إلى تشكيل هذه اللجنة يعتبرون أن الفرصة مناسبة لمختلف القيادات، ولا يجب أن يتذرع أحد بأن الوقت غير مناسب، وأن الظروف غير مواتية، وأنه كان ينبغي تشيكل هذه اللجنة منذ فترة طويلة، لاسيما عقب سقوط حكم الإخوان مباشرة حتى تقي الجماعة هذه الحالة من الارتباك وتتجاوز أزمتها الحالية.

وأفادت المصادر أن الشباب اقترحوا دراسة إمكانيات الجماعة وفرصتها القادمة، لتحدد بعد ذلك ما الذي يمكن تحقيقه في المستقبل القريب والبعيد، وكيفية تحقيقه وتحديد مسارات العمل التي ينبغي أن تسلكها نحو هذا الهدف.

وأشارت المصادر، إلى أن الشباب اقترحوا فكرة استمرار الحوار في مختلف المستويات التنظيمية للتقريب بين الآراء ومنع الانقسام والانشقاق، وأنه لم يعد هناك مجال للتكتم، وأنه من حق أفراد الجماعة أن يجاهروا بآرائهم، ومن واجب القيادة أن تصارح وتكاشف.

وبحسب المصادر، فإن هذه المجموعة الشبابية اقترحت أيضاً عمل لائحة جديدة تناسب المرحلة وتستوعب الجميع دون استثناء، وتحوي خطوات دقيقة لممارسة الشورى بطريقة سليمة تمنع تأبيد أي أحد في مواقع القيادة وتكفل تداول المهام في كل مستويات الجماعة، وتفسح الطريق لمراجعة المسئولين ومحاسبتهم، وتحدد كيفية العمل في الظروف الطارئة.

وأوضحت المصادر أن هذه المجموعة الشبابية ترى أن الأزمة تتركز في وجود نمطين للتفكير داخل الجماعة موجودين منذ فترة طويلة، غير أن الأحداث الأخيرة قد عملت على إبراز الفجوة بين النمطين رغم اتفاقهما على مجمل أفكار الجماعة ومبادئها وأهدافها، وأن النمط الأول تقليدي في قناعاته وطريقته في الإدارة ووسائله العملية، ويعتبر قناعاته وطريقته ووسائله ثوابت لا ينبغي أن تتغير، وأنه شديد البطء في مراجعة هذه القناعات والطرق والوسائل، وأنه قد هيمن على الجماعة فترة من الزمن وشكّل العقل الجمعي، بينما النمط الثاني متجدد غير تقليدي، يفرق بين الثوابت والمتغيرات، ويراجع هذه المتغيرات في القناعات والطرق والوسائل على الدوام، ومن ثَم يخرج خارج صندوقها بين الحين والآخر.

من جانبه، أكد القيادي السابق بجماعة الإخوان سامح عيد، أن القيادة التاريخية للتنظيم لن تسمح لهؤلاء الشباب بتنفيد مقترحاتهم ، ولن تستوعبهم بين صفوفها، بل علي العكس تماماُ سيتم الإطاحة بهم من التنظيم، لأن القاعدة الرئيسية التي يتم من خلالها قبول العناصر هي السمع والطاعة والالتزام منهج وأفكار قيادات الحرس القديم.

وأشار عيد في تصرحات لـ24، إلى أن الانقسام والانشقاق سمة أساسية داخل الإخوان منذ نشاة الجماعة، فقد انشقت من قبل مجموعات حملت نهجاً مختلفاً عما تراه القيادة القطبية، ولم يتأثر التنظيم لأنه يعتبرهم خبث المرحلة، ويشبههم بالكيانات المعطلة عن الهدف الذي تأسست من أجله الجماعة، وأنه لايجب أن يمضي التنظيم نحو تحقيق أهدافه دون النظر للخلف.

وأفاد عيد بأن التنظيم يري أنه المنشقين عنه والمختلفين معه هم الخاسرون ، وأن كل من قرر أن يترك الجماعة اصبح لا شيء في الحياة، فهم يربون اتباعهم ومريديهم وفق هذه النظرية التي تقول "أنت بالجماعة فإن لم تكن بها لن تكن بغيرها".

وأوضح عيد، أن الظرف الآن بالنسبة للجماعة وأزمتها مختلفة تماماً عما سبق، إذ أننا أمام حالة من التمرد المنظم داخل صفوفها، لكن في الحقيقة فالحرس القديم استطاع أن يعيد سيطرته بقوة على مقاليد التنظيم، لأنه يمثل الدولة العميقة المتغلغلة في مختلف قطاعات الجماعة، لا سيما منافذ الدعم والتمويل، الأمر الذي يجعل عملية الإطاحة بالحرس القديم مستحيلة، مهما اشتعلت حركات التمرد الشبابية، حتى ينتهي بهم الأمر إلى تشكيل كيانات موزاية أو الانضمام إلى كيانات أشد تطرفا مثل داعش وغيرها.