بابا فرنسيس (أرشيف)
بابا فرنسيس (أرشيف)
السبت 24 سبتمبر 2016 / 15:16

البابا فرنسيس يستقبل عائلات ضحايا هجوم نيس

وصلت عشرات العائلات من أقارب ضحايا اعتداء 14 يوليو (تموز) في نيس صباح السبت إلى روما، يرافقهم ممثلون عن كل الطوائف، لعقد لقاء مع البابا فرنسيس.

وقال أسقف نيس اندريه مارسو قبل الانطلاق: "أعتقد أن هذا اليوم سيكون يوم رجاء لهم، أتمنى ذلك من كل قلبي".

وأضاف قبل أن يستقل إحدى الطائرتين اللتين استأجرتهما بلدية نيس، "لأن استقبال الأب الأقدس هو استقبال نابع من القلب، ليقول لجميع هؤلاء الذين أصابهم الأذى بطريقة أو بأخرى، إنهم ليسوا لوحدهم".

من جهته، قال فنسان الذي تأثر بشكل عميق بمجزرة الشاحنة التي اقتحمت جادة "بروميناد ديزانغليه" في نيس يوم العيد الوطني (86 قتيلاً)، "ننتظر رسالة تطمئن نفوسنا القلقة".

وسيلتقي حوالى 180 شخصاً أصيبوا بجروح أو صدموا في الاعتداء أو أقارب الضحايا -58 عائلة بالإجمال- البابا فرنسيس.

وسيصل أيضاً إلى روما حوالى 150 من سكان نيس على متن حافلات، ووفد رسمي من منظمة "الألب-ماريتيم أخوة" التي تضم مندوبين عن اليهود والمسلمين والارثوذوكس والبروتستانت.

وقال بيار-اتيان دوني، رئيس الاتحاد الوطني لضحايا الاعتداءات والحوادث الجماعية، إن هذا النوع من اللقاءات يتيح الخروج من العزلة "والتقدم نحو مقاومة الضغوط".

وأضاف: "إذا كنا مؤمنين، فإن هذا اللقاء استثنائي" و"إذا لم نكن مؤمنين، فهو لقاء مع سلطة معنوية رفيعة، مع كنز من التعاطف يتجاوز الأديان".

واستقبل البابا فرنسيس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في منتصف أغسطس (آب)، وكرر له دعمه وتعاطفه مع فرنسا التي تعرضت منذ بداية 2015 لمجموعة غير مسبوقة من الاعتداءات.

وفي 14 سبتمبر (أيلول)، احتفل مع 80 فرنسياً، بقداس على نية جاك هامل، الكاهن الذي ذبحه شابان إرهابيان في كنيسته قرب روان (شمال غرب فرنسا).

وقال آنذاك: "كم سيكون رائعاً أن تعلن كل الطوائف الدينية أن القتل باسم الله مسألة من الشيطان".

لا جدال
وقال فنسان ديماريه، المسؤول عن مطعم في جادة "بروميناد ديزانغليه" الذي توقف عن العمل منذ الاعتداء ويلتقي طبيباً نفسياً ثلاث مرات في الأسبوع، أن الحبر الاعظم "رجل صالح ومنفتح"، مؤكداً أنه سيساعده على محو مشاهد المجزرة التي تتوالى في رأسه.

وأضاف: "لا ننام الليل. لقد رأيت المشهد الكامل لتقدم الشاحنة والجثث المشوهة والمقطوعة الرؤوس، والأحشاء...".

ومساء 14 يوليو (تموز)، العيد الوطني في فرنسا، كان أكثر من 30 ألف شخص يشاهدون حفل الألعاب النارية على الشاطئ، عندما اقتحم محمد لحويج، التونسي الذي يبلغ الحادية والثلاثين من العمر، والمتطرف العنيف، الجموع بشاحنة تبلغ زنتها 19 طناً، وتسبب بمصرع 86 شخصاً و434 جريحاً.

وأعلنت بلدية نيس أن رئيس منطقة نيس كوت دازور، كريستيان استروسي، موجود في روما منذ الجمعة.

وأعربت المعارضة البيئية عن اعتراضها باسم العلمانية على اختيار البلدية استئجار طائرتين.

وأكد رئيس بلدية نيس فيليب برادال السبت في المطار أن "هذا ليس جدالاً... تلقينا دعوة، ثم خلافاً لما قيل، هذه ليست تظاهرة دينية، لأن ما سيحصل لقاء خاص".

وكان ثلث الضحايا الذين لقوا مصرعهم من المسلمين، كما قال الأمام بوبكر بكري، نائب رئيس المجلس الإقليمي للديانة الإسلامية في جنوب شرق فرنسا، الذي يتوجه أيضاً إلى روما مع مجموعة من المسلمين.

وقال بكري: "نذهب إلى روما التي نكن لها احتراماً كبيراً"، مشيراً إلى "التعاطف الإنساني الكبير" للبابا فرنسيس الذي عبر عنه على سبيل المثال خلال تقفد اللاجئين الذين يشكل المسلمون القسم الأكبر منهم في جزيرة ليسبوس اليونانية.

ولم يشأ موريس ندام، رئيس الطائفة اليهودية في نيس، أن يرافق ذوي الضحايا اليهود لكنه عبّر عن إعجابه بالبابا ودعمه هذه المسيرة.