جانب من فعاليات مؤتمر القادة لحروب المستقبل (أشرف زين الدين 24)
جانب من فعاليات مؤتمر القادة لحروب المستقبل (أشرف زين الدين 24)
الأحد 25 سبتمبر 2016 / 14:38

البواردي: حروب المستقبل ستضم أعداءً جدداً مبهمين

24 - أبوظبي - أحمد سعيد

أكد وزير دولة الإمارات لشؤون الدفاع محمد أحمد البواردي أن "حروب المستقبل لن تشمل القوى التقليدية المعروفة للدول فحسب، ولكنها ستضم أعداءً جدداً مبهمين، وسيكون الصراع غامضاً وطويلاً، وسيشمل أعمال عنف وتهديدات تختلف عن الحروب المعروفة، وسوف ينتهز الأعداء هذا الغموض، مستخدمين التزاماتنا القانونية والمبادئ التي نتبناها سلاحاً ضدنا، ومستغلين الحيز بين مؤسساتنا الوطنية".

البواردي: طبيعة الحروب تغيرت على نحو أصبح يشكل خطراً محدقاً بأمن الدول واستقرارها

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها البواردي، لانطلاق فعاليات مؤتمر "القادة لحروب المستقبل"، الذي يحظى برعاية ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتنظمه وزارة الدفاع الإماراتية، بالتعاون مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.

حروب الجيل الرابع
وأشار البواردي إلى أن "حروب الجيل الرابع هي إحدى النظريات العديدة التي تطورت خلال العقود الماضية، لوصف وبيان الطبيعة الجديدة للحروب، فهناك الحروب الهجينة، والحروب غير النظامية، وصراعات المنطقة الرمادية، وعلى الرغم من أن كل نوع من هذه الحروب له سماته المميزة وأبعاده المتباينة التي يجب علينا أن نعيها جيداً، فإن هناك بعض الخصائص المشتركة بينها".

وأوضح البواردي أن "السمة الأخرى بين نظريات الحروب المعاصرة هي أن الدول لن تستطيع مواجهة هذه الحروب بالقوى العسكرية التقليدية وحدها، وإنما على الدولة بكامل مؤسساتها أن تتضامن من أجل التصدي للحروب الحديثة ومواجهتها متسلحة في ذلك بكل عناصر القوى الوطنية، ولهذا نسعى إلى إشراك قاعدة عريضة من المؤسسات المعنية بالأمن الوطني في هذا المؤتمر، ويسعدنا ويشرفنا تلبية دعوتنا بحضوركم من مختلف القطاعات الحكومية والانضمام معنا في هذه المهمة المصيرية".

وفيما يلي نص الكلمة:
"يسعدني أن رحب بكم في مؤتمر "القادة لحروب" المستقبل ويشرفني في البداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتفضله برعاية هذا المؤتمر، وكذلك إلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على تعاونه مع وزارة الدفاع في الإعداد لهذا المؤتمر.

أربعة أشهر مضت على اجتماعنا في رحاب هذه القاعة لاستجلاء طبيعة نوع جديد من الحروب المقنعة التي يشهدها عالمنا اليوم وقد غلبت على نقاشاتنا الجدية، واتسمت النتائج بالوضوح، ففي هذا القرن تغيرت طبيعة الحروب على نحو أصبح يشكل خطراً محدقاً بأمن الدولة واستقرارها، ولأن أمن الوطن أمانة ومسؤولية وأولوية قصوى نحملها في أعناقنا، يتعين علينا جميعاً أن ندرك فهمه كي يتسنى لنا التصدي له على الصعيد الوطني بالشكل الأمثل.

المهمة العاجلة
ونحن في هذا المؤتمر نلبي نداء هذه المهمة العاجلة، تعيننا على ذلك رسالتنا الواضحة إذ يتحتم علينا التوصل إلى فهم عميق ومشترك حول طبيعة الحروب التي نواجهها في عصرنا هذا، كما ينبغي لنا الاتفاق بشأن دور مؤسستنا في منع نشوب مثل هذه الحروب ودحرها والتعافي من آثارها.

إن حروب الجيل الرابع هي إحدى النظريات العديدة التي تطورت خلال العقود الماضية، لوصف وبيان الطبيعة الجديدة للحروب، فهناك الحروب الهجينة، والحروب غير النظامية، وصراعات المنطقة الرمادية، وعلى الرغم من أن كل نوع من هذه الحروب له سماته المميزة وأبعاده المتباينة التي يجب علينا أن نعيها جيداً، فإن هناك بعض الخصائص المشتركة بينها.

القوى التقليدية
إن الحرب التي قد نواجهها في المستقبل لن تشمل القوى التقليدية المعروفة للدول فحسب، ولكنها ستضم أعداءً جدداً مبهمين، وسيكون الصراع غامضاً وطويلاً، وسيشمل أعمال عنف وتهديدات تختلف عن الحروب المعروفة، وسوف ينتهز أعداؤنا هذا الغموض، مستخدمين التزاماتنا القانونية والمبادئ التي نتبناها سلاحاً ضدنا، ومستغلين الحيز بين مؤسساتنا الوطنية.

في خضم هذا كله، تتجلى مسؤوليتنا في السعي الدؤوب لفهم الوجه الحقيقي للتهديدات المحتملة من أجل تطوير العمل الجماعي بين مؤسساتنا.

إن السمة الأخرى بين نظريات الحروب المعاصرة هي أن الدول لن تستطيع مواجهة هذه الحروب بالقوى العسكرية التقليدية وحدها، وإنما على الدولة بكامل مؤسساتها أن تتضامن من أجل التصدي للحروب الحديثة ومواجهتها متسلحة في ذلك بكل عناصر القوى الوطنية، ولهذا نسعى إلى إشراك قاعدة عريضة من المؤسسات المعنية بالأمن الوطني في هذا المؤتمر، ويسعدنا ويشرفنا تلبية دعوتنا بحضوركم من مختلف القطاعات الحكومية والانضمام معنا في هذه المهمة المصيرية.

وبينما نسعى جاهدين لإدراك طبيعة هذه الحروب يجب علينا أن نستثمر في بناء مؤسساتنا الوطنية، بحيث تتسم بالجاهزية والمرونة، ونستجيب لمثل هذه الحروب بصورة عاجلة وفاعلة، مما يحتم علينا القيام بالآتي: الارتقاء بمفهوم الحرب الشاملة لبناء حائط الردع الذاتي على المستويات كافة، وتعزيز القدرات الوطنية والاستباقية على التنبؤ بوقوع هذه الحروب، إلى جانب إطلاق الطاقات الإبداعية الخلاقة بتوفير التدريب والتأهيل اللازم للكفاءات المواطنة، فضلاً عن ربط معطيات السياسة والثقافة والإعلام والاقتصاد من ناحية، والمعطيات الأمنية والعسكرية من ناحية أخرى، بما يتيح أفضل توظيف لموارد القوة الشاملة للدولة، وتحقيق رؤية القيادة وتوجيهاتها الرشيدة".