الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 / 12:23

نيويورك تايمز: كلينتون انتقلت من التردد إلى الهجوم اللاذع

سيطرت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون على سلسلة من النقاشات مع ترامب حول الأمن القومي والجندر، قائلة للناخبين إنهم لا يستطيعون أن يثقوا بخصمها في ما يتعلق بالأسلحة النووية، ومحذرة إياهم من أنه لا يحترم النساء.

للحظات نجح ترامب الذي أثارت تصريحاته وأعماله في قطاع الأعمال اتهامات صاخبة له بالعنصرية، في جعل نفسه مدافعاً شرساً عن السود في أمريكا.

ويقول مايكل بارارو ومات فليغينهمر في نيويورك تايمز إن أداء كلينتون في المناظرة الرئاسية الأولى انتقل من التردد والتجريب إلى الحزم وصولاً إلى الموقف اللاذع. ولفت إلى أن أي مستوى من التدريب سيكون عاجزاً على ما يبدو، عن تحضير كلينتون، وربما أي شخص، لإعصار ترامب من التشويه وعاصفة العموميات والمقاطعة. ولكن كلينتون بدأت ببطء وإنما بثبات التعلم كيف تواجهه وتخضعه، أمام أنظار عشرت ملايين الأمريكيين.

العرق
وبمواجهة اتهامات من ترامب بأنها أهانت الأمريكيين الأفارقة عندما تحدثت عن الشبان المجرمين العنيفين في المدن الداخلية واصفة إياهم بأنهم "مفترسون"، علماً أن هذا الكلام حصل قبل عشرين سنة وفي فترة مختلفة، أبدت أسفها عما قالته، وانتقلت للدفاع عن رئيس بلدية نيويورك وخططه الحالية لمكافحة الجريمة، مستغرقة بضعة دقائق في إظهار علاقة ترامب المعيبة مع العرق.

وللحظات نجح ترامب الذي أثارت تصريحاته وأعماله في قطاع الأعمال اتهامات صاخبة له بالعنصرية، في جعل نفسه مدافعاً شرساً عن السود في أمريكا.

الطريق السريع
ويقول الصحافيان إن تحدي كلينتون كان واضحاً منذ وصولها إلى المنصة في جامعة هوفسترا، وخصوصاً لجهة حجم الاحترام الواجب عليها إظهاره لخصم لا منافس له في النفاق والذي يشوه الحقيقة بكثافة ويقلل من شأن النساء ويحتقر مجموعات إتنية كاملة.

وفي الدقائق الأولى للمناظرة، بدا أنها قررت سلوك الطريق السريع، فاتجهت إلى ترامب وصافحته وسألته برشاقة: كيف حالك دونالد؟
أما مناصروها فكانوا يريدونها أن تهاجمه بعنف وتنتقده بعباراته المغلوطة الخاصة وسجله الفوضوي في الأعمال. وفعلاً، هي نفذت بعضاً من تلك الهجمات.

النصف الثاني من المناظرة

وفي رأي الصحافيين أن كلينتون رسخت قدميها في النصف الثاني من المناظرة، بمساعدة المعقب لستر هولت الذي واجه ترامب بادعاءاته المتكررة بأن أوباما مولود خارج الولايات المتحدة، واستدار نحو كلينتون للتعقيب.

عندها أجابت المرشحة الديموقراطية ببرودة أعصاب: "حسناًـ استمع لما قلته. وربطت نشره "كذبة عرقية في شأن ميلاد أوباما" بما سمته "سجله الطويل من الانخراط في سلوك عرقي"، مشيرة إلى دعوى تعود إلى ىسبعينات القرن الماضي أقامتها وزارة العدل ضد أعمال عائلة ترامب.

القدرة على التحمل

وفي النهاية، نجحت كلينتون في استعادة معادلة ساهمت في إفساد صورة منافسها في المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري، مواجهة إياه بتصريحاته المنحطة عن النساء.

وهنا أيضاً ساعدها المعقب هولت عندما شدد على كلام ترامب أن كلينتون تفتقر إلى المظهر الرئاسي. وعندها كرر ترامب التهمة، إلا أنه انتقل إلى انتقاد مظهر كلينتون بطريقة مختلفة، قائلاً مراراً إنه تفتقر إلى القدرة على التحمل.

وهنا كان رد كلينتون جاهزاً، قائلة: "إذا سافر إلى 112 دولة وفاوض على اتفاق سلام وهدنة وإطلاق سجناء وفتح فرص جديدة في دول حول العالم أو حتى أمضى 11 ساعة يدلي بشهادة أمام الكونغرس... يمكنه أن يتحدث إليّ عن القدرة على التحمل".

النساء

وحاول ترامب قطع النقاش بسخرية، قائلاً إن "السيدة كلينتون تتمتع بالخبرة، ولكنها خبرة سيئة".

واستعادت المرشحة الديموقراطية الكلام لتلفت إلى أنه "يحاول الانتقال من المظهر إلى القدرة على التحمل... ولكن هذا رجل وصف النساء بأنهن خنازير وكلاب وساذجات".