الطفلة سيرين(من المصدر)
الطفلة سيرين(من المصدر)
الخميس 29 سبتمبر 2016 / 19:16

24 ينشر قصة الطفلة "سيرين" وماحدث في حافلة مدرستها بالشارقة

24 - الشارقة - هالة العسلي

لم تصل الطفلة سيرين (4 أعوام) إلى منزل ذويها في إمارة الشارقة كعادتها بصحبة شقيقها عائدين من المدرسة في موعدهما اليومي. حالة من الذهول أصابت الأم التي سارعت للاتصال بمشرفة الحافلة وإدارة المدرسة، لتبدأ عملية البحث والتدقيق، ويأتي بعد ساعة من الانتظار الرد بأن سيرين وصلت بالخطأ إلى إمارة عجمان.

وفي التفاصيل تروي منال عبدالرحمن والدة الطالبة "سيرين"، وقائع ما حدث مع طفلتها والإهمال الذي تعرضت له على مدار أربع ساعات عاشتها الأسرة بقلق وخوف تملك الطفلة التي وجدت نفسها في عالم آخر بين وجوه وطرق لم تعرفها ووقفت مذهولة تسأل عن شقيقها بين ركاب الحافلة الخطأ.

وتقول منال عبدالرحمن "في اللحظة التي بدأت أشعر فيها بالقلق نتيجة تأخر أبنائي عن المنزل تلقيت اتصالاً من زوجي في تمام الساعة 2 ونصف يسأل فيه عن الأطفال، وذلك بعد تلقيه مكالمة هاتفية من مشرفة الحافلة الآسيوية لتتأكد من وصول سيرين وأخاها، أغلق زوجي الهاتف وتركني في حالة يرثى لها، بعد أن أكدت له بأنهم لم يصلا بعد، انتابني القلق وذهبت لاستلام أبنائي من الحافلة لأتفاجأ بوصول ابني (8 أعوام) فقط، وهو في حالة انهيار تامة، لشعوره بأنه فقد أخته بعد بحثه المطول عنها في كافة أرجاء المدرسة ولكن دون جدوى، إذ كانت معلمة الفصل تؤكد له في كل مرة يسأل بها عن أخته بأنها أرسلت سيرين إلى الحافلة الصحيحة".

الطفلة في عجمان
وتابعت منال "بعد اتصالي بمسؤولة الحافلة وتواصلي مع المدرسة ومرور ساعة على تغيب سيرين دون أن نعلم مكانها أو ما حل بها، تلقينا اتصالاً من المدرسة لنبلغ بأن طفلتنا استقلت الحافلة المتجه إلى عجمان، بدلاً من أن تستقل حافلة الشارقة مقر سكنها، وتركت لنا المدرسة خيار أن نذهب لعجمان لنستلم طفلتنا، أو أن تعود في الحافلة مرة أخرى إلى المدرسة وسط الازدحام الشديد بين إمارتي عجمان والشارقة في فترة الظهيرة".

وأضافت منال "توجه والد سيرين الذي يعمل في رأس الخيمة إلى عجمان على الفور ليستلم ابنته بعد تواصله مع سائق الحافلة ومساعدته اللذان لا يجيدان اللغة العربية ولا اللغة الإنجليزية"، وعادت سيرين إلى المنزل وهي في حالة صمت وذهول تامة"، موضحة أن "سيرين لم تكمل من العمر 4 سنوات بعد ولا تستطيع التحدث بشكل جيد لتعرف عن نفسها أو لتخبر السائق بمكان سكنها".

اعتذار غير مبرر
وتفيد الأم "أذهلنا تبسيط الأمر من قبل إدارة المدرسة، كيف يمكن لطفلة أن تصعد لحافلة متجهة لإمارة أخرى وكيف لم يؤخذ كلام شقيقها بعين الاعتبار وهو حاول أكثر من مرة أن يبلغ عن غياب شقيقته، وماذا عن هوية المسؤول عن الخطأ، سيرين كانت معرضة لخطر كبير فهي طفلة قد يضرها الإنهاك الحراري والخوف ولا زالت حتى اليوم تعاني خوفاً مما حدث".

وتقول والدة سيرين "المدرسة أقرت بالخطأ وقالت إن هناك إهمالاً وقع لأن المسؤولة لم تكن موجودة لذا حدث ما حدث، واعتذرت ووعدت بأن لا يتكرر الأمر، ولكن كل أم تعلم صعوبة ما عايشته وطفلتي، لا يجب التهاون والتساهل في قضايا تتعلق بأطفال لا حول لهم ولا قوة".

المدرسة ترد
24 تواصل مع إدارة المدرسة الخاصة في الشارقة، للوقوف على خلفية الحادثة، حيث أكدت المسؤولة عن قسم الأطفال في الإدارة، أن "المدرسة المشرفة عن حافلة الطفلة سيرين وزملائها كانت غائبة مما أدى إلى وقوع الخطأ الذي أقرت به إدارة المدرسة وتحركت خلال دقائق بعد علمها بعدم وصول الطفلة إلى منزل ذويها، وبعد التواصل مع كافة المعنيين علمنا بوجود الطفلة في حافلة متجهة إلى عجمان، وبادرنا بالاتصال بولي أمر الطفلة وأبلغناه أن سائق الحافلة والمشرفة سيعملان على توصيلها إلى الشارقة إلا أن والد الطفلة قال إنه متواجد بعجمان وطلب التواصل مع السائق مباشرة ليستلم طفلته وبقينا على اتصال حتى تأكدنا من أن الطفلة عادت لأسرتها".

وأكدت المسؤولة في المدرسة أن "الإدارة أسفت لما حدث واستدعت والدة سيرين وأوضحت لها ما حدث واتخذت كافة الإجراءات لمنع تكرار الأمر"، مشددة على أنها "تعمل بشكل دقيق على رعاية الطلبة وما حدث خطأ غير مقصود ولأول مره في مدرسة قائمة منذ سنوات وقد خرجت أجيالاً حرصت على رعايتهم وتقديم الأمثل لهم".