رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، أسعد الزعبي(وسط)
رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، أسعد الزعبي(وسط)
الإثنين 3 أكتوبر 2016 / 10:10

الزعبي: مخطط روسي إيراني سوري لنقل التدمير الممنهج لإدلب وحماة

كشف رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، أسعد الزعبي، عن مخطط روسي إيراني بالتعاون مع نظام الأسد، للانتقال بمعركة التدمير الممنهج بعد حلب إلى مدينة إدلب، ومن بعدها إلى مدينة حماة، واصفاً التسريبات التي نسبت لوزير الخارجية الأمريكي بـ "الفزلكة السياسية المتفق عليها مع موسكو وحلفاء النظام، وبالتالي الإبقاء على (سوريا المفيدة)، من اللاذقية إلى دمشق"، كما صرّح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، اليوم الإثنين.

وأشار الزعبي إلى أنه من نتائج اجتماع إسطنبول الذي انعقد أول من أمس، توحيد كل الفصائل العسكرية تحت لواء واحد وقيادة واحدة لمواجهة آلة التدمير الروسية المدعومة بضربات النظام والميليشيات الإيرانية، في ظل توقعات بصدور قرار خليجي يتحرك باتجاه منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، لاتخاذ قرار بشأن ما يحدث الآن في حلب.

وقال الزعبي: "سيعقد اجتماع لهيئة المفاوضات خلال اليومين المقبلين في العاصمة السعودية الرياض، لبلورة موقف أكثر صلابة لاتخاذ قرارين: تكثيف العمل العسكري، والالتفات إلى المجتمع الدولي مع عدم التعويل على واشنطن".

نسيان "سوريا المفيدة"
وعلى صعيد ما يجري في حلب حالياً، قال الزعبي: "هناك تدمير كامل ممنهج لحلب، وفي الطريق إلى تدمير إدلب، ومنها إلى تدمير حماة. والأنظار تتجه الآن إلى أن المعركة في سوريا ليست الثورة ضد نظام بشار وإنما هي معركة حلب، وهذا ما يريده الروس والأمريكيين، بعد ذلك تتم المصالحة وإقرار من مجلس الأمن، ثم ينسى الجميع ما يتمسك به بشار من (سوريا المفيدة)، من اللاذقية إلى دمشق".

ولفت الزعبي إلى أن عشرات الطائرات الروسية تقصف حالياً في حلب بلا هوادة، مشيراً إلى أن الخطة الروسية التي اتفق عليها وزير دفاع روسيا والنظام وإيران قبل ثلاثة شهور في طهران، قضت إما بالسيطرة الكاملة على حلب أو على الأقل بتدمير حلب، بما يسمى بالمصطلح العسكري "إخراج حلب من دائرة الصراع" واختزال الصراع السوري كله في حلب، بحسب الصحيفة.

وقال: "بين اليوم والأمس، هناك عشرات الطائرات من طائرات الاقتحام وطائرات الدعم الأرضي وطائرات الإنزال، وهذا يعني أنه ليس مؤشراً أن روسيا تريد أن تعمل عملاً عسكرياً؛ لأنها بالفعل بدأت العمل العسكري بالطائرات الاستراتيجية، وهي أكبر من هذه الطائرات".

ورقة ضغط سياسية
ونوه الزعبي بأن استهداف حلب منذ البداية كان لاستخدامها ورقة ضغط أساسية في معادلة الحلول السياسية ومفاوضات السلام، وذلك يعني أن احتلال حلب تأكيد لحصار إدلب، باعتباره ورقة ضغط على الثورة وجر العالم للتغاضي عن منطقة "سوريا المفيدة"، ومن ثم وضع العالم أمام الواقع الجديد.

وقال: "منذ بداية ما يسمى بهدنة الأيام السبعة التي زعمها الروس في فترة عيد الأضحى المبارك، كان الروس وإيران والنظام يقومون بحشد كتيبتين من صواريخ الميدان وثلاث كتائب من راجمات الصواريخ الحديثة على حلب، إضافة إلى أكثر من 3.8 ألف عنصر من القوات الخاصة الروسية، وقوات الأجواء العراقية، وقوات الحرس الثوري الإيراني، بجانب لواء قوات القدس الفلسطيني، وعدد كبير من (شبيحة) النظام"، وفقاً للصحيفة.

وأكد أنه كانت هناك نية مبيتة للهجوم على حلب من ستة محاور، وليس كما يتحدث البعض من ثلاثة محاور، حيث كان هناك محوران من الستة محاور في اتجاه جنوب غربي حلب، للتمويه وتشتيت جهود المقاتلين، وأربعة محاور على المنطقة الممتدة من الشمال الشرقي إلى الشرق وإلى الجنوب الشرقي من حلب، والتي تمتد من منطقة حندرات في الشمال، وصولاً إلى منطقة الشيخ سعيد والعزيزية في الجنوب.

توقعات بقرار خليجي
وفيما يتعلق باجتماع الائتلاف السوري مع ممثلين من الهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المسلحة، في إسطنبول، قال الزعبي: "الغاية من الاجتماع هي وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالحل السياسي والمستقبل، وكيفية عمل الفصائل العسكرية والاستعداد للتحديات العسكرية من الانضواء تحت قيادة عسكرية واحدة. وأيضاً كان هناك طلب للدول الصديقة، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لتزويد المعارضة بالأسلحة، أو تنفيذ ما يسمى بـ(مناورة)، من أجل رفع القيد الأمريكي على تسليح الثوار".

وأوضح أن السعودية والدول الشقيقة التي تساعد في دعم المعارضة السورية، اتخذت قراراً بهذا الشأن، وهو قرار ضرورة مساعدة الثوار وتزويدهم بالأسلحة، منوهاً بأن الموقف التركي يدعمها في ذلك، متوقعاً قراراً خليجياً يعمل باتجاه منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، لاتخاذ قرار بشأن ما يحدث الآن في حلب خاصة، وفي سوريا عامة.