الإثنين 3 أكتوبر 2016 / 15:00

"تعويذات" ترامب تهدّد أمريكا.. يرفض أن يتعلم أو ينضج أو يقرأ

لم تفشِ الكاتبة ترودي روبن سرّاً كبيراً حين كتبت عن تحسّر يسود أجواء مناصري دونالد ترامب لأنه رفض التحضير للمناظرة الرئاسية الأولى التي جمعته بمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، معتبرة أنّ هذا التعثر "كان أكثر من عرض لكسله الفكري" ليصل إلى عمق الأسباب التي قد تعرّض فيها رئاسة ترامب الأمن الأمريكي للخطر.

رجل استعراض تلفزيون الواقع، لا يعلم وحسب، كيف سيتقلّص التأثير الأمريكي إذا قطعنا التزاماتنا مع الحلفاء

وأشارت روبن روبن في مقالها ضمن صحيفة فيلادلفيا إنكوايرر الأمريكية إلى أنّ سلوك ترامب في المناظرة، دلّ إلى أنّه ما زال يتصرف مثل "نجم في تلفزيون الواقع يستخدم الإعلام وفضاء تويتر لتأجيج الغضب الشعبي وبيع علامة ترامب التجارية". وسخِرت من كونه "يستشير نفسه في السياسة الخارجية"، في حين شدّدت الكاتبة على أنّ كلينتون كانت محقة بردّها على اتهام ترامب لها بالتحضير للمقابلة: "نعم لقد فعلت. وهل تعلم لأي شيء آخر حضّرت؟ لقد حضّرت كي أكون رئيسة. وأعتقد أنّ هذا أمر جيّد".

ثمّ أضافت واصفة لغته بالمهمِلة: "هذا رجل يرفض أن يتعلم أو ينضج أو يقرأ". وكتبت روبن عن مشاكل مثيرة في طريقة رؤيته للسياسة الخارجية، لكنّ ثلاثاً منها كانت الأكثر إزعاجاً لأنها "ستغضب حلفاءنا وتسلّي أعداءنا". وأبدت ثقتها بأنّ ترامب لن يهتم.

تخمين غبي
أعاد ترامب تأكيد دعمه لفلاديمير بوتين وهذا ما وصفته الكاتبة بأنه أصبح "أصعب على الفهم" في وقت صار فيه سلوك الرئيس الروسي "أكثر قبحاً". فعن مسائل الحرب السيبيرية التي يشنها الكرملين ضدّ الولايات المتحدة، والتي تشير وكالات المخابرات الأمريكية وشركات رائدة في هذا المجال إلى ضلوع روسيا الرسمية بها، دافع ترامب عن الروس بشكل واضح في تلك المناظرة: "لا أعتقد أنّ أي أحد يعلم إذا كانت روسيا هي التي اخترقت (بريد) اللجنة الوطنية الديموقراطية". وسألت روبن عن سبب "هذا التخمين الغبي" بوجود "دليل قوي" ضد الكرملين، كما تساءلت عن الدفاع عن شخص "يهدد حلفاءنا الأوروبيين ويرتكب جرائم حرب في سوريا"، إذا كان سببه الحلم بصفقات عقارية مع موسكو.

قصف طائرات مدنية ومستشفيات وقوافل إنسانية
وأشارت إلى صدور نتائج التحقيق في تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا سنة 2014، وقد خلص التحقيق الهولندي في تقريره الذي صدر هذا الأسبوع، إلى أنّ الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض-جو أتى من روسيا. كما ذكّرت باستهداف الطائرات الروسية أو حليفتها السورية لقافلة أممية من المساعدات الإنسانية كانت في طريقها إلى مدينة حلب، كما قصفت أيضاً المستشفيات في شرق هذه المدينة وقتلت أكثر من 1000 مدني خلال الأسبوع الماضي.

خطأ. خطأ. خطأ.
إستاءت روبن من تهجّم ترامب على حلفاء أمريكا، بعدما هدد بترك حلف شمال الأطلسي والحلفاء الآسيويين لأنهم لا يدفعون حصتهم من التكاليف الدفاعية: "ندافع عن اليابان، ندافع عن ألمانيا، ندافع عن كوريا الجنوبية، ندافع عن المملكة العربية السعودية ... لا يدفعون لنا". عن هذا الكلام كتبت روبن: "خطأ. خطأ. خطأ".

البديل أكثر كلفة
وركّزت الكاتبة على أن اليابان وكوريا الجنوبية تدفعان المليارات، بينما تجمع الولايات المتحدة والسعودية مصالح عديدة من بينها النفط وعقود الأسلحة التي تساوي مليارات الدولارات. في حين أن ألمانيا تدفع "بعض" الأموال، لكن مع ذلك، تشير روبن إلى أن الخبراء بمعظمهم يعتقدون أنه سيكون نقل القواعد العسكرية إلى خارج ألمانيا أكثر كلفة.

"أعمى"
شددت الصحافية على أن ترامب يبدو "أعمى" تجاه أهمية التحالفات الاستراتيجية مع الدول التي تتقاسم وأمريكا النظرة نفسها إلى القيم الديموقراطية، في وقت تبرز فيه روسيا والصين التسلطيتان إلى جانب التهديدات الإرهابية. وفي ردّها على قوله: "عندما تنظر إلى الناتو ... أنا رجل أعمال"، كتبت: "تحالفاتنا هي بشأن ما هو أكثر من دولارات وسنتات". وأضافت: "رجل استعراض تلفزيون الواقع، لا يعلم وحسب، كيف سيتقلّص التأثير الأمريكي إذا قطعنا التزاماتنا مع الحلفاء".

فلتساعدنا السماء
لفتت روبن إلى تكرار ترامب ل"تعويذته" المتعلقة بالسيطرة على نفط العراق، وكأنّ هذه الدولة هي بدون سيادة، أو كأن ترامب لا يعلم أن سلب أمريكا للنفط العراقي سيكون معادلاً لسلب صدام حسين للحقول النفطية الكويتية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن كل العالم كان سيعارض ذلك. فالرجل "لا يريد رؤية الصورة الكبيرة"، لأنّ السياسة الخارجية بالنسبة إليه "موازنة أعمال". وختمت روبن كاتبة: "المناظرة أوضحت أنّ ترامب يظنّ نفسه عبقرياً ... فلتساعد السماء جمهوريتنا إذا وافقت على ذلك غالبية الناخبين".