طفل سوري يقف على أنقاض الدمار (أرشيف)
طفل سوري يقف على أنقاض الدمار (أرشيف)
الإثنين 3 أكتوبر 2016 / 20:13

غارات كثيفة على دوما السورية ومخاوف من تكرار سيناريو حلب

تعرضت مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، لغارات كثيفة اليوم الإثنين، في وقت يخشى الأهالي مع محاولة قوات النظام مؤخراً التقدم إلى المدينة، مصيراً مماثلاً لأحياء حلب الشرقية، وفق ما يقول سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأحصى مراسل وكالة فرانس برس في دوما 10 غارات على الأقل استهدفت المدينة اليوم الإثنين، لافتاً إلى أن الشوارع خلت من المارة تزامناً مع تعليق الدروس لليوم الثاني على التوالي بعد أقل من أسبوع على استئناف العام الدراسي الحالي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس اليوم الإثنين: "تشن طائرات سورية وروسية عشرات الغارات الجوية على مدينة دوما ومحيطها في الأسابيع الأخيرة وتتزامن مع تقدم قوات النظام وحزب الله اللبناني إلى بعد ثلاثة كيلومترات عنها من جهة الشرق".

وتنفذ قوات النظام وحلفاؤها منذ مايو (أيار) هجوماً في الغوطة الشرقية لدمشق، مكنها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع في جنوب الغوطة الشرقية وأبرزها بلدة دير العصافير.

وبحسب عبد الرحمن، "تجري قوات النظام وحزب الله عملية قضم مستمرة في الغوطة الشرقية مكنتها من تضييق الخناق على معاقل الفصائل، والتي تحاول التقدم اليها من جهتي الشمال والشرق".

وتحاصر قوات النظام منذ العام 2013 منطقة الغوطة الشرقية التي تعد دوما أبرز معقل للفصائل المعارضة والإسلامية، على رأسها فصيل "جيش الإسلام".

وبعدما كانت قوات النظام تحاصر منطقة الغوطة بأكملها، يخشى سكان دوما مع ازدياد وتيرة الغارات والمعارك أن يجدوا أنفسهم محاصرين بالكامل داخل المدينة على غرار سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب (شمال).

مصير مجهول
ويقول أحد الناشطين في دوما ويدعى محمد لفرانس برس: "لا يعرف الناس ما سيكون عليه مصيرهم. كل الاحتمالات واردة"، من دون أن يستبعد "احتمال أن نصبح كما في شرق حلب".

ويوضح أنه "ليس بمقدور الناس أكثر من إعداد خطة طوارئ تتضمن تجهيز ملاجئ ومستودعات طبية للكادر الطبي".

ويعيش نحو 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في مدينة حلب في ظل نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية جراء حصار مطبق تفرضه قوات النظام منذ شهرين، تزامناُ مع غارات روسية كثيفة منذ أقل من أسبوعين تستهدف المباني والمرافق الطبية.

ويبدي أبو انس، في الأربعينات من عمره ويعمل في محل سمانة، خشيته من تداعيات تضييق الحصار على المدينة. ويقول: "مع تقدم النظام (جنوب الغوطة) وتضييق الخناق، انخفضت كمية المحاصيل بشكل كبير جراء السيطرة على الأراضي التي كان بإمكان الأهالي استخدامها في الزراعة ومقاومة الحصار".

وتعد منطقة الغوطة الشرقية منطقة زراعية بامتياز. وبحسب مراسل فرانس برس، فإن عدداً كبيراً من سكان دوما يعتمدون على المحاصيل الزراعية من حبوب وخضار إضافة إلى الأشجار المثمرة التي يوجد قسم كبير منها في مناطق سيطرت عليها قوات النظام في جنوب الغوطة الشرقية.

ويحذر الطبيب محمد أبو سالم من النقص الفادح في الطاقم الطبي والأدوية والمشافي الميدانية على استقبال مزيد من الجرحى في ظل النقص في الطاقم الطبي والمستودعات شبه الفارغة.