قصف سابق على حلب (أرشيف)
قصف سابق على حلب (أرشيف)
السبت 8 أكتوبر 2016 / 17:25

معارك عنيفة في حلب قبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن الدولي

تدور معارك طاحنة اليوم السبت، بين الجيش السوري والفصائل المعارضة في وسط مدينة حلب قبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن الدولي سيبحث مشروعي قرار، أحدهما فرنسي والثاني روسي، لفرض وقف إطلاق النار في المدينة.

ومنذ هجوم أطلقه قبل أكثر من أسبوعين في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، يتقدم الجيش السوري بوتيرة بطيئة أمام المقاتلين المعارضين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "تدور المعارك السبت على ثلاث محاور أساسية، هي حي بستان الباشا في وسط المدينة والذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية".

وأفاد عبد الرحمن عن "تقدم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحور الشمالي بسيطرتهم على ضاحية العويجة التي تتواجد فيها منازل مدنيين ومعامل"، مشيراً إلى أن ذلك "يتيح لها التقدم أكثر في شمال المدينة".

وأكد التلفزيون الرسمي السوري سيطرة الجيش على منطقة العويجة.

وترافقت المعارك مع قصف جوي على مناطق الاشتباك، بحسب ما أفاد المرصد السوري.

وتنفذ قوات النظام السوري هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ 22 سبتمبر (أيلول)، وتعرضت الأحياء الشرقية على مدى أسبوعين لغارات روسية وسورية كثيفة أدت إلى مقتل 273 شخصاً، بينهم 53 طفلاً، وفق المرصد السوري، وألحقت هذه الغارات دماراً هائلاً بالأبنية وطالت المستشفيات.

كما أسفر القصف المدفعي لقوات النظام بحسب المرصد، عن مقتل "17 مواطناً بينهم أربعة أطفال".

وترد الفصائل المعارضة على الهجوم بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، ووثق المرصد السوري مقتل "50 شخصاً بينهم تسعة أطفال" جراء قصف الأحياء الغربية.

كما قصفت الفصائل المعارضة السبت، بحسب المرصد السوري، حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية ما أسفر عن مقتل "ثلاثة مواطنين وإصابة حوالى خمسة آخرين".

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بدورها عن "استشهاد ثلاثة أشخاص بينهم طفل وطفلة" في الشيخ مقصود.

وتأتي التطورات الميدانية في حلب قبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن الدولي سيناقش قرارين روسياً وفرنسياً حول حلب.

وقال دبلوماسيون إن دول المجلس الـ15 ستتخذ قرارها حيال المشروع الروسي، مباشرة بعد التصويت على مشروع قرار فرنسي يدعو إلى وقف القصف الجوي على حلب.

ويدعو القرار الروسي "إلى التنفيذ الفوري لوقف الأعمال القتالية، وخصوصاً في حلب"، كما يدعو جميع الأطراف إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية.

أما النص الفرنسي، والتي سارعت موسكو إلى إعلان استعدادها لاستخدام حق الفيتو ضده، فيدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران في أجوائها.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان جاك أيرولت خلال لقائه نظيره الأمريكي جون كيري أمس الجمعة، أن الاجتماع "سيكون لحظة الحقيقة، لحظة الحقيقة بالنسبة إلى جميع أعضاء مجلس الأمن: هل تريدون، نعم أم لا، وقفاً لإطلاق النار في حلب؟ والسؤال يطرح خصوصاً على شركائنا الروس".

وأعرب السفير البريطاني ماثيو رايكروفت عن رفضه للنص الروسي معتبراً أنه مناورة هدفها "تحويل الانتباه بصورة ساخرة عن ضرورة وقف القصف على حلب".

وقال دبلوماسي في مجلس الأمن طلب عدم كشف هويته، إن القرار الروسي "في شكله يحتوي على العديد من التعابير البناءة المستمدة من قرارات سابقة ومن النص الفرنسي، لكن النقطة الأساسية هي أنه لا يدعو إلى وقف القصف الجوي".

وأضاف أن "الغالبية العظمى" من أعضاء المجلس يريدون "وقفاً فورياً لعمليات القصف المتواصل للمدنيين في حلب".

يذكر أن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة حول سوريا أمس الجمعة، غداة تحذير مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا من أن الأحياء الشرقية لحلب ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام، إذا ما استمرت الوضع على ذات الوتيرة، ودعا الجهاديين إلى مغادرة المدينة.

ويتزامن الحراك في أروقة الأمم المتحدة مع تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن حول سوريا، حتى أن الأخيرة طالبت بالتحقيق مع النظام السوري وروسيا حول "جرائم حرب" في مدينة حلب.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "على روسيا والنظام أن يقدما للعالم أكثر من تفسير لأسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية إلى جانب أطفال ونساء".

وقد تعرضت مستشفيات عدة في شرق حلب للقصف في غضون الأسبوعين الأخيرين.

وتدهور الوضع الميداني في شرق حلب إثر انهيار هدنة في 19 سبتمبر (أيلول) تم التوصل إليها بموجب اتفاق أمريكي روسي وصمدت أسبوعاً فقط.