الأحد 9 أكتوبر 2016 / 09:15

الإمارات المتسامحة

محمد الحمادي - الاتحاد

بالمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالأمس، تكون الإمارات قد وضعت أساساً راسخاً لمفهوم التسامح الذي تؤمن به وتمارسه منذ عقود، وتكون قيادة الإمارات قد ضمنت الاستدامة لهذا الإيمان الصادق بقيم التسامح المنتشر بين المواطنين والمقيمين على هذه الأرض، والذي هو راسخ في عقيدتنا الوطنية، بل وأحد أهم أسس بقاء وقوة دولة الإمارات العربية المتحدة، فاعتماد جائزة سنوية للتسامح وإنشاء معهد للتسامح، بلا شك، يضعان الإمارات في موقع ريادي بين دول المنطقة فيما يتعلق بالتسامح ونشر قيمه قولاً وفعلاً، وبذلك تؤكد الإمارات أنها تستحق أن تكون عاصمة التسامح في المنطقة.

أتمنى أن تصل هذه المبادرة إلى جميع شعوب منطقتنا، فنحن لا نريد فقط إمارات متسامحة، وإنما نريد أيضاً إقليماً بأكمله يُؤْمِن بالتسامح ويمارسه في حياته اليومية، ويعتبره أسلوب حياة، ومن السمات الشخصية المميزة لشعوب هذه المنطقة، نريد أن نتخلص من المذهبية والطائفية والعنصرية، نريد أن نتعايش مع بَعضنَا بعضاً على أساس الاحترام المتبادل، ونركز على ما يجمعنا، ونبتعد عن كل ما يفرقنا، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وقد آن الأوان أن نتخلص مما نجح أعداؤنا في أن يزرعوه فينا من تنافر وعداوة وبغضاء.

هذه الجائزة وهذا المعهد والجيل الجديد من شباب العرب هم أملنا في تعزيز ثقافة التسامح ونشره والتمسك بمبدأ التعايش السلمي، فنحن في هذه المنطقة أحوج ما نكون للتمسك بهذه القيم ونشرها حتى نوقف نزف العنف والتطرف والإرهاب ورفض الآخر، كما أننا بحاجة إلى أدوات حقيقية للتواصل مع الجانب الآخر من العالم والتحاور معه بلغة إيجابية، تنطلق من حسن النية، وتتخذ من التسامح منهجاً وأسلوباً لمواصلة الحياة.

نريد أن نكرم رموز التسامح من شخصيات عربية وعالمية أفنت حياتها من أجل مواجهة العنف والتطرف والكراهية، وحملت راية المحبة والسلام دون النظر إلى دين الآخر أو لونه أو أصله أو معتقده، نريد أن نكرم المؤسسات التي تعمل على مبدأ التسامح والمراكز البحثية التي تساهم في تكريس قيم التسامح، نريد أن نكرم الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية التي لا تتبنى خطاب الكراهية والتحريض، بل تتخذ من التسامح والتقارب رسالة سامية تسعى لإيصالها وتحقيقها، نريد أن ننشر قيمة التسامح من خلال أعمالنا الفنية والأدبية والثقافية والموسيقية، وهذه المبادرة تخلق مساحة جديدة لعمل الكثير من أجل عالم أكثر تسامحاً.