الأربعاء 12 أكتوبر 2016 / 14:48

أبوظبي: أديبك 2016 يتناول التحديات التي تواجه قطاع الطاقة

حث خبراء في قطاع الطاقة بدولة الإمارات شركات النفط والغاز على إظهار مرونة وخفة عاليتين في منهجيات العمل داعين إلى التكيف مع تنوع مصادر الطاقة المعروضة سريع التغير، وذلك من خلال البقاء في طليعة المنافسة عندما يتعلق الأمر بالابتكار والتقنيات المتخصصة.

وقال نائب الرئيس ورئيس مجلس الإدارة في شركة شل أبوظبي علي الجنابي إن "التغير الحاصل في مشهد الطاقة يحتم على مجتمع النفط والغاز تبني استراتيجيات انتقالية فعالة داخل حقول النفط وخارجها وذلك بالرغم من أن الوقود الأحفوري سيواصل تصدر المشهد في مزيج الطاقة العالمي" .

الوقود الأحفوري
وأضاف الجنابي في تصريح له بمناسبة مشاركته المرتقبة في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2016" المزمع انعقاده بين 7 و10 نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض: "ما من شك في أن الوقود الأحفوري سيستمر في كونه المصدر الرئيسي للطاقة خلال العقدين القادمين ولكننا بالتأكيد سنظل نشهد حدوث تغيرات كبيرة في مصادر الطاقة".

وأشار الجنابي إلى أن اللجوء إلى مصادر انبعاثات الكربون العالية مثل الفحم "قد ينخفض انخفاضاً حاداً في ظل المساعي التي يبذلها مجتمع النفط والغاز للبحث عن سبل تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في حين أن مصادر الطاقة الأنظف من الفحم كالغاز الطبيعي سوف تلعب دورا متزايد الأهمية على هذا الصعيد.

وقال الجنابي :"سيساهم مشهد الطاقة المتغير هذا في رسم ملامح المقاصد الاستثمارية في المستقبل وسوف يمكن أديبك الجهات المعنية صاحبة المصلحة في قطاع النفط من تحديد الفرص المتاحة بما يتماشى مع التحول العالمي الحاصل نحو مصادر طاقة أكثر استدامة باعتباره منبرا للتبادل المعرفي يجتمع حوله في مكان واحد خبراء كبار من أنحاء العالم".

ويذكر أن تقرير مشهد الطاقة العالمي 2015 قد توقع أن يصبح الغاز الطبيعي أسرع أنواع الوقود الأحفوري نمواً وأن يزداد استهلاكه بنحو 50% بحلول العام 2040، ويقول التقرير إن الشرق الأوسط والصين سوف تكونان من أهم مراكز النمو في الطلب على الغاز في العالم، وإن كلتيهما سوف تفوق الاتحاد الأوروبي في استهلاكه.

الغاز
ويشير التقرير كذلك إلى أن خمس الزيادة المتوقع حدوثها في الطلب العالمي على الغاز سوف تكون بحاجة إلى النقل مسافات طويلة عبر خطوط أنابيب ومشاريع لتسييل الغاز الطبيعي ذات تكاليف استثمارية عالية، كم سيكون التحكم في تكاليف هذه المشاريع أمراً حيوياً من أجل تحديد المكانة التنافسية لكل من النفط والغاز في المستقبل وفقا لخبراء .

البصمة الكربونية
وفي السياق ذاته قال رئيس توتال للتنقيب والإنتاج في دولة الإمارات حاتم نسيبة وممثل مجموعة توتال في الدولة إن "توتال ملتزمة بتحسين الطاقة"، موضحاً أن هذا الأمر يعني "استراتيجيات مستدامة تعنى بجوانب عدة بدءاً من إنتاج النفط بتكلفة منخفضة إلى استكشاف تطبيقات جديدة للغاز الطبيعي وذلك كجزء من جهودنا المتواصلة لتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة في العالم مع الحفاظ على البيئة والحد من بصمتنا الكربونية".

وأضاف نسيبة الذي سيشارك في ترؤس جلسة نقاش رئيسية خلال مؤتمر أديبك 2016 أن "أديبك يتيح لأصحاب المصلحة البقاء على اطلاع على أحدث المستجدات وأفضل الممارسات عبر جمع كبرى الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز في مكان واحد ويشكل ملتقى لتبادل الأفكار والرؤى التي تضمن مستقبلاً زاهراً للقطاع" .

من ناحية أخرى جدد أديبك شراكته مع جمعية مهندسي البترول دعما لبرنامج مؤتمرات العام 2016 المتميز الذي سوف يستضيف أكثر من 800 خبير يتحدثون في 162 جلسة يتناولون فيها مواضيع متنوعة تقنية وغير تقنية .

وستقام في هذا الإطار ثماني جلسات نقاش تتناول مواضيع مهمة بشأن تطوير قطاع النفط والغاز، وذلك ضمن برنامج مؤتمرات أديبك 2016، وتنعقد هذه الجلسات تحت العناوين "الأبحاث والتقنيات في إطار الاستراتيجيات الانتقالية" و"قادة الجيل القادم في عالم متغير" و"مرونة قطاع النفط والغاز أمام التوقعات العالمية في المستقبل" و"مستقبل الغاز الطبيعي في عالم أكثر رفقاً بالبيئة" و"التميز والكفاءة التشغيلية" و"تأثير قطاع النفط على الاقتصاد العالمي" و"تقنيات الصحة والسلامة والبيئة وإدارة المخاطر" و"تحديات الاستثمار في الظروف الراهنة للأسواق".

ويقام معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" 2016 في دورته التاسعة عشرة تحت رعاية رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مركز أبوظبي الوطني للمعارض وتنظمه شركة "دي إم جي إيفنتس"، بدعم من وزارة الطاقة وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويعتبر ملتقى عالمياً يجمع المتخصصين في صناعة النفط والغاز حول العالم تحت مظلة واحدة .

كما يعد "معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول" واحدا من أكبر ثلاثة معارض ضمن قطاع النفط والغاز في العالم والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما يعتبر المعرض منصة عالمية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات والتي من شأنها تمكين الخبراء والمختصين في قطاع النفط العالمي من تبادل المعلومات والأفكار التي تساهم في رسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة في العالم.