الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند (أ ف ب)
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند (أ ف ب)
الجمعة 14 أكتوبر 2016 / 19:10

هولاند يثير عاصفة في فرنسا تطغى على حملة الانتخابات التمهيدية

أثار كتاب أصدره صحافيون استناداً إلى فحوى مقابلات أجروها مع الرئيس فرنسوا هولاند، صدمة حقيقية في فرنسا قبل 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية، وطغت أصداؤه على أول مناظرة تلفزيونية جرت بين المرشحين للانتخابات التمهيدية في صفوف المعارضة اليمينية.

وإزاء موجة الاحتجاجات التي أثارتها تصريحاته للصحافيين في الأوساط القضائية، أعرب هولاند في رسالة الجمعة عن "أسفه العميق" للكلام الذي صدر عنه، مؤكداً أنه "لا يمت بصلة إلى حقيقة آرائه".

وفي الكتاب بعنوان "الرئيس لا يجدر أن يقول ذلك" الصادر الخميس، ينتقد فرنسوا هولاند القضاء الذي يصفه بأنه "مؤسسة من الجبناء"، كما يحكم على لاعبي منتخب فرنسا لكرة القدم بانهم بحاجة إلى "تدريب عضلات أدمغتهم"، كما يكشف أنه أجاز لأجهزة الاستخبارات الخارجية تنفيذ 4 عمليات اغتيال على الأقل.

حملة استنكار
وترددت أصداء موجة الاستنكار التي قابلت تصريحات الرئيس الاشتراكي حتى داخل المناظرة التي جرت في سياق الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح اليمين للرئاسة، والتي خرج منها آلان جوبيه معززاً حظوظه، بحسب استطلاعين للرأي.

وتابع 5,6 ملايين من المشاهدين المناظرة التي تصدرت كل البرامج التلفزيونية الأخرى من حيث حجم المتابعة، ووصل العدد إلى ذروة قدرها 6,5 ملايين مشاهد.

وإن كان المرشحون السبعة المتنافسون لتمثيل اليمين في الانتخابات الرئاسية، وبينهم امرأة واحدة، سعوا لإبراز التباينات في ما بينهم، إلا أنهم وقفوا جبهة واحدة في وجه الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته.

وقال المنافس الأبرز للمرشح الأوفر حظاً لليمين الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، مستشهداً بأوصاف أطلقها هولاند على فئات من الفرنسيين، "الفقراء فاقدو الأسنان، والرياضيون معدمو الدماغ، والقضاة جبناء"، ليضيف "أتساءل إلى أين سيمضي فرنسوا هولاند في تلطيخ المنصب الرئاسي وتدميره".

ورأى آلان جوبيه خلال المناظرة أن الرئيس "أخل بشكل خطير بواجبات منصبه وأثبت مرة جديدة أنه ليس بمستوى مهامه".

وكان الوزير السابق ورئيس بلدية مدينة بوردو الذي يحظى بشعبية بين اليمين المعتدل والوسط وحتى قسم من اليسار، شدد مساء الخميس على أن الانتخابات التمهيدية اليمينية تبقى "مفتوحة" أمام "الخائبين من حكم هولاند".

تبعات كارثية
هزت الصدمة الناجمة عن الكتاب حول فرنسوا هولاند الغالبية التي باتت تتساءل في العلن عن التبعات التي قد تكون كارثية، وصولاً إلى التشكيك حتى في "إرادة" الرئيس الترشح لولاية ثانية.

وهذه الأزمة الجديدة في اليسار تزيد بشكل كبير من أهمية الانتخابات التمهيدية اليمينية التي تجري في 20 و27 نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ تشير التوقعات إلى أن الفائز فيها لديه حظوظ كبيرة في الوصول إلى الرئاسة في ربيع 2017 بعد جولة ثانية يخوضها على الأرجح ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، بحسب ما تشير إليه استطلاعات الرأي.

وأفاد استطلاعان للراي أن جوبيه (71 عاماً)، المتقدم على ساركوزي (61 عاماً) الذي يقدم نفسه على أنه مرشح "الشعب" ضد "النخب"، اعتبر مقنعاً أكثر من منافسيه خلال المناظرة التي اتسمت بانضباط شديد ولم تشهد اي لحظة لافتة.

وصب المرشحون انتقاداتهم بشكل رئيسي على ساركوزي الذي تولى الرئاسة بين 2007 و2012، في حين عمدوا إلى مراعاة جوبيه نسبياً.

وانتقدوا موضوع الهوية الذي جعله ساركوزي محورياً في حملته الأقرب إلى اقصى اليمين، معتبرين أنه لا يشكل أولوية بالنسبة للفرنسيين.

وبقي ساركوزي ملتزماً بخطه الساعي إلى تجيير أصوات قسم من اليمين المتطرف، فتحدث عن "مشكلة الإسلام السياسي" و"تراجع مكانة فرنسا".

في المقابل، تحدث آلان جوبيه الذي يطرح نفسه كشخصية تجمع الفرنسيين، عن "الأمل"، مبدياً قناعته أن "فرنسا ستعود من جديد بلداً عظيماً يحلو العيش فيه"، في حين يعاني هذا البلد من نسبة بطالة مرتفعة (10%) وطاولته اعتداءات جهادية عدة منذ 2015 أسفرت عن 238 قتيلاً.

وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، عرض المرشحون المتنافسون برامج متشابهة لم تتضمن أي جديد، قوامها خفض النفقات العامة وخفض الضرائب وإحداث صدمة تنافسية، والحد من نفوذ النقابات.

واغتنم اليسار المناسبة ليسخر على شبكات التواصل الاجتماعي من "اليمين العجوز"، منتقداً الأفكار المطروحة في المناظرة.

ومن المقرر إجراء مناظرتين اخريين في 3 و17 نوفمبر (تشرين الثاني)، قبل مناظرة ثالثة بين المرشحين الأبرز في 24 منه.