نقل ضحايا القصف في حلب (أ ف ب)
نقل ضحايا القصف في حلب (أ ف ب)
الجمعة 14 أكتوبر 2016 / 23:29

تقدم للجيش السوري في شرق حلب عشية محادثات دولية

حقق الجيش السوري الجمعة تقدماً في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وسط غارات جوية عنيفة عشية محادثات أمريكية روسية في لوزان بحضور قوى إقليمية، في مسعى جديد لإنهاء هذا النزاع الدموي.

وتتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب منذ 3 أسابيع لهجوم من قوات النظام بدعم جوي روسي، كما تشن الطائرات الحربية السورية والروسية منذ 4 أيام غارات عنيفة عليها استهدفت مناطق سكنية وأوقعت عشرات الضحايا.

محاصرة المعارضة
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام السوري حققت تقدماً جديداً في الأطراف الشمالية للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وأصبحت أحياء عدة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية تحت مرمى نيرانها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إن هذا التقدم هو الأهم منذ أسبوع، والهدف منه هو فتح طريق جديد إلى المطار في شرق المدينة".

وترافقت الاشتباكات مع قصف جوي روسي وسوري طوال يوم الجمعة على الأحياء الشرقية، وفق المرصد.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني أو "الخوذ البيضاء" إبراهيم أبو الليث "التصعيد قوي جداً، وكان لدينا عمل كثير خلال هذه الفترة، لم تنم فرق الدفاع المدني منذ 4 أيام بسبب القصف على الأحياء الشرقية"، مضيفاً "حتى الآليات تعبت".

وبحسب مراسلين في الأحياء الشرقية فإن أشخاصاً لا يزالون عالقين تحت الأنقاض منذ أيام، ولم يتمكن الدفاع المدني من إخراجهم.

ويخشى عناصر الدفاع المدني استخدام الإضاءة ليلاً ومثلهم السكان، خوفاً من أن تستهدفهم الطائرات.

ووفق عبد الرحمن فإن "كثافة الغارات تظهر نيّة الروس باستعادة الأحياء الشرقية بأي ثمن".

ومنذ بدء الهجوم في 22 سبتمبر (أيلول)، وثق المرصد السوري مقتل أكثر من 370 شخصاً بينهم 68 طفلاً في القصف الروسي والسوري على الأحياء الشرقية، كما قتل 68 شخصاً جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية.

انسحاب المسلحين
وأعلن الجيش الروسي استعداده لضمان "انسحاب آمن" للمسلحين المعارضين من الأحياء الشرقية مع أسلحتهم، في خطوة سبقت محادثات حول سوريا بعد سلسلة إخفاقات.

وفشل مجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع الماضي في تمرير قرارين، أحدهما روسي والثاني فرنسي، حول حلب، ما أبرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية، وصعد التوتر بينهما.

وسيعقد لقاء دولي السبت في لوزان في سويسرا بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري بمشاركة نظرائهما من السعودية وتركيا وربما قطر، فضلاً عن موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا.

وعبر لافروف عن نظرة تشاؤمية لتلك المحادثات، إذ قال "لا أتوقع شيئا خاصا".

وغداة محادثات لوزان، سيعقد كيري اجتماعاً دولياً ثانياً في لندن، حيث يرجح أن يلتقي نظراءه الأوروبيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

الجبهة الأبرز
تشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضرراً منذ اندلاعه العام 2011، وتعد حالياً محور المباحثات الدولية حول سوريا، إذ أن من شأن أي تغيير في ميزان القوى فيها أن يقلب مسار الحرب التي تسببت بمقتل أكثر من 300 الف شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.

وفي مقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن استعادة حلب ستشكل "منطلقاً للتحرك إلى مناطق أخرى وتحريرها من الإرهابيين".

ورداً على سؤال حول الخطوة المقبلة وإمكان قطع الصلة بين تركيا وإدلب، قال الأسد "لا يمكن قطع تلك الصلة لأن إدلب محاذية لتركيا، وينبغي أن نستمر في تنظيف هذه المنطقة ودفع الإرهابيين إلى تركيا كي يعودوا من حيث أتوا أو قتلهم".

ويسيطر تحالف جيش الفتح، وهو عبارة عن فصائل إسلامية وجهادية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، على كامل محافظة إدلب.

وغالباً ما يتم إرسال مقاتلي المعارضة ممن يرفضون التسوية مع النظام إثر اتفاقات في مناطق معينة إلى محافظة إدلب.

وهذا ما حصل الخميس في بلدتي قدسيا والهامة قرب دمشق، حيث خرج إثر اتفاق مع الحكومة السورية أكثر من 1200 شخص هم مقاتلون مع عائلاتهم، ووصل هؤلاء إلى محافظة إدلب.

وقال أحد المدنيين الذين تم إجلاؤهم وهو في الخمسينات من العمر، "نعرف ماذا يريدون، هدفهم أن يحولوا إدلب إلى قطاع غزة جديد في سوريا".