السبت 15 أكتوبر 2016 / 10:03

الساعة السليمانية

علي العمودي - الاتحاد

يُسمي مدمنو نبتة القات المخدرة في اليمن اللحظة التي يبلغ المخدر مداه خلالها في أجسامهم بـ"الساعة السليمانية". وكان اليمنيون يرددون نكتة عن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وهو في سدة الحكم بأنه وبعد أن أوصل بلاده إلى نفق مسدود مظلم جلس في "مقيل للقات" مع مستشاريه، طالباً المشورة للخروج من الأوضاع الكارثية جراء سياساته. وعند بلوغ الجميع "الساعة السليمانية" تقدم أحد المستشارين بخطة لرئيسه تقضي بالهجوم على أي سفينة أمريكية عابرة فتقوم الولايات المتحدة بالرد وتحتل اليمن، كما فعلت بريطانيا باحتلالها لعدن لمدة 129 عاماً، بعد الاعتداء على سفينة تتبع التاج البريطاني قبالة سواحل اليمن في يناير عام 1839، وبهذا تخرج البلاد من الأزمة.

الرئيس المنتشي "سليمانياً"، ما كان منه إلا أن قال لهم "ولكن ماذا لو وقعنا في ورطة وهزمنا أمريكا وبدلاً من أن يحتلونا نحتلهم!". انتهت النكتة التي يبدو أن الانقلابيين من الحوثيين وقوات علي غير الصالح قد استنسخوها، بمغامراتهم الصبيانية بالتعرض للسفن والقطع البحرية الأميركية في المياه الدولية بالقرب من السواحل اليمنية، كما حدث مؤخراً مع المدمرة "ماسون" في فعل من أفعال الإرهاب والقرصنة والإجرام التي دأبوا عليها بحق الشعب اليمني الشقيق وعلى حدوده مع المملكة العربية السعودية الشقيقة.

أعمال القرصنة وإطلاق الصواريخ الحوثية العفاشية تجاه القرى والبلدات الآمنة سواء في المناطق التابعة للشرعية في اليمن أو السعودية ليست سوى من أعمال اليائسين ومن على شاكلتهم وهم في الرمق الأخير بعدما اقتربت مغامرتهم الفاشلة من نهايتها بفضل من الله والتحالف العربي لاستعادة الشرعية في موطن العرب الأول بقيادة السعودية، والذي تسهم فيه الإمارات بفاعلية، وتبددت مع قوة ضرباته أحلام وأوهام إيران بالتمدد والسيطرة على عاصمة عربية رابعة وفرض هيمنتها على المنطقة باستخدام أدواتها من حوثيين وعفاشيين.

نسي المغيبون في "الساعة السليمانية" أن بلداننا الخليجية والعالم لن يسمحوا لهم بالعبث بأمننا ومصالحنا من خلال تهديد الملاحة في مضيق باب المندب الذي يعد أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً، ويمر عبره نحو خمسة ملايين برميل نفط يومياً.

وشاهدنا كيف أطل المخلوع مجدداً يرغي ويزبد مهدداً بلاد الحرمين وقادتها الذين امتدت إليه أيديهم وأنقذوه بينما كان بين الحياة والموت في حادثة المسجد الشهيرة، ولكنها جعجعات النزع الأخير.