مساعدات إنسانية تقدمها الإمارات(وام)
مساعدات إنسانية تقدمها الإمارات(وام)
السبت 15 أكتوبر 2016 / 22:25

الأميرة هيا: الجوع هو المشكلة الأكبر التي يمكن حلها في العالم

دعت حرم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، الأميرة هيا بنت الحسين، إلى بذل المزيد من الجهود للقضاء على شبح الجوع في العالم.

واعتبرت أن الجوع "أكبر مشكلات العالم التي يمكن حلها"، والتي لا تحتاج إلى قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا الحيوية أو نجاحات باهرة في الهندسة الوراثية للتغلب عليها.

ونوهت الأميرة هيا بنت الحسين - في مقال بقلمها - بمناسبة يوم الغذاء العالمي إلى إحصاءات تشير إلى أن ثلث الغذاء الذي ينتجه العالم سنوياً(نحو 1.3 مليار طن) يذهب سُدى، أو ينتهي مصيره بكل بساطة إلى صناديق القمامة، في الوقت الذي لا يعي فيه كثيرون حول العالم أن الغذاء- وفي أبسط أشكاله - سلعة أقل ما يمكن أن تُوصف به أنها "ثمينة" لنحو 800 مليون شخص يعانون من الفقر والجوع في مناطق متفرقة من العالم.

ووصفت الأميرة هيا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنه صاحب التأثير الأكبر في ساحة العمل الإنساني العالمي، مؤكدة بأن عطاءه امتداد لنهج أرسى أسسه الآباء المؤسسون، وقيم نبيلة غرسها رعيل الأوائل في نفوس أبناء الإمارات، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وجزمت بأن ما يميز الشيخ محمد بن راشد كرمز إنساني عالمي، هو حرصه على معالجة حالات الأزمات الإنسانية بالتحرك الفوري والاستجابة العاجلة، ووضع حلول استراتيجية فعّالة لمعالجة الجذور المتسببة في الأزمة بهدف القضاء عليها.

800 مليون جائع

وقالت: "ربما يجهل كثيرون أن من بين كل تسعة أشخاص هناك شخص يعاني من أجل الحصول على وجبة واحدة تساعده على التشبّث بالحياة، وأن 800 مليون إنسان يبيتون كل يوم جوعى؛ وقد لا يلتفت كثيرٌ إلى معاناتهم اليومية". وأعربت عن الأسى لتحمل الأطفال هذه التبعات، مشيرة إلى أن هناك 5 ملايين طفل يلقون حتفهم سنوياً بسبب المرض؛ غالبيتهم بسبب سوء التغذية.

وأضافت: "بل إن ما يضاعف من مرارة هذا الواقع الصادم، أن العالم ينتج من الغذاء ما يفوق ما يمكن أن يُطعِم كل البشر مجتمعين، بل يكفي أن نعرف أن حجم الفاقد من الغذاء كل عام يزيد على نصف إنتاجه سنوياً من محاصيل الحبوب".

وتابعت "وعلى الرغم من ذلك، يُوصف الجوع بأنه "أكبر مشكلات العالم التي يمكن حلها"، موضحة أن ذلك الوصف قد يكون دقيقاً إلى حدٍ بعيد؛ مؤكدة أننا لا نحتاج إلى قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا الحيوية أو نجاحات باهرة في الهندسة الوراثية للتغلب على مشكلة الجوع، بل إن جلَّ ما نحتاجه هو فقط بذل مزيد من الجهد.

وخلصت إلى القول بأن القضاء على شبح الجوع يتطلب أن نتعاطى مع المشكلة من منظور آخر، بتعاطفنا مع ضحاياه وبذل قصارى جهدنا لتخليصهم من تلك المعاناة.

وتحدثت عن أنها عملت عن قرب مع كثير من ذوي القلوب الكبيرة من مسؤولي إغاثة إلى فاعلي الخير والمتبرعين، ورواد العمل الاجتماعي، والأطباء وأطقم التمريض، وأصحاب حملات التبرعات، ورموز عديدة بارزة في مجال العمل الإنساني، ووجدت بينهم أبطالاً حقيقيين يستحقون كل الإشادة والعرفان. وقالت: "ومع من أن كل هؤلاء أناس لا يمكن أن نوفِّيهم حقهم من التقدير والثناء، إلا أنني أؤمن أن نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو صاحب التأثير الأكبر في ساحة العمل الإنساني العالمي. فمن خلال التعاون الذي جمعني بمؤسسات خيرية وإنسانية عالمية كبرى، لمست عن قرب الأثر الإيجابي البالغ الذي تحدثه إسهاماته في هذا المجال، مع إصراره على توفير مختلف أوجه الدعم بصورة عملية وفعّالة وبقلب كبير يتسع لكل ذي حاجة".

ولفتت إلى العام 2014، وفي أعقاب القصف الإسرائيلي الغاشم لقطاع غزة وما خلَّفه من دمار وخراب، حيث كان أهل القطاع في أشد الحاجة إلى يد المساعدة، مشيرة إلى أن الشيخ محمد بن راشد، كان في هذا الوقت أول من بادر بالتوجيه بإرسال مساعدات عاجلة لنجدة أهل القطاع. وقالت: "أمر بمد جسر جوي عاجل لنقل المعونات من "المدينة العالمية للخدمات الإنسانية" في دبي إلى العاصمة الأردنية عمان، ومن ثم شحن الغذاء ومواد الإغاثة، بالتعاون مع وكالة غوث اللاجئين الأونروا، إلى سكان القطاع المضارين جرَّاء الاعتداء الآثم، دون تأخير وتسويف".

وعلقت على ذلك بالقول: "أدرك (حاكم دبي) آنذاك أن الموقف يتطلب تحركاً حاسماً وسريعاً، وقد كان". وتابعت "وقبل أسابيع قليلة، أمر بتوجيه معونات عاجلة إلى لاجئي جنوب السودان في المنطقة الحدودية مع أوغندا، لإغاثة الفارين من المواجهات المسلحة في الجنوب".