القائم بأعمال المرشد محمود عزت(أرشيف)
القائم بأعمال المرشد محمود عزت(أرشيف)
الأحد 16 أكتوبر 2016 / 20:51

مصادر لـ 24: "الكماليون" يسيطرون على 13 مكتباً إدارياً للإطاحة بعواجيز الإخوان

24 ـ القاهرة ـ عمرو النقيب

كشفت مصادر مطلعة على الوضع داخل جماعة الإخوان بالقاهرة، أن "جبهة التغيير" أو"تيار التأسيس الثالث"، التابع لمجموعة "الكماليون"، تسعى خلال الأيام المقبلة للتخلص من قيادات الجبهة التاريخية، واتباعهم ومريديهم بقيادة القائم بأعمال المرشد محمود عزت، والإعلان بشكل رسمي عن أنها الممثل الشرعي، والوارث الحقيقي للجماعة على المستوى الفكري والتنظيمي.

وأكدت المصادر لـ 24، أن جبهة "التأسيس الثالث" أوشكت على الانتهاء فعلياً من تشكيل بنيانها وكيانها التنظيمي ليكون بديلاً للتنظيم الإخواني الحالي الذي أصبح مهلهلاً، وأنها تواصلت مع عدد كبير من قيادات الإخوان في التنظيم الدولي والأقطار الأخري ليصبح لها امتداداً مؤثر يجعل لها توازناً على المستوى الدولي وليس المحلي فقط.

وأوضحت المصادر، أن جبهة "التأسيس الثالث" ركزت عملها بشكل مباشر داخل نطاق المناطق والشُعب الإخوانية على مدار الأشهر الماضية، لمحاولة تثبيت نفسها، والاستحواذ على أكبر عدد من المؤيدين لها ، وإعادة التوازن بين صفوفها مرة أخري من خلال الاتصال بالكثير من العناصر الشبابية المتواجدة حالياً في الأسر والمكاتب الادارية، والاستفادة من الحالة التي أحدثتها عملية تصفية مؤسس الجناح المسلح واللجان النوعية محمد كمال والزعيم الروحي لهم ، علي يد الأجهزة الأمنية المصرية مطلع الشهر الجاري.

وأفادت المصادر، أن جبهة "التأسيس الثالث" كثفت جهودها في مختلف المناطق عن طريق الاتصال المباشر بالعناصر فرداً فرداً، باستراتيجية هادئة تعتمد على شرح الرؤية الجديدة كنقطة قوة أساسية إلى جانب إثبات شرعيتها وتفنيد الشبهات التي لحقت بها من خلال الاستهداف الإعلامي الذي شنته عليها جبهة "محمود عزت"، وشرح ضرورة التغيير وتصحيح المسار.

وأضافت المصادر، أن جبهة "محمود عزت" حاولت التعامل مع هذه العناصر الشبابية الداعية لـ" التأسيس الثالث"، بكل وسيلة ممكنة من التحقيقات، والتجميد، والتهديد ، والإقصاء ، والاستبعاد التنظيمي، والحصار المادي، والتشويه، إضافةً إلى اعتمادها على استراتيجيات الإلهاء والإيهام والتفكيك، وأن ذلك لم يمنع انقسام الجماعة إلى فريقين متساويين تقريباً بنسبة 50% لجبهة عزت، و 50% تقريباً لجبهة التغيير.

وبحسب المصادر، فإن قيادة الإخوان في جبهة التغيير أو "التأسيس الثالث"، فطنت لأخطائها في التعامل مع الضغوط التي تمارسها جبهة "محمود عزت" عليها، وحاولت علاج الوضع بأن اتجهت طوال الشهور الأخيرة بعدم الرد الإعلامي نهائياً، وأوقفت التصريحات و البيانات والقرارات والتراشقات اللفظية واللائحية ، وركزت جهودها في تشكيل هيكلها التنظيمي، والتغلغل داخل صفوف جماعة الإخوان، حتى تتمكن من إعادة السيطرة مرة أخري علي مقاليد السلطة داخل التنظيم.

وتابعت المصادر، أن جبهة "التأسيس الثالث" قد سيطرت على 16 مكتباً إدراياً داخل التنظيم من إجمالي 22 مكتباً إدراياً تسيطر عليها جبهة "محمود عزت"، ثم انحسرت إلى 10 مكاتب فقط نتيجة التعرض لضربات شديدة، لكنها الآن أعادت سيطرتها مرة أخرى على أكثر من 13 مكتباً إدارياً، وتستعد حالياً للإعلان عن نفسها بقاعدة صلبة منتشرة في غالبية المحافظات والمناطق.

وأشارت المصادر، إلى أن جبهة "التأسيس الثالث"، ترى أن محمود عزت واتباعه يستخدمون ضدهم الرسائل الدعائية الكاذبة التي توهم الصف الإخواني أن القيادة التاريخية مسيطرة علي الوضع داخل الجماعة، وأن كل شيء تحت يديها ،وأن الأمور عادت لوضعها القديم، وهي رسائل تبشيرية توحي بأن الأزمة انتهت، وأن الإخوان على قلب رجل واحد ، وذلك بهدف استسلام الكثير من الكوادر الشبابية إلى سياسة الأمر الواقع، والتخلي عن فكرة الانتماء لجبهة التغيير، والمشاركة في "التأسيس الثالث" للتنظيم وفق مبادئ جديدة لا تقدس القادة وتعلي من وضعهم ومكانتهم وتجعلهم فوق المحاسبة التنظيمية.

ونوهت المصادر، أن رجال محمود عزت حاولوا السيطرة عن طريق التحكم في مسارات الأموال المتدفقة إلى الجماعة، ومنع وصولها إلى الكثير من القطاعات التي خرجت عن سيطرتهم ، كنوع من الإعاقة والارتباك لدى هذه العناصر التي تعتمد بشكل كبير علي الأموال الواردة من الخارج.

وأكدت المصادر، أن جبهة عزت قامت بتفريغ المناطق من الكوادر الموالية لجبهة التغيير، وجناح محمد كمال، عن طريق إجبارهم على السفر خارج مصر بحجة الملاحقات الأمنية، وأنهم مستهدفون ومطلوبون أمنياً، وأنه من الصعب أن توفر لهم الجماعة أي غطاء أمني واقتصادي يسمح بوجودهم داخل القاهرة، الأمر الذي أتاحه لهم التخلص من عدد كبير من القيادات الموالية لجبهة محمد كمال بالسفر إلي تركيا والسودان وقطر.