الإثنين 17 أكتوبر 2016 / 14:33

تعرف على الأجندة الوطنية للإمارات 2021

24 - إعداد: أحمد الخطيب

بحثت الحكومة الإمارتية في اجتماعها الأخير خطة للإسراع بتنفيذ الأجندة الوطنية الموضوعة للدولة حتى 2021، ووجه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمس الأحد، بتشكيل فرق عمل على مستوى الحكومة، لتنفيذ الأجندة، التي ستسهم في تعزيز مكانة الدولة عالمياً بخطوات تطويرية متقدمة، فما هي هذه الأجندة؟

في اجتماع مجلس الوزراء عام 2010 أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رؤية الإمارات 2021، التي ستسعى لتكون الدولة ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد.

وقسمت عناصر رؤية الإمارات 2021 إلى ستة محاور وطنية تمثل القطاعات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خلال السنوات المقبلة في العمل الحكومي، وتمثلت في مجتمع متلاحم محافظ على هويته، ومجتمع آمن وقضاء عادل، إلى جانب اقتصاد معرفي تنافسي، ونظام تعليمي رفيع المستوى، ونظام صحي بمعايير عالمية، وبيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة، واجتمعت تلك المحاور والأجندات تحت مظلة 4 أسس للرؤية هي: متحدون في المسؤولية، متحدون في المصير، متحدون في المعرفة، متحدون في الرخاء.

هدف الأجندة

وتهدف الأجندة الوطنية إلى أن تكون الإمارات الدولة الأولى عالمياً في تقديم الخدمات الذكية الحكومية عبر الهواتف المتحركة، بتحويل جميع المدارس والمناهج والطلاب للتعلم الذكي، إلى جانب مضاعفة الاستثمارات الحكومية في رياض الأطفال لأهميتها الخاصة، بالإضافة إلى جعل الدولة البقعة الأكثر أماناً في العالم، والاستجابة لكافة مكالمات الطوارئ خلال 4 دقائق فقط.

وتهدف الأجندة أيضاً، إلى زيادة نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي بنسبة 65% خلال السبع سنوات القادمة، وأن تكون الدولة الأولى عالمياً في البنية التحية براً وبحراً وجواً، والأولى عالمياً في سهولة ممارسة الأعمال، بالإضافة إلى الوصول بإسكان الشباب لرقم عالمي، حيث يتم تلبية كافة طلبات الإسكان خلال سنتين فقط من التقديم، ومضاعفة التوطين في القطاع الخاص 10 أضعاف، وستفرض الحكومة إجراءات إذا لم يكن التحفيز كافياً للقطاع الخاص.

وأوصحت الحكومة الإماراتية المستهدفات المراد تحقيقها من كل أجندة على النحو التالي: 

مجتمع متلاحم محافظ على هويته
يعد هذا المحور، من طموح الأجندة الوطنية للحفاظ على مجتمع متلاحم يعتز بهويته وانتمائه من خلال توفير بيئة شاملة تدمج في نسيجها مختلف فئات المجتمع وتحافظ على ثقافة الإمارات وتراثها وتقاليدها وتعزز من تلاحمها المجتمعي والأسري.

كما تطمح الأجندة الوطنية، عبر محور المجتمع المتلاحم، لأن تكون دولة الإمارات من أفضل دول العالم في مؤشر التنمية البشرية وأن تكون من أكثر الدول سعادة، ليتمكن كل مواطن من التعبير عن فخره بهذا الانتماء بمختلف الوسائل، ويمثل وطنه في المحافل الدولية والمنافسات العالمية بما يضاعف من الإنجازات والميداليات للدولة في البطولات الأولمبية والعالمية.

مجتمع آمن وقضاء عادل
أما في ما يتعلق بمحور "مجتمع آمن وقضاء عادل"، فتسعى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 إلى أن تصبح الدولة البقعة الأكثر أماناً على المستوى العالمي من خلال تعزيز شعور كافة أفراد المجتمع بالأمان والوصول بالدولة إلى مراتب متقدمة في الاعتماد على الخدمات الشرطية والجاهزية لحالات الطوارئ مع الحفاظ على سلامة الطرق حرصاً على حياة سكان الدولة.

كما تحرص الأجندة الوطنية على تعزيز عدالة القضاة والاستمرار في ضمان حقوق الأفراد والمؤسّسات من خلال نظام قضائي فاعل، يصل بالدولة لأن تكون بين أفضل الدول في العالم في كفاءة النظام القضائي.

اقتصاد معرفي تنافسي
وفي الجانب الاقتصادي ستشهد الدولة ضمن محور "اقتصاد معرفي تنافسي"، تحولات كبيرة عالمياً، حيث سيتم العمل لجعل الإمارات في قلب هذه التحولات وأن تكون العاصمة الاقتصادية والسياحية والتجارية لأكثر من 2 مليار نسمة، لذا تواصل حكومة الإمارات جهودها في الانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة، عبر تشجيع الابتكار والبحث والتطوير، وتعزيز الإطار التنظيمي للقطاعات الرئيسية، وتشجيع القطاعات ذات القيمة المضافة العالية بما يطور من بيئة الأعمال ويعزز من جاذبية الدولة للاستثمارات.

كما تهدف الأجندة الوطنية عبر هذا المحور، لتكون الدولة من أفضل دول العالم في مجال ريادة الأعمال، حيث تواصل دورها في إطلاق إمكانات المواطنين ليقودوا عجلة التطوير الاقتصادي من خلال تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص، وغرس ثقافة ريادة الأعمال في الجامعات والمدارس، لتخريج أجيالٍ تتمتع بروح الريادة والإبداع والمسؤولية والطموح، بما يعزز حصول الدولة على مراكز متقدمة في مؤشرات سهولة ممارسة الأعمال والتنافسية العالمية والابتكار وريادة الأعمال والتنمية والتركيز على البحث والتطوير.

نظام تعليمي رفيع المستوى
العلم أساس تقدم الأمم، وأهم استثمار في جيل المستقبل، لذا كان لابد للأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 من التركيز على تطوير "نظام تعليمي رفيع المستوى" حيث ستشهد السنوات المقبلة تحولاً كاملاً في أنظمة التعلم والتعليم. لذا تستهدف الأجندة الوطنية أن تكون جميع المدارس والجامعات مجهزة وجميع الطلاب مزودين بالأجهزة والأنظمة الذكية وأن تكون المناهج والمشاريع والأبحاث عبر هذه الأنظمة الذكية. كما سيتم مضاعفة الاستثمار خلال السنوات القادمة لتعزيز الإلتحاق برياض الأطفال كونها تشكل أهمية كبرى في تشكيل شخصية الطالب ومستقبله.

كما تتطلع الأجندة الوطنية إلى وضع طلبتنا ضمن أفضل طلبة العالم في اختبارات تقييم المعرفة والمهارات في القراءة والرياضيات والعلوم، إضافة إلى رفع نسبة التخرج من المرحلة الثانوية بما يتناسب مع المعدلات العالمية. وتهدف الأجندة أن تكون جميع المدارس متميزة بقيادات ومعلمين جميعهم مرخصين وفقاً للمعايير الدولية وأن يكون طلبتنا فيها متقنين للغة العربية.

نظام صحي بمعايير عالمية
وفي الجانب الصحي ستعمل الدولة وبالتعاون مع كافة الهيئات الصحية في الإمارات، على اعتماد كافة المستشفيات الحكومية والخاصة وفق معايير وطنية وعالمية واضحة من ناحية تقديم الخدمات وجودة وكفاية الكادر الطبي، ضمن محور "نظام صحي بمعايير عالمية".

كما تتطلع الأجندة الوطنية إلى ترسيخ الجانب الوقائي وتخفيض معدل الأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب وأمراض السرطان لتحقيق حياة صحية وعمر مديد، إضافة إلى تقليل مستوى انتشار التدخين، وتطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحّية، لتكون الإمارات من أفضل الدول في جودة الرعاية الصحية.

بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة
وتسعى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 لتحقيق "بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة" من حيث جودة الهواء، والمحافظة على الموارد المائية، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء، وأن تصبح الدولة الأولى عالمياً في جودة البنية التحتية للمطارات والموانئ والطرق، إضافة إلى تعزيز جودة توفير الكهرباء والاتصالات لتصبح الدولة في مقدمة الدول في الخدمات الذكية.