عناصر من الجيش الأردني (أرشيف)
عناصر من الجيش الأردني (أرشيف)
الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 / 10:32

خبراء يحذرون من وصول داعش للحدود الأردنية

قال خبراء عسكريون إن معركة الموصل، التي بدأها الجيش العراقي، أمس الإثنين، لطرد تنظيم داعش من المدينة ستطول، مرجحين حدوث سيناريوهات عدة تعتمد على قرار التنظيم في كيفية خوض المعركة.

وأكد الخبراء، وفق ما أوردت صحيفة الغد الأردنية، الثلاثاء، أن المعركة "غير معروفة الثمن، أو مدتها، بيد أن ترك الجبهة الغربية من الموصل مفتوحة، يعني أن القوات العسكرية العراقية تحاول دفع التنظيم إلى الخروج باتجاه الأراضي السورية".

ووفقاً للخبراء، فإن المعركة "ليست بمنأى عن الدول المحيطة بالعراق، التي وضعت نفسها في أعلى درجات التأهب لصد فلول التنظيم، الذي قد يتوجه بعشوائية لأي نقطة حدودية فاراً من أرض المعركة".

وأكد الخبراء أن على الأردن "أخذ الحيطة والحذر، حرصاً على عدم تسلل أفراد داعش إلى المملكة كلاجئين".

معركة محسومة
واعتبر الخبير الاستراتيجي العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري، أن المعركة "محسومة، لكن غير معروفة الثمن، لأنها ستطول إذا قرر داعش أن يخوضها حتى آخر فرد لديه".

وبين أن "ترك الجهة الغربية للموصل مفتوحة، دون أن يتم إشغالها بالقوات العسكرية العراقية، يعني أن هناك محاولة لإقناع تنظيم داعش بخروج آمن باتجاه الأراضي السورية".

وأضاف الدويري أن هناك أكثر من سيناريو سيواجه المنطقة بعد هذه المعركة، "فالانسحاب يعني أن قوات داعش ستتمدد في الصحراء السورية بعد أن تلتحق بالرقة، وربما تقرر أن تمدد نفوذها بما يؤثر سلباً على الحدود الأردنية".

وأضاف: "إذا قرر داعش خوض المعركة حتى آخر رجل فيه، فبلا شك أنه سينتهي عسكرياً، لكن ما سيحدث هو نفس السيناريو لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، والذي ظهر بعد القضاء عليه، لمدة عامين كتنظيم جديد هو داعش لكنه أكثر تطرفاً من القاعدة".

وقال الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمود ارديسات، إن "نتائج المعركة ذات احتمالات عديدة، منها توجه فلول عناصر التنظيم نحو مدينة الرقة السورية أو الصحراء السورية، وربما تصل إلى الركبان، حيث سينخرط هؤلاء باللاجئين، ما يشكل خطورة على الحدود الأردنية".

وأضاف أرديسات أن معركة الموصل "ستكون تدميرية، خاصة في حال اتبع الجيش العراقي نفس النهج في معركة الفلوجة والرمادي"، مشيراً إلى أن المعركة "ستطول ولن تنتهي في وقت قصير، ولها إفرازات جانبية خطيرة".

الانتقال إلى الرقة
وأشار إلى أن "انتهاء المعركة بانتصار القوات العراقية لا يعني انتهاء وجود داعش، لأن داعش فكر، ومن المرجح أن يتطور ويظهر من جديد"، مرجحاً أن ينتقل التنظيم إلى الرقة، فيما أشار إلى أن المواجهة مع داعش في سوريا ستكون مرحلة مختلفة.

وأضاف: "الاحتمالات مفتوحة والمعركة في بداياتها، وتكون هناك مفاجآت من قبل داعش، في ظل تسريبات من القوات العراقية أنها لم تستكمل استعداداتها، وهناك تسريبات أن داعش انسحبت من الموصل، كما حدث في تكريت من قبل، ولم تجر معركة حقيقية بعد".

وقال: "يجب أن تتوفر نوايا دولية حقيقية للخلاص من داعش، علماً أن انسحاب داعش سيكون على الأرجح باتجاه مدينة الرقة أو الصحراء السورية"، معتبراً أن القوات المسلحة الأردنية "على أهبة الاستعداد لمواجهة كل من يحاول اجتياز حدودها".

وبين أن "الجبهة الغربية للموصل تركت مفتوحة ليتاح لأفراد التنظيم وقيادته الانسحاب باتجاه مدينة الرقة"، موضحاً أن "داعش رفع شعار (باقية وتتمدد) في حين أن قوات التحالف رفعت شعار (باقية وتنكمش)، ما يعني أن هناك نوايا لبقاء داعش، لكن شريطة إضعافه عسكرياً، وبالتالي فإن وجوده يخدم أجندات سياسية في المنطقة".

معارك خاصة
غير أن العقيد العراقي محمد العاني، المتقاعد من القوات الخاصة العراقية زمن الرئيس العرقي صدام حسين، يرى أنه "حتى هذه اللحظة لم تبدأ المعركة عسكرياً، فما يحدث حالياً هو تقدم للجيش العراقي والقطاعات الأخرى المشاركة في المعركة، في نواحي وقصبات الموصل التي لم يتحصن فيها الدواعش للدفاع عن أنفسهم".

وأوضح العاني: "كذلك فإن داعش يعتمد في قتاله على نظام المعارك الخاصة، وتشمل الكمائن وقطع الطرق وزرع الألغام".

وأضاف أن "داعش ليس قطاعاً عسكرياً معروف التواجد على الأرض، بل يعتمد في قتاله على انسحابات تكتيكية، لإيقاع خسائر في القطاعات العسكرية المهاجمة، ومن ثم الانسحاب إلى المدن التي هيأها لغايات الدفاع والقتالات الخاصة، ومنها حفر الأنفاق ليتمكن من تقديم الإمداد اللوجستي والقتالي لعناصر التنظيم".

وقال: "ليتمكن الجيش العراقي من تحرير الموصل يتوجب تدخل قطاعات النخبة في الجيش، كالقوات الخاصة والمظليين، والتقدم إلى المدينة لغايات تحريرها وليس قصفها بالطائرات والراجمات، ما يشكل خطراً على حياة المدنيين".

وبين أن "أهم نقطة لتحرير الموصل أو أي مدينة أخرى هو الركن الخامس، وهو تسليح أهل مدينة الموصل حتى ينتفضوا ضد داعش عند اقتراب قوات الجيش العراقي بمختلف قطاعاتها".