الناشطة الباكستانية ملالا (تصوير: أشرف زين الدين)
الناشطة الباكستانية ملالا (تصوير: أشرف زين الدين)
الأربعاء 19 أكتوبر 2016 / 18:11

ملالا: شكراً دولة الإمارات.. لولاكم لما وصلت إلى هنا

24- الشارقة- سعيد علي

وجهت الناشطة الباكستانية في مجال تعليم الإناث، وأصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزي، رسالة شكر وتقدير لدولة الإمارات على دورها الكبير في إنقاذ حياتها بعد تعرضها لهجوم إرهابي،ودعمها ومساعدتها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

وقالت ملالا خلال مشاركتها في حفل افتتاح الدورة الثانية من مؤتمر "الاستثمار في المستقبل"، الذي انطلق اليوم الأربعاء في إمارة الشارقة، "اسمحوا لي بداية أن أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لولاها لما كنتُ هنا، وما كنت على قيد الحياة، فلولا الطائرة التي أرسلَتْها دولة الإمارات، عندما أُصِبْتُ إصابةً بالغة كادت تودي بحياتي، وأخذتني من باكستان إلى بريطانيا لتلقي العلاج الذي أنقذ حياتي، شكراً لدولة الإمارات حكومة وشعباً، فأنا الآن بلغتُ الـ19 من عمري، وأنا طالبة في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ".

وأضافت ملالا "عندما أتحدث، يتوقع الناس أن أتحدث عن التعليم، ويُصيبون، هذا ما سأفعله، لكن لا يمكنني التحدث عن الاستثمار في مستقبل هذه المنطقة، قبل الدعوة إلى وقف قصف المدنيين، ووضع حد لعمليات الحصار التي تحول دون إيصال المساعدات الانسانية التي تساعد على إنقاذ حياة الأطفال والعائلات".

حلب السورية
وأردفت "يعيش شبان وشابات وأطفال مدينة حلب السورية في خوف دائم من القصف والبراميل المتفجرة، ويعيش الأطفال في رعب دائم في مدينة الموصل ومناطق أخرى في العراق، ويواجه ما يقارب نصف مليون طفل شبح المجاعة في اليمن، آمل أن ينتهي الصراع في اليمن قريباً وألا يعاني الأطفال سنواتٍ من الحرب والنزوح كإخوانهم وأخواتهم في العراق وسوريا".

وأشارت ملالا إلى أنه "في ظل هذه الظروف الصعبة التي تفطر القلب، يجدر شكر دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة على دعمهم للاجئين السوريين".

اللاجئين
وقالت "في هذه المناسبة أود أن أشكر دولة الإمارات على موافقتها لاستقبال 15،000 لاجئ سوري من المدنيين الأبرياء الذين يسعون للأمن والسلام، لأنهم يستحقون بداية جديدة، وأناشد دولة الإمارات وباقي دول مجلس التعاون على مواصلة دعمهم السخي لضحايا هذه الصراعات المأساوية، وعلى مضاعفة الجهود الرامية إلى إحلال السلام في ربوع المنطقة".

وأضافت ملالا "أشعر تماماً بشعور أولئك الذين أُجبِروا على ترك منازلهم ومدنهم وأوطانهم، فعائلتي كانت من بين مليوني انسان اُجبِروا على ترك منازلهم في وادي سوات، كما أنني أُدرِكُ ما يعنيه أن تُسلب منك أحلامك وحقوقك في التعلّم، ويحزنني أن يكون هذا ما يعانيه اليوم أكثر من 10 ملايين طفل من جميع أنحاء العالم، كما ينفطر قلبي على أخواتي السوريات اللواتي يتُقْنَ للعودة إلى بيوتهن والمساعدة على إعادة إعمار وطنهن".

الفتاة رحمة
وضربت على ذلك مثال بالفتاة رحمة التي "تعيش في مخيمٍ اللاجئين السوريين في الأردن، قائلة "عندما قابلتها، كانت المدرسة عبارة عن خيمة واحدة في ذلك المخيم، وكانت تذهب مع أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة والسابعة، فيما كان عمرها 12 عاماً، سألتُها إن كان يتملّكُها شعورٌ غريب بالجلوس مع أطفالٍ يصغرونها سِنّاً، فأجابت أنها حتى وإن لم تتعلم شيئاً جديداً، على الأقل لن تنسَ ما تعلّمَتْه سابقاً، فالتعلّم كان شغفها وحلمها الوحيد".

الجيل الضائع

ولفتت ملالا إلى أن "العديد من الناس بدأ يُطلق لقب الجيل (الضائع)على الأطفال السوريين، وأكدت على أنهم مخطئون، لافتة إلى أن رحمة ترفض "الضياع"، ويجب علينا أن نرفضه مثلها، مؤكدةً على أن أطفال سوريا لن يضيعون إلّا إذا تخلّينا عنهم، وإذا لم نُغِثهم".

5.1 مليار درهم
وأشارت ملالا إلى أنها "عندما كانت فتاة صغيرة، علّمتها أمها أن الحقيقة أقوى من الخوف"، وقالت "إليكم الحقيقة، يمكن لـ 1.4 مليار دولار (5.1 مليار درهم إماراتي) أن تضع جميع أطفال سوريا المتأثرون بالأزمة في المدرسة، بمعدل دولار واحد يومياً لكل طفل، والعالم لا يستطيع أن يتحمّل إنفاق 1.4 مليار دولار على أطفال سوريا، كما أننا لا نستطيع أن نتحمل ضياع جيل كامل من الأطفال".