إبراهيم الحوسني رفقة رئيس النادي الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان (خاص)
إبراهيم الحوسني رفقة رئيس النادي الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان (خاص)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 10:23

"العازي" لـ24: نهاية حقبة "الجمهور المستأجر" هي بداية "مدرج الأوفياء"

تستعد أندية دوري الخليج العربي لانطلاق الموسم الجديد 2017-2018 سبتمبر (أيلول) المقبل، إذ أنهت بعضها معسكراتها الخارجية، وأخرى اقتربت من افتتاح موسمها، وأندية بدأت موسمها بالفعل، إذ استضاف العين نادي الهلال السعودي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا (0-0) أمس الإثنين.

إبراهيم الحوسني: "أنا مستحيل أسير أشجع في المدرجات وأنا لابس كندورة"

"500 مشجع بالفعل، أفضل من 20 ألف يالسين ياكلوا حب"

كما ينتظر عشاق "الساحرة المستديرة" في الإمارات انطلاق الموسم الكروي الجديد في سبتمبر (أيلول) المقبل، ولكن هذه المرة لن يكون في إحدى إمارات الدولة، إذ تستضيف العاصمة المصرية القاهرة يوم 15، مباراة كأس سوبر الخليج العربي بين حامل اللقب نادي الجزيرة، وبطل كأس رئيس الدولة نادي الوحدة.

وتستعد جماهير الفريقين لإظهار صورة مشرّفة لكرة الإمارات في مصر، وهذا ما أوضحة كبير مشجعي نادي الوحدة (بعد رفضه مسمى رئيس رابطة مشجعي الفريق) إبراهيم الحوسني، الذي يكرس وقتاً ليس بالقصير في خدمة "العنابي"، وهذا ما ظهر جلياً لمتتبعي دوري الخليج العربي في الموسم الماضي.

وفتح إبراهيم قلبه في حوار مع 24، وسرد أفكاره التي آتت ثمارها في مدرج "أصحاب السعادة" في الموسمين الماضيين على الأقل، وهذا ما قاله:

الجميع متفق على أن مدرج الوحدة أصبح له شكل جديد.. ما السبب؟
هذا العمل لم يأت بين ليلة وضحاها، وضعنا أهدافاً محددة في البداية، التي من الممكن اعتبار هذه الانطلاقة كانت منذ موسمين، وبمجهود جمهور الوحدة الذي كان حاضراً في التجمعات والتدريبات قبل المباريات، والذي أظهر حباً وشغفاً كبيراً لهذا الفريق.

ومن أهم القرارات التي اتخذناها منذ البداية هي إلغاء فكرة "الجمهور المستأجر"، لأن للوحدة قاعدة جماهيرية كبيرة في الدولة وهو بغنى عنهم، إذ كانت فكرتي منذ البداية بجعل جماهير "العنابي" التي كانت تجلس خلف الشاشات، مشاهدة ما هو حال المدرج، وبالفعل هؤلاء الذين كانوا لا يستمتعون بمتابعة المباريات إلا في منازلهم أو "الكوفي"، أصبحوا الآن قبلي في المدرج.


جمهور الوحدة بنكهة إيرلندية.. ما قصة الفايكنغ؟
تابعت احتفال جمهور المنتخب الإيسلندي في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016، وأعجبني كيف أثار حماس اللاعبين حتى بعد المباريات، وقلت في نفسي: "لما لا ننفذها نحن؟"، وبالفعل حدثت، وكانت حديث جماهير وإعلاميي دوري الخليج العربي.

حسناً.. أخبرني كيف استطعتم تطبيقها؟ هي ليست بالاحتفالية السهلة

الغريب في الأمر أننا لم نتفق مع اللاعبين على تنفيذها (مبتسماً)، بعد مباراة الجزيرة طلبت من حمدان الكمالي (بواسطة المايكروفون) أن يسطف هو وزملائه بالفريق على خط موحد، وأن يتابعوا بتصفيقاتهم صوت الطبل (في المرة الأولى)، ومن ثم اعتدنا على تنفيذها في الكثير من المباريات.


مع هذا المجهود وهذه النتائج الواضحة للعلن.. ألم تتلق عرضاً من النادي؟
بالفعل تلقيت عرضاً من النادي، وبالتأكيد هو لشرف كبير خدمة هذا النادي، لكن فضلت رفضه لأسباب شخصية، اخترت أن أخدم النادي من دون أوراق رسمية (مبتسماً).

ماذا ينقص المدرجات لكي ... استوقفني فجأة وهذا ما قاله:
"أنا مستحيل أسير أشجع في المدرجات وأنا لابس كندورة"، مع (العلم أنه كان يرتديها أمامي).

وأضاف: "من الصعب أن ترى مدرجاً رائعاً ومن فيه يرتدي الكندورة، إذا أتيت إلى الملعب وأنت مرتديها لن تستطيع القفز وتشجيع الفريق حتى النهاية.. أنا ضد الكندورة في المدرجات، وأدعوا إخوتي الجماهير لتجربة التشجيع مرتديين بذلة رياضية".



وثم أعدت السؤال نفسه: ماذا ينقص المدرجات لكي تصبح أفضل؟ كيف نطور التشجيع؟
بصراحة، لجنة دوري المحترفين لديها العديد من المسؤوليات، وتتخذ قراراتها حسب قوانين وشروط علينا الالتزام بها.. لكن.. على سبيل المثال: الشعلة التي استخدمناها في التدريبات، ليست كالتي يستخدمونها في الملاعب الأوروبية وحتى العربية، هي آمنة ومن المستحيل أن تؤذي من حولك من المشجعين.

والأعلام التي يحملها الجمهور في مقدمة المدرج تطفي طابعاً حماسياً لدى اللاعبين، وحتى المتابعين أمام الشاشات، ممنوعة أيضاً في دورينا، ولكن مسموحة في المباريات الآسيوية، ألم يشاهدوا جمال مدرج الأندية الإماراتية المشاركة في آسيا.. هذه إضافات من الصحي السماح بها في ملاعبنا.

وعلى لجنة دوري المحترفين الكثير لتقوم به لجذب الجماهير إلى الملاعب، ويمكنني أن أقدم النصيحة لهم بجملة: "جمالية المدرج تزيد من إقبال الجماهير"، داعياً المسؤولين للسماح لهم بإظهار المزيد من الإبداعات.



هل كانت لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في خطتك؟
بالطبع، الأمر لا يخلو من تويتر وإنستغرام وسناب شات، أصبح جمهور هذه الوسائل أكثر من الذين يتواجدون بشكل دائم في المدرجات، وإن كانوا من خلف الشاشات، فإنهم يبذلون جهداً أيضاً، فلماذا لا يأتون إلى المدرج ويفرغوا طاقاتهم بها.

لدينا العديد من الحسابات النشطة التي دائماً ما تدعوا الجمهور للعودة إلى المدرجات، وبالفعل هذا ما نراه مباراة بعد أخرى، عددنا يزداد مع مرور الوقت.


ماذا أضفت أنت شخصياً للنادي وجمهوره؟
بعد انتهاء فترة "الجمهور المستأجر"، عملت على تحويل الجمهور من المنصة الفضية "في أي بي" إلى المدرجات المواجهة للمنصة الرئيسية، بطلب من إدارة النادي، بالإضافة إلى فرض رسوم على المنصة المجاورة للرئيسية، وبذلك نجذب الجماهير إلينا، فلن يدفع الطفل الصغير وحتى الكبير هذا المبلغ الرمزي مع وجود مقاعد بالمجان.

كما أدخلت فن الغرافيتي إلى النادي، إذ رسمنا البوابات المؤدية إلى المنصة الرئيسية وغرف اللاعبين برسوم باللون العنابي، بدورها قد تصيف الحماسة للاعبين والجماهير، وبعض الشعارات التي كتبت على الجدران، حيث يلتقط المشجعين صورهم هناك ويشاركونها مع أصدقائهم وعائلاتهم.

والأمر المميز الذي أصبح متداولاً بين جماهير الوحدة، هو الوصول إلى ملعب المنافس (في حالة المباريات خارج إستاد آل نهيان) بـ"مسيرة"، وهذا بدوره سيدب الحماس في قلوب مشجعي الوحدة، فضلاً عن بث الرعب في الخصوم.


ماذا يميز جمهور الوحدة عن بقية جماهير دوري الخليج العربي؟
"500 مشجع بالفعل، أفضل من 20 ألف يالسين ياكلوا حب"، هذا كان جواب إبراهيم الحوسني "العازي"، إذ لفتت حناجر هؤلاء الـ500 انتباه جماهير المنافس قبل لاعبي العنابي، بالإضافة إلى أصوات معلقي المباريات على شاشة التلفاز.

ماذا يجهز جمهور الوحدة لمباراة السوبر في القاهرة؟
أنشأنا موقعاً إلكترونياً لتسجيل الراغبين بالسفر لمؤازرة الفريق، وحتى الآن انضم لنا أكثر من 100 مشجع، ونحن بانتظار المزيد في الأيام القليلة المقبلة، إذ من المتوقع أن يفوق العدد الـ200 مشجع.

وجمهور الوحدة بالفعل يحتاج إلى توأمة مع أحد أندية الدوري المصري الممتاز، التي من المعروف عنها بجماهريتها، ونحن بانتظار مد يد المساعدة من أحد روابط المشجعين في مصر، بسبب فقرنا للمعلومات حول الملعب الذي سيستضيف اللقاء، لأن صناعة التيفو تتطلب أخذ قياس أبعاد المدرج، وهذا ما لا نعرفه.



كلمة أخيرة في الختام:
كلمتي الأخيرة هي موجهة للاعبي الوحدة، نعدهم بموسم أفضل من الذي قدمناه في 2016-2017، وعلى الفريق عدم التفريط بهذه الفرصة، ننتظر منهم المزيد على أرضية الملعب، وهناك دائماً حلقة وصل بين الجمهور واللاعبين، إذ كلما ضحوا وعرقوا على أرضية الملعب، كلما زاد حماسنا مباراة تلو الأخرى.

وبالنسبة للموسم المقبل، أصبح عملنا أكثر سهولة عما مضى، إذ أصبح الجمهور أكثر وعياً، والحماسة غدت الضعف، وهذا ما أراه جلياً على وسائل التواصل الاجتماعي حتى قبل انطلاق الدوري.