طائرات مصرية تحتفل بذكر نصر أكتوبر
طائرات مصرية تحتفل بذكر نصر أكتوبر
الأحد 6 أكتوبر 2013 / 15:55

سياسيون لـ 24: الدعم العربي في حرب أكتوبر غيّر الموازين الدولية للحرب

24- متابعة - القاهرة- محمد سعد

اتفق سياسيون وخبراء استراتيجيون وعسكريون مصريون، على أن الدور الذي لعبه العالم العربي لدعم مصر في حرب 6 أكتوبر 1973، لا يقل أهمية عن دور الجنود المصريين، الذين استطاعوا اجتياز خط بارليف المنيع، وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.

الإمارات كان لها دور مشرف في هذا الانتصار، ومن هذه الأدوار قيام المغفور له الشيخ زايد، بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا، ليُعالج فيها الجنود المصريون

الدعم العربي استطاع أن يقفز بالعالم العربي إلى المرتبة السادسة عالمياً من حيث القوة والأهمية، وذلك بسبب انتصارات حرب أكتوبر التي دعمها العرب

وقالوا لـ"24": "ما قام به الرؤساء العرب وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد، كان له الفضل في تغيير الموازين الدولية للحرب، بعدما سعت الدول الكبرى إلى الوصول إلى حلول لإيقاف إطلاق النار بشكل سلمي".

وأكد الرئيس الشرفي لحزب الوفد المستشار مصطفى الطويل، أنه "لا يُمكن إغفال دور العرب في انتصارات حرب أكتوبر، والتي لا تقل أهمية عن الدور الذي لعبه الجنود المصريون في أرض المعركة".

وركز في حديثه عن الدور العربي، على دور دولة الإمارات والمغفور له الشيخ زايد، موضحاً لـ"24" أن دولة الإمارات العربية المتحدة، كان لها دور مشرف في هذا الانتصار، ومن هذه الأدوار، قيام الشيخ زايد، بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا، ليُعالج فيها الجنود المصريون. وأشار إلى أن العرب يمتازوا بالتوحد في أوقات الشدائد والمحن، وهو ما تجسد في أروع مشاهده، عندما أعلنت مصر تحرير الأرض في 1973، وغسل عار نكسة 1967.

يوم النصر لمصر والعرب
بدوره، أكد القيادي بالحركة الوطنية المصرية محمود نفادي، أن مصر لا يمكن أن تنسى دور الأشقاء العرب في حرب أكتوبر 73.
وقال لـ"24": "يوم 6 أكتوبر، كان وسيظل يوم نصر لمصر والمصريين والعرب، إذ قامت دول الخليج بوقف ضخ البترول، بهدف الضغط على الغرب، لوقف دعمه للكيان الصهيوني"، وأضاف "لقد لعب سلاح البترول دوراً هاماً، مما خلق أزمة في الطاقة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تُساند إسرائيل، وساعد ذلك في الضغط لصالح مصر".

دعم كامل متكامل

ومن وجهة النظر العسكرية، قال الخبير الاستراتيجي محمد عبدالمنعم لـ 24: "الدعم العربي لمصر في حرب أكتوبر 1973 كان كاملاً متكاملاً سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو معنوياً أو مادياً".

وأشار إلى أن الدعم العربي والتكاتف الذي حدث والوحدة العربية التي شهدها العالم العربي خلال تلك الفترة، استطاعت أن تقفز بالعالم العربي على مستوى العالم للمرتبة السادسة من حيث القوة والأهمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد السوفيتي وفرنسا وإنجلترا، وذلك بسبب انتصارات حرب أكتوبر التي دعمها العرب.

ونوه عبدالمنعم أن حالة التفكك والنزاعات التي يبدو عليها العرب الآن تجبر الجميع على التوحد مجدداً، وبشكل أكبر من التكاتف الذي حدث في حرب أكتوبر لمواجهة هذه الحرب الشرسة التي لا تتوقف من العالم الخارجي على منطقتنا العربية.

كلمة السر
وفي تصريح مماثل، أكد الخبير العسكري مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقاً اللواء علاء عزالدين أنه رغم مفاجأة مصر للعالم والدول العربية ببدئها الحرب مع إسرائيل، إلا أن كلمة السر في هذه الحرب كانت ممثلة في الدعم القوي الذي قدمه العرب في هذه الحرب والذى لا يمكن إنكاره.

وقال عز الدين لـ 24: "كان أهم دور من نصيب، الإمارات والسعودية، بعدما قامتا بحظر تصدير البترول للدول المساندة لإسرائيل، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار النفط في ذلك الوقت، وكان لهذا القرار بالغ الأثر في معنويات الجيش المصري".

وثيقة مسربة
وفي سياق متصل، كشفت وثيقة سرية مسربة من مكتب البحوث الاقتصادية في المخابرات المركزية الأمريكية، تم نشرها أخيراً، عن دور الدول العربية في مُساعدة مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر. وأشارت الوثيقة إلى حجم التمويل الذي تلقته كل من مصر وسوريا، من الدول العربية منذ يوم 6 أكتوبر 1973 حتى 23 نوفمبر من العام نفسه، والذي يقدر بنحو 2 إلى 3 مليار دولار.

وكشفت الوثيقة عن تلقى مصر مبلغاً يُقدر بـ100 مليون دولار من الإمارات، كان لها دور كبير في مساندة القوات المسلحة المصرية خلال أيام الحرب، بعد أن طلب الرئيس الأمريكي نيكسون، من الكونغرس اعتماد 2.2 مليار دولار كمساعدات عاجلة لإسرائيل، وهو ما قابلته دول الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وليبيا والعراق والجزائر؛ بإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، بسبب قرارها بدعم تل أبيب لمواجهة حرب تحرير الأرض المحتلة.