الأهلي المصري والوداد المغربي (أرشيف)
الأهلي المصري والوداد المغربي (أرشيف)
السبت 4 نوفمبر 2017 / 09:33

نهائي أبطال أفريقيا: هل يشفع الطموح للوداد أمام خبرة الأهلي؟

بعد مارثون استمر قرابة 8 أشهر، يتطلع فريقا الوداد البيضاوي المغربي والأهلي المصري لخطب ود "الأميرة السمراء" والتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم هذا العام، وذلك عندما يلتقيان اليوم السبت، في إستاد محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، في إياب الدور النهائي للمسابقة القارية.

وبعدما أهدر فرصة الفوز باللقب عام 2011، عقب خسارته أمام الترجي التونسي في النهائي، فإن الوداد البيضاوي، الحائز على البطولة مرة واحدة عام 1992، يمتلك الحظوظ الأوفر الآن لارتقاء منصة التتويج، بعدما اقتنص تعادلاً إيجابياً بطعم الفوز، 1-1، من نظيره المصري في مباراة الذهاب التي جرت على ملعب "برج العرب" بمدينة الإسكندرية، السبت الماضي.

ورغم اهتزاز شباك الوداد بهدف مبكر عن طريق مؤمن زكريا لاعب الأهلي، في الدقيقة الثالثة من عمر مباراة الذهاب، نجح الفريق المغربي في استعادة اتزانه سريعاً، ليدرك التعادل عن طريق النجم أشرف بنشرقي، وينعش آماله في اعتلاء عرش الكرة الأفريقية للأندية هذا العام.

وبات يكفي الوداد التعادل السلبي فقط في لقاء الإياب من أجل التأهل، لأول مرة في تاريخه، إلى بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في الإمارات العربية المتحدة، الشهر القادم، وتكرار الإنجاز الذي حققه منافسه العتيد الرجاء، الذي شارك في النسخة الأولى لمونديال الأندية عام 2000 بالبرازيل.

ويتسلح الوداد خلال مباراة اليوم بمؤازرة عاملي الأرض والجمهور، اللذين كانا لهما مفعول السحر طوال مسيرة الفريق في النسخة الحالية للبطولة، التي بدأت في شهر مارس (آذار) الماضي.

ولم يعرف الوداد سوى لغة الانتصار خلال لقاءاته في المغرب، فحافظ على سجله خالياً من التعادلات والهزائم في مبارياته الـ6 التي استضافها في مسابقة هذا العام، بفضل مؤازرة جماهيره الفعالة، التي يراهن عليها الحسين عموتة، مدرب الفريق، في المواجهة المرتقبة.

وسجل "وداد الأمة" عشرة أهداف خلال المباريات التي أقيمت على أرضية ملعبه، فيما اهتزت شباكه مرة وحيدة فقط، وهو ما يعزز من ثقة الجماهير الودادية في قدرة فريقها على تخطي عقبة الأهلي المصري والفوز بالبطولة الأفريقية الراقية.

وتبدو جميع الأوراق الرابحة لدى الوداد مستعدة تماماً للقاء المنتظر، في ظل جاهزية جميع عناصر الفريق الأساسية، باستثناء الجناح الخطير محمد أوناجم، الذي صنع هدف التعادل في مباراة الذهاب، عقب تعرضه لإصابة بالغة على مستوى الكاحل سوف تبعده عن الملاعب 3 أسابيع على أقل تقدير.

ويعتمد عموتة على مجموعة من اللاعبين الأكفاء في مختلف الخطوط، في مقدمتهم بنشرقي المتربع على قائمة هدافي الفريق في البطولة برصيد 5 أهداف، بالإضافة إلى وليد الكرتي وإسماعيل الحداد وعبدالعظيم خضروف وإبراهيم النقاش وصلاح الدين السعيدي، ومن خلفهم الحارس المتألق زهير لعروبي، كما تعززت صفوف الفريق بعودة مدافعه أمين عطوشي الذي غاب عن لقاء الذهاب بداعي الإيقاف عقب تلقي ورقة حمراء بمراكمة إنذارين خلال إياب نصف النهائي.

ويأمل الوداد في إعادة اللقب إلى المغرب مجدداً، بعد غياب دام 18 عاماً، حينما توج الرجاء البيضاوي بالبطولة عام 1999 على حساب الترجي، في المقابل بات يتعين على الأهلي الفوز بأي نتيجة، أو التعادل الإيجابي بأكثر من 1-1، للتتويج بلقبه التاسع في البطولة، وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الفرق حصولاً عليه.

ويحلم الأهلي بتكرار سيناريو فوزه باللقب عامي 2006 و2012، على حساب الصفاقسي والترجي التونسيين، حينما سقط في فخ التعادل 1-1 ذهاباً في ملعبه، قبل أن يقلب الأمور رأساً على عقب ويفوز خارج ميدانه في مواجهتي الإياب.

كما أن مواجهة الأهلي مع الترجي في دور الثمانية بنسخة البطولة الحالية مازالت عالقة في أذهان محبيه، بعدما نجح في تعويض تعادله المخيب 2-2 على ملعبه، ذهاباً، بتحقيق فوز ثمين 2-1 في لقاء الإياب الذي جرى بعقر دار منافسه التونسي، ليظفر ببطاقة التأهل للدور قبل النهائي.

وترى جماهير الأهلي أن فريقها يمتلك القدرة على قلب المعطيات في الدار البيضاء والعودة بكأس البطولة إلى بلاده، وهو ما ظهر بوضوح في مؤازرتها غير المسبوقة للفريق خلال تدريبه الأخير بالقاهرة، الثلاثاء الماضي قبل السفر إلى المغرب.

في المقابل شدد حسام البدري، مدرب الأهلي، على صعوبة المهمة التي ستواجه فريقه في لقاء الإياب، معربا في الوقت نفسه عن تفاؤله باجتياز المواجهة الصعبة بما يمتلكه من لاعبين، يتمتعون بالخبرة اللازمة للتعامل مع مثل تلك المباريات الحساسة.

وصرح البدري للمركز الإعلامي لناديه بقوله: "المباراة التي تقام على أرضية ملعب كرة القدم بالمركب الرياضي محمد الخامس ستكون صعبة للغاية، لكن اللاعبين لديهم خبرات كبيرة تمكنهم من اللعب تحت أي ضغوط وفي أي ظروف".

ويضم الأهلي مجموعة من العناصر التي لديها عامل الخبرة، حيث يمتلك لاعبين دوليين ساهموا في تأهل المنتخب المصري لنهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا، مثل عبدالله السعيد وأحمد فتحي ورامي ربيعة، وخلفهم الحارس شريف إكرامي.

وأضاف مدرب الأهلي: "الفريق لم يكن موفقاً في لقاء الذهاب، رغم الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون، لكن لدينا جميعاً رغبة قوية للغاية في العودة بكأس البطولة إلى القاهرة، وحجز بطاقة التأهل لكأس العالم للأندية للمرة السادسة".

ويفتقد الأهلي خدمات 3 من أبرز عناصره الأساسية بسبب الإصابة، إذ يتعلق بالأمر بالظهير الأيسر التونسي علي معلول، ولاعب الوسط المدافع المخضرم حسام عاشور، وصانع الألعاب صالح جمعة.

وخلال القرن الحالي لم تغب البطولة الأقوى والأهم على مستوى الأندية الأفريقية عن خزينة الأهلي أكثر من 4 أعوام، بعدما توج بها سنوات 2001 و2005 و2006 و2008 و2012 و2013.

ويمتلك الأهلي سجلاً جيداً للغاية خلال مواجهات النهائي، فخلال عشرة نهائيات خاضها الفريق المصري، طوال مسيرته الحافلة في البطولة، لم يخفق في الفوز باللقب سوى مرتين فقط.

من جهة أخرى فإن الفائز بلقب دوري أبطال أفريقيا سوف تنتعش محفظته المالية بالحصول على 5ر2 مليون دولار، فيما سينال صاحب الوصافة في هذه التظاهرة نصف حصة البطل، بقيمة 25ر1 مليون دولار.