من سباق أبوظبي 2017 (أرشيف)
من سباق أبوظبي 2017 (أرشيف)
الخميس 23 نوفمبر 2017 / 12:16

أرقام جديدة تسجلها حلبة ياس في سباق أبوظبي للفورمولا1

شهد موسم 2017 من بطولة العالم للفورمولا1 تغييرات جذرية على قوانين البطولة، غيرت من السيارات بشكل كبير عما اعتاد الجمهور على مشاهدته خلال السنوات الماضية، وزاد عرض السيارة وازدادت مساحة تماس الإطارات بمسار السباق، مما زاد من سعادة السائقين.

ولازدياد المساحة العرضية أثر في غاية الأهمية، فزيادة عرض الإطارات زادت من مستويات الثبات، فيما أتاحت البنية الجديدة للإطارات التي طورتها بيريللي للسائقين الخروج من المنعطفات بشكل أفضل. وزاد عرض الإطارات الأمامية من 245 ملم إلى 305 ملم، فيما زاد عرض الإطارات الخلفية من 325 ملم إلى 405 ملم، وهو هي قفزة نوعية بمقاييس الفورمولا1.

وبشكل عام ازداد عرض السيارة من 1800 ملم إلى 2000 ملم، وازداد عرض الجناح الأمامي من 1650 ملم إلى 1800 ملم، أما الجناح الخلفي فانخفض الحد الأعلى لارتفاعه إلى 800 ملم، لتتقلص أزمنة اللفات بشكل دراماتيكي.

وشهد 2017 فترة تعد الأسرع في تاريخ سباقات الفورمولا1 التي تمتد 86 عاماً. فعلى سبيل المثال شهد السباق الافتتاحي للبطولة في ملبورن مفاجأة كبيرة حين فاز سيباستيان فيتيل باللقب مع فريق فيراري، والأهم من ذلك فقد حطم السائق الألماني الرقم القياسية لحلبة ألبرت بارك، محققاً زمناً قدره دقيقة و26.838 ثانية، وهو أسرع زمن شهدته الحلبة منذ 2004، حين كانت منافسة الإطارات على أشدها.

وعلق فيتيل: "الفارق الأهم يكمن في القدرة على قيادة سيارة تقدم أداءً جيداً، فالسيارة الجديدة مذهلة بشكل عام، وتوفر قيادتها تجربة رائعة للجميع، وهذا يتضمن السائقين والمشجعين على حد سواء".

والأهم من ذلك كانت الانطلاقة من المركز الأول التي انتزعها كيمي رايكونن لصالح الفريق الإيطالي، واجتاز الفنلندي الطائر مسار الحلبة على متن سيارة فيرري الجديدة بزمن قدره دقيقة و22.188 ثانية، وكان ذلك بزمن أسرع بـ 1.341 ثانية من أسرع زمن للتجارب التأهيلية شهدته حلبة ملبورن منذ 2011.

والآن مع اقتراب موسم 2017 من نهايته وفي السباق الأخير في البرازيل قبل وصول البطولة إلى حلبة مرسى ياس، عاد فيتيل لتسجيل الانتصارات مجدداً، وإن كان الوقت متأخراً لإحداث فرق في تحسين فرصه للفوز بلقب البطولة، لكن في هذه المرة كان ماكس فيرستابن من حطم الرقم القياسي للفة الأسرع في السباق على حلبة إنترلاغوز، محققاً زمناً قدره دقيقة و11.044 ثانية أي أسرع بـ3 أعشار من الثانية من أسرع زمن شهدته الحلبة الذي كان في 2004.

ومجدداً شهدت التجارب التأهيلية تحقيق رقم قياسي جديد، سجله هذه المرة فالتيري بوتاس من فريق مرسيدس حين ضمن موقعه في الموقع الأول على خط الانطلاق محطماً الرقم القياسي للتجارب التاهيلية. وسجل بوتاس زمناً قياسياً قدره دقيقة و8.322 ثانية ليتقدم على فيتيل، فيما لم يتمكن أي سائق آخر من اجتياز مسار السباق في ساو باول بزمن أقل من دقيقة و10 ثوان.

وأسهم تفاعل الأداء الإيروديناميكي المحسن والإطارات الأفضل مع الطاقة الهائلة التي يوفرها المحرك الهجين سداسي الأسطوانات ذي سعة 1.6 ليتر، بإعادة المنافسة إلى هذه الفئة التي كان هدفها دائماً أن تكون المقياس الأول للتطور عالمياً في عالم رياضة سباق السيارات.

وقد يحمل المستقبل مزيداً من التغييرات، فهل من الممكن أن يشهد هيكل السيارة تعديلات إضافية في العام المقبل؟ لا يزال فريق ماكلارين وحده يعارض تغيير تصميم زعنفة القرش الكبيرة، التي تمتد من وراء مقصورة القيادة وصولاً لخلفية السيارة.

كما أكد روس براون، المسؤول عن إدارة الجانب الرياضية للفورمولا1، فإن المحركات تشهد مجموعة من التغييرات التقنية التي يسري مفعولها ابتداءً من عام 2021.

وعلق حول ذلك قائلاً: "يتمتع المحرك الحالي بتصميم هندسي رائع، لكنه ليس بمحرك مثالي للسباقات".

وأكد براون على هذه النية بقوله: "إن المحرك الحالي ذو كلفة كبيرة، وصوته منخفض، ويضم أجزاءً يسبب التحكم في عدد مرات استخدامها عقوبات تتسبب بالتراجع مراكز على خط الانطلاق، كما أن هناك فوارق كبيرة في الأداء بين الفرق المتنافسة، ومن المستبعد أن نشهد دخول لاعب جديد لينافس في مجال تصنيع المحركات".

ولكن هل ينفذ فريق فيراري صاحب التاريخ الطويل في رياضة الفورمولا1 تهديده المبطن بالانسحاب من الرياضة وسباقاتها؟ أم سيتوصل الطرفان لحل وسطي؟ وإذا حدث ذلك هل تواصل سباقات الفورمولا1 تسجيل أرقام جديدة أينما حلت؟

وفيما ينتظر عشاق الرياضة الإجابة على هذه الأسئلة، ينتظر زوار سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1 لعام 2017 في أبوظبي إنجازاً آخر، فحتى هذه اللحظة لا يزال الرقم القياسي لأسرع لفة في السباق دقيقة و40.279 نفسه منذ 2009، فيما يبلغ الزمن القياسي لأسرع لفة في التجارب التأهيلية دقيقة و38.481 على حاله منذ 2011، وكان فيتيل سجل كلا الرقمين حين كان في صفوف فريق ريد بُل رينو.

يتوقع الجميع تحطيم هذين الرقمين وتقليصهما بفارق كبير في هذا الموسم، ومن المؤكد أن تختتم البطولة برقم جديد تحتفل به حلبة مرسى ياس.