جاب من لقاء سابق بين الفريقين (أرشيف)
جاب من لقاء سابق بين الفريقين (أرشيف)
الجمعة 22 ديسمبر 2017 / 09:12

من فوز كاسح لـ"المكي" إلى سيطرة كاتالونية.. هكذا تقلبت موازين القوى

يبدو أن الأربعة شهور الأخيرة منذ آخر مواجهة "كلاسيكو" جمعت بين قطبي الكرة في إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، غيرت الكثير من الأمور داخل أروقة الكبيرين، من فوز كاسح لأصحاب القميص "الملكي" في إجمالي مواجهتي كأس السوبر (5-1)، لسيطرة كتاالونية مطلقة على صدارة الليغا وبفارق 11 نقطة عن غريمه التقليدي، قبل موقعتهما السبت المقبل على ملعب "سانتياغو برنابيو" في الجولة 17.

ولكن ماذا حدث داخل كواليس المعسكرين خلال الفترة الماضية؟.

برشلونة كان يمر بمرحلة تخبط كبيرة على المستويين الإداري والرياضي، بداية من تغيير الإدارة الفنية بخروج لويس إنريكي وقدوم إرنستو فالفيردي، مروراً برحيل مفاجئ لأحد نجوم الفريق وضلع مهم ضمن المثلث الذهبي المعروف بـ"إم إس إن"، البرازيلي نيمار دا سيلفا، نهاية بخسارة موجعة للقب السوبر المحلي على يد "الميرينغي" والظهور بشكل باهت للغاية خلال مواجهتي الذهاب والإياب.

إلا أن الأمور سرعان ما تحولت وكأن شيئاً لم يكن، وتمكن المدرب الباسكي من قيادة دفة الفريق بحرص وحكمة شديدين من أجل المرور به لبر الأمان وهو ما حدث.

فـ"البلوغرانا" تحت قيادة فالفيردي راح يحصد النقاط تلو الأخرى، ليس فقط على صعيد الليغا ولكن أيضاً في دوري الأبطال، وهو ما يفسره بشكل واضح ما يقال عن أن مدرب أتلتيك بلباو السابق من نوعية المدربين الذي يفضلون الحوار مع لاعبيهم.

ويبدو أن هذه الفلسفة كان لها بالغ الأثر في تحول المشهد داخل صفوف الفريق، وهو ما آتى بثماره بالفعل فيما يتعلق بالنتائج، رغم اتهام الكثيرين لنسخة الفريق الحالية بأنها تفوز دون إقناع ومتعة، لاسيما بعد تغيير الرسم الخططي المعتاد على مدار أجيال متعاقبة وهو (4-3-3)، وانتهاج أساليب خططية مختلفة.

ولكن الواقع والنتائج تقول عكس ذلك، وفارق الـ11 نقطة عن الريال، الذي لعب مباراة أقل، يعتبر الأكبر بين الفريقين خلال السنوات الأخيرة، فالبرسا يغرد في الصدارة وحيداً، بينما هناك الكثير من الشكوك تحوم حول كتيبة الفرنسي زين الدين زيدان منذ بداية الموسم.

ومنذ بداية الليغا، لم يتفوق الفريق "الملكي" وحامل اللقب عن غريمه الكاتالوني في الترتيب سوى في الجولة الأولى، عندما تغلب خارج قواعده بثلاثية نظيفة أمام ديبورتيفو لا كارونيا، بينما فاز رفاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بثنائية نظيفة أمام جماهير "كامب نو" على حساب ريال بيتيس.

وفي الجولة التالية مباشرة، بدأ ناقوس الخطر يدق داخل أروقة الفريق "الملكي"، عندما سقط في فخ التعادل الإيجابي بهدفين في عقر داره أمام فالنسيا، ثم يتكرر الأمر ولكن هذه المرة أمام منافس أقل في الإمكانيات والتاريخ وهو ليفانتي، الصاعد حديثاً، الذي خرج بتعادل إيجابي بهدف.

واستمر فارق النقاط بين الكبيرين في الازدياد في الجولة الخامسة، عندما تجرع الفريق خسارته الأولى في الموسم وعلى ملعبه "سانتياغو برنابيو" أمام ريال بيتيس.

وبعد انقضاء 16 جولة من عمر المسابقة، 15 بالنسبة للريال، تصب جميع الأرقام في صالح البرسا، الذي فاز في 13 مباراة وتعادل في 3 فقط، بينما لا تزال خانة الهزيمة لديه نظيفة، مسجلاً 42 هدفاً مقابل 7 سكنت شباكه.

في المقابل، حصد رفق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال الـ15 جولة السابقة 9 انتصارات، مقابل 4 تعادلات وخسارتين، مسجلاً 30 هدفاً، بينما اهتزت شباكه في 11 مناسبة.

ولا يختلف المشهد كثيراً في دوري الأبطال، فبينما احتل برشلونة صدارة الترتيب في مجموعته، التي كانت تضم إلى جانبه يوفنتوس الإيطالي وأوليمبياكوس اليوناني وسبورتنغ لشبونة البرتغالي، حجز الريال مقعده في ثمن النهائي كوصيف خلف توتنهام هوتسبر الإنجليزي، ليجد نفسه في مواجهة من العيار الثقيل أمام باريس سان جيرمان الفرنسي.

وخلال الـ4 أشهر الماضية، استطاع البرسا أن يمر من كبوته سريعا بفضل تألق نجمه الأول ليونيل ميسي، متصدر هدافي المسابقة المحلية بـ14 هدفاً، دون نسيان التوهج الواضح للوافد الجديد الصيف الماضي، البرازيلي باولينيو، وعرين الفريق الذي يبدو في أيد أمينة مع الألماني مارك أندريه تير شتيغن الذي يمر بأفضل فتراته.