لاعبو التنس فيدرر ونادال وسيرينا (أرشيف)
لاعبو التنس فيدرر ونادال وسيرينا (أرشيف)
الجمعة 29 ديسمبر 2017 / 12:16

حصاد 2017: عودة كبار التنس لمنصات التتويج

اكتفت سيرينا وليامز بأسبوعين فقط في يناير (كانون الثاني) المضي للتأكيد على عظمتها، قبل أن يستمر روجر فيدرر ورفائيل نادال خلال بقية 2017 في تذكيرنا بأسباب استمرار ازدهار التنس وتألقه.

وعندما فازت سيرينا على شقيقتها الكبرى فينوس في نهائي أستراليا المفتوحة لتحصد اللقب 23 في البطولات الأربع الكبرى، وهو رقم قياسي في عصر الاحتراف، بدا من سيطرتها المطلقة أن الحصول على ألقاب البطولات الأربع الكبرى في عام ميلادي واحد هو أمر ممكن تحقيقه.

لكن بدلاً من ذلك كانت هذه آخر مباراة لعبتها سيرينا طيلة العام الذي انتهى باحتفالها بحدث أكثر سعادة.

وبعد ذلك أعلنت فجأة أنها كانت حاملاً في أسبوعها الثامن عندما فازت في ملبورن بدون أن تخسر أي مجموعة، ووضعت في سبتمبر (أيلول) الماضي طفلتها أليكسيس أولمبيا.

وقالت سيرينا إن أول حرفين في اسم ابنتها بالانجليزية وهما "أيه أو" إشارة إلى أستراليا المفتوحة، وستعود إلى هناك في يناير بعمر 36 عاماً، سعياً لمعادلة رقم مارجريت كورت القياسي بالحصول على 24 لقباً في الفردي في البطولات الأربع الكبرى.

لكن "الأم الخارقة" سيرينا سيتعين عليها فعل المزيد للتفوق على استعراض فيدرر-نادال الخيالي في 2017، إذ بدا أنهما استقلا آلة الزمن ليتقاسما الألقاب الأربع الكبرى في الموسم.

وربما بدا ذلك منافياً للعقل في بداية 2017، إذ لم يملك فيدرر بعمر 35 عاماً في ذلك الوقت فرصة بعد غيابه ستة أشهر بسبب إصابة، وظهور نادال بعمر 30 عاماً ظلا للاعب المسيطر السابق بعدما ابتلي بإصابات في الركبة.

لكن اللاعبين قدما نهائياً مذهلاً في ملبورن انتهى بفوز فيدرر في خمس مجموعات، ليعيدا إحياء وتشكيل المنافسة الأكثر بريقا في عالم التنس.

وبإعادة اكتشاف ضرباته الخلفية الهجومية القاتلة فاز فيدرر على غريمه في جميع مواجهاتهما الأربع في 2017، لكن باعترافه بأهمية الحصول على راحة قرر عدم المشاركة في جميع البطولات المقامة على الملاعب الرملية المرهقة.

وكان محقاً عندما توقع أن نادال لا يمكن إيقافه كما هو معتاد في مملكته على ملاعب رولان غاروس، إذ حقق اللاعب الاسباني لقبه العاشر في فرنسا المفتوحة بدون خسارة أي مجموعة، بعد أن سحق ستانيسلاس فافرينكا في المباراة النهائية.

ثم ظهر فيدرر المنتعش بصورة هائلة في ويمبلدون ليحصد لقبه القياسي الثامن بنفس الطريقة المثالية، بعدما تفوق على مارين شيليتش المبتلي بالإصابات ليحصد اللقب 19 في البطولات الأربع الكبرى.

وقام نادال بما يلزم لينتصر في منافستهما على صدارة التصنيف العالمي في أغسطس (آب) الماضي، بعدما تأثر أداء فيدرر بمشاكل في الظهر وشق اللاعب الإسباني طريقه نحو اللقب 16 في البطولات الأربع الكبرى بالفوز على لاعب جنوب أفريقيا كيفن أندرسون في نهائي أمريكا المفتوحة.

وبالتأكيد فإن سيطرة الثنائي ساعدتها إصابات آندي موراي (المصنف الأول سابقاً) ونوفاك ديوكوفيتش وأدى خروجهما السيء في ويمبلدون بهما للسير على خطى فيدرر بالحصول على الراحة والنقاهة.

وسيعودان في ملبورن وأيضاً غريغور ديميتروف متصدر بقية مجموعة المطاردين، الذي حصد لقب البطولة الختامية لموسم تنس الرجال في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن فيدرر، الذي خسر خمس من 57 مباراة وحصد سبعة ألقاب، ترك انطباعاً غريباً بأنه يقدم أفضل أداء.

كما ستعود سيرينا بعدما أدركت على ما يبدو أنه لا توجد لاعبة تملك الكفاءة أو الطموح لانتزاع سيطرتها على منافسات السيدات.

وتناوبت أربع لاعبات على صدارة تصنيف المحترفات في 2017، وهن آنجليكه كيربر وكارولينا بليسكوفا وغاربيني موغوروزا، الفائزة في ويمبلدون على حساب فينوس وليامز البالغ عمرها 37 عاماً، وسيمونا هاليب التي انهت العام في الصدارة.

وسقطت هاليب في أكبر البطولات وخاصة الهزيمة أمام اللاتفية إيلينا أوستابنكو البالغ عمرها 20 عاماً في نهائي فرنسا المفتوحة، والتي ربما تكون الانتصار الأكبر للاعبة شابة لم يسبق لها الفوز بإي بطولة.

أما بالنسبة لأفضل عودة في العام فهي بالتأكيد تخص بترا كفيتوفا التي عادت بعد تعرضها لهجوم بسكين كاد أن ينهي مسيرتها لتفوز بشكل مفاجئ بلقب في مشاركتها الثانية فقط في بطولات المحترفات.

ثم ظهرت سلون ستيفنز، التي بعد غياب 11 شهراً بسبب إصابة في القدم احتاجت إلى خضوعها لجراحة ووجودها في التصنيف 957 قبل البطولة بشهر واحد، لتفوز بلقب أمريكا المفتوحة على أرضها بعد الفوز على صديقتها ومواطنتها ماديسون كيز.