جولين لوبيتيغي أعاد الحياة لمنتخب إسبانيا (أرشيف)
جولين لوبيتيغي أعاد الحياة لمنتخب إسبانيا (أرشيف)
الجمعة 1 يونيو 2018 / 20:56

كيف أعاد لوبيتيغي الهيبة لمنتخب "الماتادور"؟

تربعت إسبانيا على عرش كرة القدم العالمية على مدار 4 أعوام، ثم تراجعت في المستوى بسبب عدم اتساق الأداء في آخر بطولتين كبيرتين، لكن المدرب جولين لوبتيغي يقول إن الفريق في ثوبه الجديد مستعد لحفر اسمه في تاريخ كأس العالم، التي تنطلق في روسيا 14 يونيو (حزيران) الجاري.

وقضى لوبتيغي، حارس مرمى رايو فايكانو سابقاً، الذي انضم لفترات قصيرة إلى برشلونة وريال مدريد، معظم مسيرته التدريبية في صفوف منتخبات إسبانيا، حيث فاز ببطولة أوروبا مع منتخبي إسبانيا (تحت 19 عاماً)، و21 عاماً، قبل أن يتولى تدريب الفريق الأول في أغسطس (آب) 2016.

وكان سلفه فيسنتي ديل بوسكي قاد إسبانيا لأول لقب بكأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، وللتتويج ببطولة أوروبا في 2012، لكن النجاح الكبير أتبعه خروج من دور المجموعات بكأس العالم الأخيرة في 2014، وهزيمة أمام إيطاليا بدور الـ16 لبطولة أوروبا 2016.

وقال لوبتيغي: "عندما تواجه لحظة مؤلمة بعد الخروج من بطولة، أول شعور ينتابك هو الحزن، لكن عندما وصلت إلى هنا كان هذا الشعور ولى، وكان يوجد إحساس بالحماسة لمواصلة المسيرة ونسيان تلك البطولة والإعداد للبطولة التالية".

وأضاف: "وجدنا فريقاً مثالياً في كل شيء. فريق يموج باللاعبين المتميزين، ومسألة أنه ذهب إلى بطولة ولم يقدم ما كان متوقعاً منه، لا تعني أن كل شيء في حالة فوضى".

وتابع: "بالعكس، وجدنا فريقاً عظيماً، ونسعى لرسم مسارنا الخاص ونحاول الارتقاء ورفع مستوانا".

ويتحدث لوبتيغي دوماً عن نجاح ديل بوسكي، لكن بمجرد توليه المسؤولية لم يتردد في إجراء تغيير كبير بتشكيلة الفريق، وأقدم على استبعاد أسماء كبيرة، منهم القائد وحارس المرمى إيكر كاسياس، وسيسك فابريغاس وبيدرو، ثنائي تشيلسي.

وقال: "أدركنا أنه ينبغي علينا إجراء بعض التغييرات من أجل صالح الفريق، ودوماً تختار لاعبين وتستبعد آخرين".

وأوضح: "يوجد لاعبون لهم أهمية كبيرة لنا ويتمتعون بمستويات كبيرة، لكن عند نقطة معينة لا يمكن اختيارهم، وهذا لا يعني أنه لا يمكن عودتهم، فالباب مفتوح دوماً للجميع، لكن في بعض الأحيان ينبغي عليك أن تتخذ بعض القرارات الصعبة".

جيل جديد
ولم يبق من تشكيلة الفريق صاحب أول خطوة نحو صعود إسبانيا لعرش الكرة العالمية حين فاز ببطولة أوروبا 2008 سوى 4 لاعبين فقط، وهم حارس المرمى بيبي رينا، وديفيد سيلفا، وأندريس إنييستا، وسيرجيو راموس.

وضم المدرب لأصحاب الخبرة هؤلاء جيلاً جديداً متشوقاً للنجاح، كان كثير منهم ضمن منتخبي إسبانيا تحت 19 و21 عاماً، وهم ساؤول نيغيز، وكوكي، لاعبا أتلتيكو، والرائع إيسكو صانع لعب ريال مدريد، ورودريغو مورينو مهاجم فالنسيا.

وتستضيف إسبانيا الأحد منتخب سويسرا في مباراة ودية استعداداً لكأس العالم، قبل أن تسافر إلى معسكرها في كراسنودار بروسيا، حيث ستواجه تونس في آخر مباراة ودية قبل انطلاق النهائيات.

وأوقعت القرعة المنتخب الإسباني في المجموعة الثانية مع البرتغال، أكبر منافس على قمة المجموعة وكذلك المغرب وإيران.

ولا يوافق لوبتيغي على مقارنة فريقه بالجيل الذهبي الذي هيمن على الكرة العالمية، وأصبح أول منتخب يفوز بـ3 بطولات دولية كبيرة على التوالي.

وقال: "مقارنة أي جيل بجيل استثنائي في كرة القدم الإسبانية اعتبره أفضل جيل على الإطلاق في كرة القدم العالمية، هو أمر صعب وليس منصفاً للاعبين الشبان".

انتصارات كبيرة
شقت إسبانيا طريقها لكأس العالم بسجل رائع شهد الفوز في 9 مباريات، والتعادل مرة واحدة وتسجيل 36 هدفاً.

وخاض المنتخب 18 مباراة بدون هزيمة تحت قيادة لوبتيغي، وبعد الفوز الكبير على إيطاليا 3-0 في التصفيات، والانتصار الساحق 6-1 على الأرجنتين، في آخر مباراة ودية، بات الفريق مرشحاً للفوز بكأس العالم.

لكن لوبتيغي يرفض المبالغة، وقال: "الترشيح ليس لقباً، إنه وصف، وأنت تفوز بالألقاب بفضل ما تقدمه على أرض الملعب".

وبجانب أنها فرصة لإسبانيا لإعادة إثبات نفسها كأفضل منتخب بالعالم، تقدم النهائيات فرصة للوبتيغي ليثبت أنه من المدربين الكبار، بعدما أقيل من أول دور كبير له مع بورتو في يناير (كانون الثاني) 2016.

وقال لوبتيغي: "في كرة القدم لا يمكن أن تعرف أبداً ما سيحدث غداً، هذه هي النخبة وعليك أن تكون مستعداً لأي موقف يمكن أن يحدث".

وتابع: "عندما استدعاني الاتحاد الإسباني لكرة القدم كنت مبتهجاً، ومفعماً بالأمل والحافز، وها نحن هنا".