الخميس 14 يونيو 2018 / 12:18

مقاتلون من حروب الكرملين يحرسون كأس العالم

يشارك أفراد من مقاتلي القوزاق الذين لعبوا دوراً في حملات سرية في أوكرانيا وسوريا نددت بها كييف وواشنطن باعتبارها تحظى بدعم موسكو ضمن الوحدات الروسية شبه العسكرية التي ستوفر الأمن لمباريات كأس العالم.

وقالت قيادات من القوزاق ومسؤولين محليين إن أكثر من 800 فرد ينتمون لست منظمات محلية على الأقل من القوزاق سيجوبون الشوارع ومناطق تحرك المشجعين ومقار إقامة الفرق المشاركة في البطولة، التي تبدأ اليوم الخميس وتستمر خمسة أسابيع.

وقال قادة القوزاق إنهم سيعملون في بعض المناطق في روسيا في أيام المباريات كمضيفين ومتطوعين.

وتوصلت رويترز إلى أن 19 فرداً على الأقل من هذه المنظمات شاركوا إلى جانب متمردين انفصاليين، تدعمهم موسكو في شرق أوكرانيا، أو بصفتهم متعاقدين عسكريين يحظون بمساندة موسكو في سوريا، دعماً للرئيس بشار الأسد حليف الكرملين.

وتأكدت رويترز من هويات المقاتلين وانتمائهم للمنظمات شبه العسكرية من خلال أقاربهم وأصدقائهم وزملائهم من القوزاق.

وتعتبر الحكومة الأوكرانية كل من قاتل مع الانفصاليين مجرماً، كما يعتبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الانتفاضة الانفصالية غير مشروعة، وفرضا حظراً على سفر المشاركين في القتال أو مساعدة الانفصاليين وتجميد تعاملاتهم المالية.

وينفي الكرملين تقديم دعم عسكري للانفصاليين في شرق أوكرانيا، كما يقول إنه ليس له علاقة بالمتعاقدين العسكريين الروس في سوريا، ويجرم القانون الروسي عمل المرتزقة المسلحين في الخارج.

والقوزاق مجموعة شبه عسكرية يعيش أفرادها في جنوب روسيا وأوكرانيا، ولعبوا دوراً عبر التاريخ في حراسة حدود الإمبراطورية الروسية، إلا أن هذه المجموعة تعرضت للقمع في العهد السوفيتي.

واليوم أصبح كثير من وحدات القوزاق شبه العسكرية مسجلاً لدى الحكومة المركزية، ويحظى بتمويلها مقابل ولاء أفرادها.

وتقول جماعات القوزاق إن أي فرد من أفرادها يشارك في صراعات مسلحة يفعل ذلك بصفته الشخصية.

إلا أن ثمة أدلة على أن جماعات القوزاق تدعم هذه المشاركة، فعلى سبيل المثال تنظم هذه الجماعات في كثير من الأحيان جنازات لتكريم من قتلوا خلال اشتباكات في سوريا وأوكرانيا وتنشر نعياً لهم.

وقال القائد القوزاقي ألكسندر أنيشنكو من مكتبه الذي تزينه أعلام الانفصاليين الموالين لروسيا الذين شاركوا في القتال في شرق أوكرانيا إن "200 من أفراد منظمة جيش الدون الكبير سيحرسون مناطق خارج إستاد روستوف خلال مباريات كأس العالم".

وخلال قتال ضار دار في أوائل 2015، نشر أحد قادة هذه المنظمة ويدعى سفياتوسلاف بوريسوف صوراً من شرق أوكرانيا على حسابه على شبكات التواصل الاجتماعي ظهر في إحداها أمام دبابة محترقة.

وقال بوريسوف هذا الأسبوع إنه "كان يسلم مساعدات انسانية للمتمردين الموالين لروسيا لكنه لم يشارك في القتال"، مضيفاً: "أنا رجل سلام".

وأحالت اللجنة الروسية المنظمة للبطولة أي أسئلة عن دور وحدات القوزاق إلى وزارة الداخلية، باعتبارها المسؤولة عن تأمين المباريات، ولم ترد الوزارة على طلب للتعليق.

وسُئل متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن دور القوزاق، فقال إن "الاتحاد يثق ثقة كاملة في الترتيبات الأمنية ومفهوم الأمن الشامل، الذي طورته السلطات الروسية والمنظمين المحليين للبطولة".