الجمعة 11 يناير 2019 / 22:10

القبيسي تطلع قيادات البرلمان الأوروبي على جهود الإمارات في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين

بحثت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإمارتي، أمل عبدالله القبيسي، خلال لقائها -كلاً على حدة- النائب الأول لرئيس البرلمان الأوربي، ميراد ماكغينيس، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية ديفيد ماكليستير، ورئيسة لجنة شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي، ميشال آليو ماري، سبل تعزيز علاقات التعاون البرلمانية، وتفعيل آليات التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 وفي مقدمة تلك القضايا، تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية، في ظل الالتزام العميق لدى الجانبين بتحقيق الأمن والاستقرار لمختلف شعوب ودول العالم.

وجرى خلال اللقاءات تأكيد أهمية الزيارات البرلمانية، ودور لجان الصداقة البرلمانية، تجسيداً للشراكة الاستراتيجية وعلاقات الصداقة التي تجمع قيادات وحكومات وشعوب الجانبين، وتلبي طموحات المجلس الوطني الاتحادي، والبرلمان الأوروبي في الدفع بهذه العلاقات إلى مجالات أرحب وآفاق أوسع، الأمر الذي يتطلب تعاوناً أكبر يواكب التعاون المتنامي في العديد من الجوانب الاقتصادية والبرلمانية والسياسية والثقافية، وفي جوانب عديدة مهمة مثل الطاقة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا، والمجالات الثقافية والتعليمية.

وأطلعت القبيسي قيادات البرلمان الأوروبي على جهود دولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني والتنموي باعتبارها أكبر مانح للمساعدات الإنسانية، قياساً على الدخل القومي الإجمالي، في تقديم المساعدات الإنسانية والاغاثية، والتنموية للنازحين واللاجئين ومد يد العون لضحايا الحروب، والنزاعات المسلحة والمتضررين من الكوارث الطبيعية، فضلاً عن كونها مساهم فاعل في حل الأزمات، من خلال تبنيها نهج التسامح والتعايش وحرصها على تحقيق الأمن والاستقرار عبر الحلول السلمية والدبلوماسية لمختلف الأزمات في المنطقة والعالم.



وتناولت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي خلال اللقاءات رؤية دولة الإمارات في استشراف المستقبل، وتمكين المرأة والشباب والتخطيط للمستقبل، مشيرة إلى أن الدولة تتبنى إعلاء قيم التسامح واستحدثت له وزارة تعد الأولى على مستوى العالم، وأعلنت أن 2019 عام للتسامح، وأنشأت جائزة عالمية ومعهداً دولياً للتسامح، بهدف تكريم رموز التسامح العالمي في مجالات الفكر الإنساني والإبداع الأدبي والفنون الجمالية، وبناء قيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح، فيما يقدم المعهد المشورة والخبرات اللازمة في مجال السياسات التي ترسخ قيم التسامح بين الشعوب ونشر الدراسات بالتنسيق مع المؤسسات الثقافية المعنية في العالم العربي من أجل ترسيخ مبادئه لدى الأجيال.



واستعرضت القبيسي جهود دولة الإمارات ودورها في محاربة الإرهاب والتطرف، وسعيها لتعزيز القانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والحفاظ على السيادة الوطنية.

وبحثت القبيسي مع النائب الأول لرئيس البرلمان الأوروبي، سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين المجلس والبرلمان الأوروبي، في ظل العلاقات المتميزة بين الجانبين.

وأكدت أهمية الدور الذي تلعبه البرلمانات في التقارب بين الشعوب ومد جسور التواصل الحضاري، وتوحيد الجهود للحفاظ على أمن واستقرار العالم، واحترام سيادة دول الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية، وعدم إشعال الفتن الطائفية والامتناع عن دعم المليشيات الإرهابية.

بدورها، رحبت النائب الأول لرئيس البرلمان الأوروبي، بالقبيسي، والوفد المرافق، مؤكدة أهمية هذه الزيارة وما تضمنته من لقاءات وتنظيم معرض للهلال الأحمر الاماراتي، وندوة نظمها المجلس الوطني الاتحادي وتناولت المساعدات الإنسانية والإنمائية التي تقدمها دولة الإمارات في شتى أنحاء العالم، مشيدة بنهج دولة الإمارات في هذا المجال، ومؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يتشارك مع دولة الإمارات في العديد من المجالات، وفي مقدمتها العمل الإنساني والتنموي، ومكافحة الإرهاب والتطرف والتطلع لمستقبل آمن.



وقدمت ماكغينيس شرحاً عن البرلمان الأوروبي، لا سيما في مجالات تعزيز الحوار بين اتباع مختلف الديانات، مثمنة ما وصلت له دولة الإمارات من تطور في تبني نهج التسامح والتعايش، وتمكين المرأة، مضيفة أن الإمارات تعتبر من الدول المتميزة في هذا المجال، مشيرة إلى أن قرار زيادة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% يعتبر خطوة سباقة عالمياً.

وقالت: إن البرلمان الأوروبي يشارك دولة الإمارات جهودها بشأن مكافحة الإرهاب، ويشيد بدورها ونهجها ورؤيتها التي تتبناها في هذه المجالات.

وفي ختام اللقاء، قدمت القبيسي دعوة إلى النائب الأول لرئيس البرلمان الأوربي لزيارة دولة الإمارات وحضور الحوار العالمي بين الأديان الذي سينعقد خلال زيارة بابا الفاتيكان لدولة الإمارات.

وفي لقاء آخر مع رئيسة المجلس الوطني الاتحادي مع ماكليستر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، أكدت القبيسي أهمية دور الدبلوماسية البرلمانية في دعم توجهات ورؤية الجانبين في تبني القضايا ذات الاهتمام المشترك، والدفاع عنها والتنسيق خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الدولية.

وأكدت عمق علاقات التعاون الإماراتية الأوروبية، مستعرضة النتائج التي تحققت من الزيارة، وفي مقدمتها إطلاع البرلمانيين الأوروبيين على جهود الدولة فيما يخص المساعدات الإنسانية من خلال تنظيم معرض وندوة بهذا الشأن، بمشاركة العديد من البرلمانيين من مختلف التوجهات والأحزاب، وأيضاً يمثلون برلماناتهم الوطنية في البرلمان الأوروبي.

بدوره أكد ماكليستر أن الإمارات تعتبر شريكاً مهماً للبرلمان الأوروبي، الأمر الذي ينعكس من خلال الزيارات المتبادلة، مشيراً إلى التطور الملحوظ في العلاقات، منوهاً إلى حرصه على التنسيق مع المجلس الوطني الاتحادي ومختلف المؤسسات والمنظمات الإماراتية.

وفيما يخص الإرهاب، أشار إلى أن البرلمان الأوروبي يشارك دولة الإمارات جهودها بشأن محاربة الإرهاب ويشكر دورها في مكافحته.



وفي ختام اللقاء، قدمت القبيسي دعوة رسمية إلى ماكليستر لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولدى اللقائها مع آليو ماري رئيسة لجنة شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي، أكدت القبيسي، عمق العلاقات الثنائية التي تربط المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان الأوروبي، خاصة لجنة شبه الجزيرة العربية، وأعربت معاليها عن شكرها لماري على الدعم القوي الذي تقدمه لجهود المجلس، ولاسيما التعاون في تنظيم الندوة والمعرض اللذين تناولا جهود المساعدات الإنسانية الإماراتية.

وأشارت معاليها إلى إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 2019 عاماً للتسامح في دولة الإمارات، وترسيخ ونشر قيمه من خلال عمل مؤسسي مستدام.

كما أشارت معاليها للزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان لدولة الإمارات، والتي تعتبر الزيارة الأولى من نوعها إلى منطقة الخليج العربي، والتي تعكس الدور الحضاري لدولة الإمارات في نشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان، وترسيخ حوار الحضارات والأديان، وإمكانية الاستفادة من هذه الزيارة من تشكيل لجنة مشتركة معنية بالتسامح.
وأكدت القبيسي أهمية العلاقات والمصالح الاقتصادية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، خاصة وأن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ في عام 2017 نحو 143 مليار دولار.

من جانبها، أشادت ماري بالجهود المبذولة في إنجاح أعمال الندوة والمعرض، وانبهارها بالحضور للفعاليتين، اللتين حققتا أهدافهما ونجحتا في إطلاع الجانب الأوروبي على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في الجانب الإنساني، ودعمها للاستقرار والأمن في مختلف المناطق حول العالم.

واقترحت القبيسي إمكانية نقل هذه التجربة وتنظيم فعاليات مماثلة في بلدان الاتحاد الأوروبي، وليس البرلمان الأوروبي فقط، وإطلاع الشعب الأوروبي لجهود وإنجازات دولة الإمارات على مختلف القطاعات خاصة الاجتماعية والثقافية منها، كما اقترحت إمكانية الشراكة بين الهلال الأحمر الإماراتي والصليب الأحمر الدولي في توحيد وتنظيم المعارض المشتركة لإبراز الجهود الإنسانية حول العالم.

وأشادت ماري، بالتجربة الرائدة لدولة الإمارات في مختلف المجالات التنموية، قائلة: "يمكن للبرلمان الأوروبي الاستفادة من هذه التجارب والخبرات خاصة في رعاية كبار السن والأيتام"، حيث عبرت عن انبهارها بنوعية الخدمات المقدمة لهذه الفئات ورغبتها في نقل هذه التجربة للبلدان الأوروبية.

وفي شأن الخطوات المستقبلية، اقترحت إمكانية تشكيل مجموعة عمل من البرلمانيين وغير البرلمانيين يعملون على دراسة تطوير أوجه التعاون بين الجانبين.

حضر اللقاءات، التي جرت بمقر البرلمان بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وفد المجلس الوطني الاتحادي الذي يضم كلاً من: النائب الثاني لرئيسة المجلس، عبد العزيز عبد الله الزعابي، ومحمد عبد الله المحرزي، وجاسم عبد الله النقبي، وعائشة راشد ليتيم، ومحمد عيسى ومحمد عيسى بوشهاب السويدي، سفير الدولة لدى مملكة بلجيكا، و أمين عام المجلس، أحمد شبيب الظاهري.