الإثنين 13 مايو 2019 / 23:00

محمد بن زايد يشهد محاضرة "علم الابتكار: قابلية التأقلم بشكل طبيعي"

شهد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الإثنين، محاضرة بعنوان علم الابتكار: قابلية التأقلم بشكل طبيعي"، والتي ألقاها الدكتور بو لوتو أحد أشهر علماء الأعصاب والابتكار في العالم.

وربط المدير المؤسس لمختبر غير المتأقلمين الدكتور بو لوتو، بين الابتكار والتسامح، مشيراً إلى أن "الإمارات التي تعد أحد أبرز الدول اتخذت من الابتكار وسيلة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية فيما تحتفي هذا العام بالتسامح".

تحقيق الريادة
ونوه إلى أن الابتكار يبدأ بالإقرار بعدم المعرفة ومن ثم بنائها بشكل مترابط يخدم احتياجات الإنسان مما يولد روحاً من التواضع أساسها التسامح بين الفريق الواحد والمجتمع الواحد وكذلك باقي المجتمعات.

وقال إن "مفهومي الابتكار والتسامح مرتبطان"، مشيراً إلى أن تحقيق الريادة في الابتكار والتسامح يتطلب شجاعة بالغة تتيح للبشر التخلص من المخزون المعرفي النمطي الذي يعمل على تقييد الفكر البشري ويرسم صورة مشوشة للأشياء من حولنا و إن بدت وكأنها صحيحة في أعين الكثيرين لارتباطها بالصورة النمطية التي خزنتها عقولهم".

وأوضح أن "اعتماد الابتكار والإبداع شعارا لتجاوز التحديات والوصول إلى الأهداف الاستراتيجية يعد أمرا هاما إن لم يكن مطلباً ملحاً إلا أن الوصول إلى نتائج يتطلب الكثير من العمل والتغيير".

وأضاف بو لوتو أن "البشر بطبيعتهم أوفياء للصور النمطية وبالتالي التفكير النمطي وعليه فإن قراراتهم لا يمكن أن توصف بالابتكارية"، وقال:" إننا نكره عدم اليقين، ومع مرور الزمن تصبح الأدمغة غير قادرة على التنبؤ والتفكير بمعزل عن تلك الصور النمطية التي خزنتها تلك الأدمغة بغض النظر عن مدى صحتها.

الدماغ البشري
وأكد أن "الدماغ البشري لم يتطور بعد ليتأقلم بشكل تام"، مشيراً إلى انعدام قيمة البيانات التي تقع على حواسنا ما لم يصل الدماغ البشري لمرحلة من التطور التي تؤهله للوصول إلى الفوائد الكامنة في تلك البيانات والمعلومات والصور التي يتم تخزينها في عقولهم.

وتابع: "لا يقتصر تأثير عدم القدرة على التأقلم أو عدم القدرة على الوصول إلى القيم الحقيقية على الأفراد بل يتجاوز ذلك ليصل إلى الشركات والمؤسسات، فالشركات الأكثر نجاحاً هي التي تنجح في تقليل من عدم اليقين مستشهداً بأسلوب عمل شركات ومؤسسات خدمية عالمية"، مؤكداً أن "الأدمغة التي تدير تلك الشركات لابد أن تؤمن بضرورة هدم الصور وأساليب التفكير النمطية التي وصفها بالعدو الأول للابتكار والإبداع".

ولفت المحاضر إلى التحديات التي تواجه البشر في اتصال نحو 50% منهم بالشبكة العنكبوتية بشكل دائم وهو ما يولد ما أسماه "عموم المعرفة"، لافتاً إلى أن "تلك المسلمات من المعرفة المستقاة من الإنترنت لا تشجع على الابتكار بل إن الأصل أن ندع الفرصة سانحة أمام الأجيال المقبلة للتخيل وعدم القبول بالمسلمات النظرية التي قد يثبت نجاحها أو فشلها في المستقبل".

وتطرق إلى النمط الذي تتسم به أغلب الوظائف في العالم اليوم، مشيراً إلى أن "تلك الوظائف تتطلب مهارة الابتكار مستنداً إلى دراسة لموقع "لينكد إن" الاجتماعي والتي تشير إلى أن أكثر المهارات المطلوبة في سوق العمل الآن تتطلب مهارات الإبداع و القدرة على التأقلم".

وأوضح بو لوتو أن "حقائق كثيرة في العالم لم يتم اكتشافها حتى الآن على جميع الأصعدة الطبيعية والبيئية وحتى العلمية وهو ما يعزز لدينا القدرة على إطلاق العنان لاكتشافها منوها إلى ما أكده العلماء بشأن أن 90% من المعلومات المرئية في الدماغ تقع في المنطقة الرمادية، تحتاج إلى اكتشاف من جديد، بينما تقع 10% فقط في المنطقة الخضراء وهي التي تم التعرف إليها بإتقان".