الأربعاء 22 مايو 2019 / 22:18

محمد بن زايد وملك الأردن يشهدان محاضرة "إحداث تغيير شامل في طب الأطفال"

شهد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الحسين بن عبدالله الثاني، وعضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين الشيخ سعود بن راشد المعلا، مساء اليوم الأربعاء، محاضرة بعنوان "إحداث تغيير شامل في طب الأطفال في العالم" ألقاها كل من أستاذ طب الأطفال وعلم المناعة في معهد غريث أورموند لصحة الطفل بكلية لندن الجامعية البروفيسور بوبي غاسبر، وأستاذة علم الأعصاب في الكلية البروفيسورة مانجو كوريان، وذلك في مجلس قصر البطين.

وعبر المحاضران في بداية حديثهما عن شكرهما لرئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الشيخة فاطمة بنت مبارك، على المكرمة السخية وتبرعها بـ 60 مليون جنيه إسترليني لصالح مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال في لندن.

نقلة نوعية
وأكدا أن "مكرمة الشيخة فاطمة وقرب افتتاح المركز في يوليو (تموز) المقبل سيسهم في إحداث نقلة نوعية على مستوى طب الأطفال في العالم، حيث يعتزم استثمار المبلغ في تعزيز الأبحاث العلمية الخاصة بالعلاجات المبتكرة والعلاجات المعتمدة على علم الجينات وزراعة الخلايا، كما ستساهم المكرمة في توفير أحدث المختبرات والتقنيات الطبية الحديثة والتي ستمكّن الباحثين والأطباء من تطوير علاجات جديدة رائدة للأمراض النادرة والمعقدة".

وأوضحا أن "مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال يعد ثمرة للشراكة القائمة بين مستشفى غريت أورموند ستريت في لندن، وكلية لندن الجامعية ومؤسسة مستشفى غريت أورموند ستريت الخيرية للأطفال"، مؤكدين أنه "من المقرر أن يستقطب المركز مئات الأطباء والباحثين لإيجاد علاجات جذرية للأمراض النادرة والمعقدة لدى الأطفال".



وأكد البروفيسور بوبي غاسبر أن "المكرمة والدعم الذي تقدمه الإمارات سيسهمان في تقريب العالم من مواكبة التطورات التي يشهدها القطاع الطبي عبر دعم الأبحاث والعلاجات الرامية لإيجاد طرق مبتكرة لمعاجلة الأمراض، فيما سيوفر دعماً للاختراعات والعلاجات المبتكرة والمئات من براءات الاختراع التي من شأنها تغيير شكل العناية الطبية للأطفال في العالم، مع مراعاة الجانب الاستثماري الذي سيعاد استثماره لتعزيز متطلبات تطوير العلاجات المرتبطة بأمراض الأطفال".

وقال إن "العالم بدأ فعلياً في الابتعاد التدريجي عن العلاجات التقليدية المعتمدة على الأدوية والحبوب والأسلوب الموحّد في العلاج"، لافتاً إلى أنه رغم أن هناك 4 علاجات جينية معتمدة في أمريكا، وأوروبا في الوقت الحالي إلا أن هناك عشرات العلاجات الجديدة في طريقها إلى الاعتماد، والتعميم على مستوى العالم في الوقت القريب.

وقال البروفيسورغاسبر ، إن "6 آلاف مرض نادر تم تسجيلها خلال الفترة الماضية منها 70% تؤثر بشكل مباشر على الأطفال"، مشيراً إلى أن نسبة 80% من تلك الأمراض تمتلك أصولاً جينية، كما أن 30% من الأطفال المصابين بالأمراض النادرة في العالم يموتون قبل سن الخامسة.



حالات معقدة
واستعرض المحاضران حالات معقدة وفرت العلاجات الجينية والعلاجات المرتبطة بزرع وتعزيز الخلايا في علاجها بشكل مبهر، حيث استعرض البروفيسور غاسبر حالة طفل إماراتي يدعى حارب يتلقى العلاج في لندن بعد معاناته من خلل جيني في مستوى "الدوبامين"، مشيراً إلى أن "الفريق المعالج يعمل على إنتاج علاج جيني خاص بتلك الحالة لاستبدال العيوب الجينية".

وأجرى فريق البروفيسور غاسبر أول علاج جيني في العالم في 2001، على طفل مولود بمرض "عوز المناعة المركب الشديد" حيث لم يتطور لديه جهاز المناعة بشكل صحيح، فأصبحت حتى الأمراض البسيطة كالزكام تهدد حياته، وتضمن العلاج المبتكر الجديد إدخال نسخة صالحة من الجين المعيب في خلايا الطفل، وبعد بضعة أسابيع بدأ جهاز المناعة لديه يعمل، وبلغ الآن السابعة عشرة من العمر، وهو يتمتع بصحة جيدة.

ومنذ ذلك الحين واصل البروفيسور غاسبر وفريقه تطويرعلاجات جينية جديدة، لعدد من اضطرابات نظام الدم الأخرى، وقدّموا علاجات غيرت حياة أكثر من 60 طفلاً، وعمل فريقه أيضاً على تطوير علاجات وراثية مهمة من الجيل التالي لحالات أخرى مثل سرطان الدم المقاوم للعقاقير.


علاج فعال
من جهتها، أشارت البروفيسورة مانجو كوريان، إلى أهمية الوعي التام بالفرص التي توفرها العلاجات الجينية، وعلاجات الخلايا في شكل ومستقبل طب الأطفال في العالم.

وكانت البروفيسورة المسؤولة عن اكتشاف الجين الذي ساعد على التنبؤ بالأطفال المصابين بخلل التوتر "الدستونيا" في 2017 عبر الاستفادة من "التحفيز العميق للدماغ"، وساهم هذا الاكتشاف الذي غيّر حياة الكثيرين في تطوير علاج فعال للغاية مكّن الأطفال المصابين من استعادة القدرة على المشي.