الثلاثاء 13 أغسطس 2019 / 14:07

أخبار الساعة: الإمارات والسعودية.. خندق واحد في مواجهة التحديات

رأت نشرة أخبار الساعة أن لقاء ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قصر منى بمكة المكرمة، أمس الإثنين، عبر عن خصوصية العلاقات الإماراتية - السعودية التي تقدم نموذجاً فريداً للعلاقات بين الأشقاء، الذين يؤمنون بوحدة المصير ويعملون معاً من أجل الارتقاء بمصالح شعوبهم في التنمية والأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، كما لا يدخرون جهداً في العمل من أجل تنمية الدول العربية الشقيقة واستقرارها.

وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان "الإمارات والسعودية.. خندق واحد في مواجهة التحديات" إن هذا اللقاء جسد التوافق التامّ في الرؤى بينهما حول كيفية التصدي لمحاولات بثّ الفتنة بين أبناء اليمن الشقيق في مدينة عدن؛ من خلال دعوة الأطراف المتنازعة إلى تغليب لغة الحوار والعقل وإعلاء مصلحة اليمن العليا فوق أيّ اعتبارات، حيث تدرك الدولتان أن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية أي خلافات بين اليمنيّين في هذه المرحلة المهمة.

حرص مشترك
وأوضحت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجة إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعرب عن تقديره الكبير للحكمة التي أبدتها المملكة العربية السعودية في دعوة الأطراف اليمنية في عدن إلى الحوار في المملكة، مؤكداً "أن هذه الدعوة تجسّد الحرص المشترك على استقرار اليمن، وتمثل إطاراً مهماً لنزع فتيل الفتنة، وتحقيق التضامن بين أبناء الوطن الواحد"، وهذا إنما يعكس دعم دولة الإمارات جهود المملكة العربية السعودية لحل الأزمة الحالية بين أبناء الشعب اليمني الشقيق، وحرصها على إنجاحها؛ من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها الشعب اليمني منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس (آذار) 2015، بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة رئيسية وفاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، الذي قام، كما قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بدور تاريخي، ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وعمِل - ولا يزال - من أجل يمن ينعم شعبه بالتنمية والتقدم، وسيظل التحالف العربي إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وكل ما يحقق مصالحه في حاضره ومستقبله.

وذكرت النشرة أن كلمات ولي عهد أبوظبي أمس خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود، عبرت عن رؤية عميقة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية والتقدير الكبير الذي تحظى به المملكة وقيادتها في قلوب الإماراتيين والعرب جميعاً؛ لما قامت وتقوم به من أدوار محورية وفاعلة في الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي، حيث أكد على أمور عدة مهمة: أولها، أن المملكة العربية السعودية هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تمثله من ثِقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية، وما تتسم به سياستها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من حكمة واتزان وحسم وعزم في الوقت نفسه.

علاقات متينة
وثانيها، أن العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة السعودية كانت ولا تزال وستظل - بإذن الله تعالى - علاقات متينة وصلبة؛ لأنها تستند إلى أسس راسخة ومتجذرة من الأخوّة والتضامن والمصير المشترك، إضافة إلى الإرادة السياسية لقيادتَي البلدين الشقيقَين، وما يجمع بين شعبيهما من روابط الأخوّة ووشائج المحبة والتقدير. وثالثها، أن الإمارات والسعودية تقفان معاً، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.

ولفتت النشرة إلى أن هذه الرؤية العميقة للعلاقات الإماراتية - السعودية تؤكد أن هذه العلاقات تتسم بالصلابة والقوة والمناعة، وأنها عصية على أي محاولات لاستهدافها، لأنها تنطلق أولاً من قناعة راسخة بأهمية العمل على تطويرها وضرورة الارتقاء بها في المجالات كافة لمصلحة الشعبين، وثانياً من إدراك مشترك بحتمية الوقوف معاً في خندق واحد لمواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات المشتركة التي تواجه الدولتين، والدول العربية بوجه عام، سواء فيما يتعلق بمواجهة التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، أو في مواجهة قوى التطرف والإرهاب التي تسعى إلى تقويض أسس الاستقرار في دول المنطقة. وثالثاً من إيمان تام بوحدة المسار والمصير، حيث تعمل الدولتان معاً من أجل ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولهذا فإنهما تحظيان بتقدير القوى الكبرى التي تحرص على التشاور مع قيادتهما، والتعرف على رؤيتهما البنّاءة لطبيعة قضايا المنطقة، وكيفية التعامل معها.