الخميس 28 أغسطس 2014 / 18:50

لوس آنجليس تايمز: غزة.. وماذا بعد؟

24- إعداد طارق عليان

رحبت صحيفة لوس آنجليس تايمز الأمريكية في افتتاحيتها، اليوم الخميس، بهدنة وقف إطلاق النار "طويلة الأجل" بين إسرائيل وحماس، على اعتبار أنها تبشر بإنهاء صراع قضى على حياة عدد كبير من المدنيين الأبرياء، مشيرة إلى أن الظروف قد تكون مواتية للعمل بشكل جاد على مبدأ "حل الدولتين".

وقالت الصحيفة إن "إسرائيل وحماس دخلا في اشتباكات من قبل، لكن هذا الصراع على وجه الخصوص كان طويلاً ودموياً، وحتى لو قبلنا بحق إسرائيل في الرد على الهجمات الصاروخية على أراضيها، ونحن بالفعل نؤيد هذا الرأي، إلا أن الخسائر البشرية كانت رهيبة لهذا الصراع".

المزيد من الجهود
وراح ضحية القتال الذي دام حوالي شهرين أكثر من 2.200 شخص، معظمهم من الفلسطينيين، بما في ذلك أعداد كبيرة من المدنيين، بينهم العديد من الأطفال، كما توفي بعض الضحايا وهم يجلسون في المدارس أو الملاجئ، وبعد انفجار صاروخ قرب مدرسة، طالبت الولايات المتحدة علناً أن تقوم إسرائيل "ببذل المزيد من الجهد لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين".

ولقي 69 إسرائيلياً مصرعهم، منهم 4 فقط من الجنود، وكانت الخسائر الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية محدودة، بسبب نظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم القبة الحديدية.

وإذا لم يوافق طرفي الصراع على وقف إطلاق النار بوساطة مصر، لكان يمكن أن يكون هناك المزيد من المذابح، وخاصة إذا قررت إسرائيل إطلاق عملية برية أخرى في غزة.

ونوهت الصحيفة إلى أن الاتفاق قد يحسّن من نوعية الحياة لسكان غزة.

وكان الفلسطينيون ليس فقط من مؤيدي حماس، يصرون على أن يكون وقف إطلاق النار مصحوباً بإجراءات لتخفيف القيود الإسرائيلية على السفر والتجارة، بعد أن تحول القطاع إلى سجن.

حل الدولتين
وتشير التقارير إلى موافقة إسرائيل على وصول المساعدات الإنسانية ومواد البناء لاستخدامها في "مبادرة إعادة الإعمار الكبرى".

وقالت الصحيفة أنه برغم ترحيبها بهذه التطورات، فإن أي اندلاع آخر للعنف يقوضها، ولذا فإن أفضل طريقة لقطع السبل على نشوب الصراع مجدداً هو إحياء المفاوضات على أساس "حل الدولتين"، الذي انهار في ربيع هذا العام، على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة من قبل الولايات المتحدة، إذ تنصل بنيامين نتانياهو من وعده بإطلاق سراح مجموعة من السجناء الفلسطينيين، بينما أغضب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إسرائيل عن طريق تقديم طلبات للحصول على عضوية فلسطين في العديد من الوكالات الدولية.

ورأت الصحيفة أنه إذا أرادت إسرائيل تهميش حماس فعليها التعاون مع السلطة الفلسطينية الموحدة بقيادة عباس، والابتعاد عن كل ما يقوّض عملية السلام، خاصة بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، إذ أيّدت حماس، التي لا تعترف بإسرائيل ولا تؤيد مبدأ حل الدولتين، "حكومة وحدة" برئاسة عباس في وقت سابق من هذا العام، وهو ما يقوي يده في المفاوضات مع إسرائيل الذي إذا تقدم نحو إبرام حل حقيقي حول دولة فلسطينية تضم غزة والضفة الغربية، فسيضع حماس تحت ضغط فعلي بتعديل موقفها أو المخاطرة بشعبيتها.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بإن "التقدم نحو حل الدولتَيْن وتحسين حياة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية على حد سواء يجعل من الصعب على حماس أن تدافع عن عقيدتها أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد للمضي قدماً بالنسبة للشعب الفلسطيني، وهذا هو الطريق الذي سيجعل إسرائيل أكثر أمناً".