السبت 30 أغسطس 2014 / 09:58

مصنع الرجال

الخليج - هشام صافي

الكمال لله وحده، لكن رجل القوات المسلحة يجمع من الصفات والمزايا ما يفتقر إليه كل من لم ينل شرف الانتماء لهذه الجامعة الوطنية، مصنع الرجال بحق، وليس مجرد كلمات تقال للتعبير عن مناسبة وطنية.

شباب الإمارات يزفون اليوم إلى مراكز التدريب العسكرية، ليبدأوا مشوار إعادة التكوين من جديد، فالشاب الذي ينهي التدريب العسكري، لا يقارن بأي حال من الأحوال مع إنسان آخر لم يحظ بهذا الفخر.

شتان بين الاثنين، وفي كل المقارنات تكون النتيجة التي لا جدال فيها للرجل الذي عاش حياة الرجولة، والخشونة، والتعود على مناطحة الصعاب والتغلب عليها، وارتفاع القدرة على التحمل بما لا يقاس أبدا مع غيره من الناس العاديين.

شباب الإمارات يستحق ثقة قيادة البلاد فيه، وعقدها الأمل عليه في قدرته على تحمل المسؤولية مستقبلا، وقيادة عمليات التنمية والبناء والتطوير المستمرة بلا توقف منذ عام 1972 والى الآن بكل فخر.

فما إن خرج إلى النور قانون الخدمة الإلزامية في القوات المسلحة حتى عمت الفرحة كل الشباب، وتدفقوا على مراكز التسجيل بالآلاف ليحظوا بهذه المهمة الوطنية، ولسان حالهم يقول، "لا يحمي الوطن إلا سواعد رجاله، ولا تبنيه إلا نفس السواعد التي تعرف كيف تبني بيد وتذود عن حماه باليد الأخرى يوم يتطلب الأمر ذلك".

الشباب الذين يلتحقون اليوم بمعسكرات التدريب يستحقون التهنئة من الجميع، وفي المقدمة قيادتهم التي تفخر بهم وتعول عليهم كثيرا، وتؤمن بأن خير استثمار هو في البشر ولا شيء غيرهم، ولذلك سخرت معظم إمكانيات البلد لما يخدم الارتقاء بقدرات الإنسان الإماراتي، وتميزه في كل شيء، بحيث يشار إليه بالبنان في كل المحافل التي يتواجد فيها.

ويستحقون أن تفخر بهم أسرهم، فهم ينهلون من علوم الحياة ما هو أفضل ملايين المرات من الدراسات الأكاديمية التي لا بد منها ولكن كحالة مكملة للشخصية العسكرية التي نعتز بها.

وما أسعد لحظات الأب والأم عندما يطل عليهما ابنهما الشاب بعد أن ينجز فترة التجنيد، فإذا هو رجل، مكتمل الرجولة، لا يعرف من ميوعة الشباب شيئا، ولا يقلد الغرب إلا فيما هو مفيد له ولوطنه.

ولعل الفرحة الكبرى يعيشها الشاب نفسه، حينما يقف أمام المرآة، ويدرك كم هو الفارق بين شخصيته قبل وبعد، ويكون على ثقة بأنه تغير 180 درجة لمصلحة نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، وهو ما يجسده سلوكا في كل نواحي حياته .
والعاقبة للجميع.