رئيس إقليم كردستان اسلابق رهام صالح(أرشيف)
رئيس إقليم كردستان اسلابق رهام صالح(أرشيف)
السبت 30 أغسطس 2014 / 13:04

رئيس كردستان السابق: فتح أبواب الموصل أمام داعش لم يكن مؤامرة

اعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان السابق، والمرشح الذي كان يعد الأوفر حظاً لرئاسة جمهورية العراقية، برهم صالح، أنه "يجب أن نعمل من أجل استنفار واستنهاض كل قوانا لمواجهة المخاطر الإرهابية التي تهددنا، ولا شك أنه بعد اندحار داعش، واستئصال وجوده إن شاء الله، يجب أن يكون هناك حوار جدي وهادئ في ما بيننا، للوقوف على المشاكل والثغرات التي أدت إلى الأحداث في الفترة الماضية، والاستجابة لاستحقاقات الإصلاح السياسي في كردستان ومحاربة الفساد"، وفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

أكد صالح أن العراق بات محكوماً بدوامة من الأزمات التي تلد أزمات أعمق وأشد مشيراً إلى أن أمله كبير في أن داعش قد يلزم إنهاء هذه الدوامة وإلزام الأطراف الدولية والعراقية على التعاون لإنهائها

وأضاف الرئيس السابق: "لكنني أؤكد أن مهمتنا الأساسية الآن هي دعم قوات البيشمركة والقوات العراقية في مواجهة ومحاربة داعش، والتأكيد على حل المشكلة السياسية في بغداد، بما يضمن اصطفافاً وطنياً عريضاً وواسعاً لمجابهة خطر الإرهاب".

مؤامرة ضد السنة
ورداً على الاتهامات بأن سحب الجيش العراقي من الموصل وفتح أبواب المدينة أمام داعش كان مؤامرة ضد العرب السنة وإقليم كردستان، أجاب صالح: "لا يمكن أن نمر مرور الكرام على ما جرى في الموصل وسنجار وسبايكر ومسجد مصعب بن عمير بديالى، وما جرى في سهل نينوى، ولا سمح الله ما قد يجري في بلدة إمرلي المحاصرة إذا تمكن داعش من دخولها، وما سيحدث من مذابح حقيقية في الموصل، فبكل المقاييس هذه كوارث وجرائم خطيرة يتحملها الإرهاب ومساندوه، لكن المقصرين والمدعين القيام بحماية الناس يتحملون مسؤولية الثغرات الأمنية والسياسية، والتقصير الإجرامي الذي سمح بهذه الكوارث".

وأضاف: "في أي بلد يحترم نفسه، لا يمكن القبول بالاستمرار بهذا الوضع وإدامة النهج الخاطئ، فربما هناك مؤامرات، لكن المؤامرة لا تنجح إن لم تكن هناك منافذ لها، ومع الأسف في العراق اليوم شروخ في المنظومة السياسية والأمنية ومنافذ عدة، فالمسؤولية هي مسؤولية القيادات العراقية القائمة على أمر هذه البلاد، والتي سمحت وتسمح لهذه المؤامرات بأن تنفذ إلينا، فكفى تبريراً للتقصير والفشل باسم المؤامرة، وتحويل الأنظار عن الواقع السياسي والأمني الفاشل، ذلك الفشل الذي تتم إدامته على مدى السنوات العشر الماضية بسبب الأسعار العالية للنفط، وأيضاً بسبب عدم الاكتراث بحياة الناس".

أمل كبير في داعش
وأكد صالح أن العراق بات محكوماً بدوامة من الأزمات التي تلد أزمات أعمق وأشد، وهي "أزمات مستدامة بالأموال السهلة المتأتية من الأسعار العالية للنفط والمسخرة لشراء الذمم والولاء، وترقيع فشل المنظومة الأمنية، ولكن أملي أن داعش قد يلزم إنهاء هذه الدوامة، وإلزام الأطراف الدولية والإقليمية بالمعاونة، أو بالأحرى إلزام الأطراف العراقية على الإتيان بحلول جذرية للمشكلة العراقية".

وفي الوقت نفسه، صرح صالح: "نحن بحاجة إلى حليف سني قوي يشارك في العملية السياسية، ويجب دعم السنة لدحر الإرهاب، فأهالي الأنبار وعشائرهم هم الأدرى بكيفية دحر الإرهاب في مناطقهم، وإن لم نحل المشكلة اليوم فسوف نبقى في مواجهة خطر داعش، وأبناء داعش وأحفادهم، وستبقى دوامة الأزمات التي تغذيها أموال النفط، وسيبقى الأبرياء ينزفون الدم".

وتابع: "يجب الإقرار بأن تجربة إقليم كردستان، وعلى الرغم من كل شيء، تجربة ناجحة، وتشكل عموداً من أعمدة الاستقرار الذي نبتغيه للعراق، وكنا نتمنى أن ينعم أهالي جميع المحافظات بمثل ما موجود في إقليم كردستان من حالة أمن وخدمات، وإن كان الكرد قادرين على فعل ذلك فما المانع لأهل البصرة والناصرية والنجف وبغداد من أن يحققوا الشيء ذاته؟".

مشروع خطير
ولفت صالح إلى أن داعش "أصبح مشروعاً خطيراً، جاء من المشاكل الكبيرة ومن الثغرات السياسية في العراق، وأيضاً من الوضع الإقليمي، ومن تداعيات الأحداث في سوريا".

وأشار إلى أنه "ربما وقبل فترة قريبة كان هناك من يتصور أن داعش ضد حكومة المالكي في العراق، أو ضد بشار الأسد، أو ضد هذا الطرف دون ذاك، لكن تمدد الإرهاب اليوم بوضعه الحالي خلق وعياً دولياً وإقليمياً جديداً بأن هذا الخطر الإرهابي ليس محصوراً بجبال سنجار أو الموصل أو الرقة، وإنما له تداعيات كبيرة على دول كل المنطقة، تداعيات على الأمن الدولي بما فيه أمن الولايات المتحدة وروسيا أيضا، ونعرف أن العديد من الشيشان ومواطنين أوروبيين وأمريكيين متورطون في هذه التنظيمات الإرهابية من أمثال داعش".