السبت 30 أغسطس 2014 / 15:26

مجلة أمريكية: لن يهاجم أوباما داعش في سوريا بدون معلومات استخباراتية دقيقة

24 - إعداد. ميسون جحا

استعرضت مجلة نيوزويك الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الجمعة، الاستعدادات الجارية في المنطقة لمواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي، وكيف تساهم وكالة الاستخبارات الأمريكية(سي آي أي) في تقديم المعلومات الدقيقة لخدمة هذا الهدف.

في آخر مرة واجهت سي آي أي تمرداً عراقياً كان لديها دعم 140 ألف جندي أمريكي و500 من عاملي الوكالة في بغداد وتغطية جوية مستمرة من خلال قواعد داخلية لكن في الوقت الراهن ليس لديها أي من تلك المزايا

وبحسب المجلة، لا تُطفأ الأنوار إطلاقاً في مكتب مجموعة العمليات حول العراق، في سي آي أي، حيث ترد صور التقطت بواسطة أقمار صناعية، ومن خلال طائرات تجسس غير مأهولة، لمناطق في العراق وسوريا، فضلاً عن وصول تقارير استخباراتية من قواعد تابعة للوكالة في كل من بغداد وكردستان والأردن ولبنان والكويت وتركيا.

 القصة الحقيقية
لكن، تروي المحادثات الهامسة وسط الردهات، والنظرات القلقة لمحللين ومسؤولي عمليات حربية، القصة الحقيقية، وهي أنه فيما لو قرر البيت الأبيض شن حرب ضد الدولة الإسلامية، فأنه لا يملك خيارات جيدة.

وتشير نيوزويك إلى حقيقة أنه في آخر مرة واجهت سي آي أي تمرداً عراقياً، كان لديها دعم 140 ألف جندي أمريكي، و500 من عاملي الوكالة في بغداد، وتغطية جوية مستمرة من خلال قواعد داخلية، هذا إن لم ننسى دعم الرئيس بوش والكونغرس لعملية تطهير عسكرية كبيرة.

كما كانت الوكالة قادرة على التعهد لزعماء العشائر السنية بأنه سيكون لهم مكان حول المائدة في بغداد.

ولكن، في هذا الوقت، ليس في يد سي آي أي أي من تلك المزايا، وهي تواجه عدواً أكثر دموية، ولديه مراكز عبر الحدود مع سوريا.

خيارات أقل سوءاً
وقال العميل السابق لسي آي أي في العراق باتريك سكينر، وهو يزور المنطقة مراراً لصالح مجموعة "سوفان"، وهي هيئة استخباراتية خاصة، يديرها عاملون سابقون في سي آي أي ومكتب التحقيقات الفيدرالية(إف بي آي): "لست خبيراً سياسياً، ولكنني لا ألوم الإدارة الأمريكية بشأن مجمل القضية، وما أعنيه أنه في ظل نشوب حرب أهلية في سوريا، أي في قلب المنطقة، فإننا نستطيع تغيير بعض الأشياء، ولكن تغيير كامل المسار يحتاج لجهد دولي واقليمي".

ومع ذلك، ليس الكل مجامل للرئيس أوباما، على هذا النحو، فقد قال مدير مركز سي آي أي سابقاً في كردستان، تشارلز فاديس، إبان التحضير للحرب العراقية في عامي 2002 و 2003 إن البيت الأبيض يعاني من مشكلة كبيرة، "حيث لا يمتلك خطة، ولا إجماع على الرأي، بل مجرد أنصاف حلول غير كافية لتحقيق أي شيء في سوريا، ولا أحد يرغب بالتعامل مع هذه القضية".

الهدف الفوري
وأكد سكينر أن هدف الإدارة الفوري هو وقف نزيف الدماء، عن طريق الغارات الجوية.

لكن الطائرات الحربية الأمريكية بحاجة للتعرف على مواقع وأهداف حقيقية، من أجل تحديد وحدات العدو، وإرشاد الطيارين والطائرات غير المأهولة لضربها.

وقالت مصادر استخباراتية إن القوات الأمريكية اعتمدت، عند ضربها لمقاتلي داعش، الذين كانوا يهددون سد الموصل واللاجئين الإيزيديين، على معلومات قدمها لهم عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، ومن مقاتلين أكراد أرشدوا الطيارين لمواقع داعش.

ويضيف سكينر: "لكن توسيع العملية الجوية لتمتد إلى سوريا شأن آخر، حيث لا يجوز ترك الطيارين الأمريكيين وطائرات المراقبة كي يحددوا أهدافهم عن طريق التخمين، كما لا يصح الاعتماد على إرشادات مقاتلين غير نظاميين سواءً من الأكراد، أو من عناصر الجيش السوري الحر".

تعقب تحركات داعش
وأوضحت مصادر استخباراتية لنيوزويك أن شن حملة قصف مركزة يتطلب وجود عملاء على مستوى جواسيس، يتعقبون تحركات قوات داعش، وهذا ما تحتاج إليه الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، قال فاديس، الموظف في سي آي أي، والذي أدار حركة مقاومة الأكراد ضد صدام حسين في كردستان، قبل الغزو الأمريكي في عام 2003، إنه "ليست لدينا مصادر استخباراتية في سوريا، فمن ذا الذي سيدلك على موقع قيادة داعش في تلك المدينة، أو غيرها؟".

وأضاف: "بدون معلومات استخباراتية موثوقة ومحددة، من أجل ضرب "الهدف الصحيح"، ستكون الخسائر البشرية كبيرة، وهي نتيجة لا بد أن يستغلها داعش لصالحه".

ومن جانبه، قال مسؤول أمريكي رفيع، للمجلة: "ما لم يسع العراقيون جميعاً، من شيعة وسنة وأكراد، لترتيب البيت العراقي، فإن الولايات المتحدة لن توسع نطاق حربها ضد تنظيم داعش في العراق، كما لن تمد تلك الحرب نحو سوريا، مالم يكن بحوزتها معلومات استخباراتية مؤكدة حول مواقع قيادات التنظيم، وتمركز قواته عبر الأراضي الممتدة حول حوض الفرات في العراق وسوريا".