السبت 30 أغسطس 2014 / 17:21

نيوريببلك: الأسد ينصب كميناً لأوباما في سوريا

24 - فاطمة غنيم

نشرت مجلة "نيويريببلك" الأمريكية في موقعها على الإنترنت، مقالاً للكاتب فريدرك هوف زميل أقدم مقيم في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط والتابع للمجلس الأطلسي، ومقره واشنطن، اعتبر فيه قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يأذن بالمراقبة الجوية ضد مواقع "داعش" في سوريا، إشارة أن الغارات الجوية الأمريكية ضد هذه موقع التنظيم باتت قريبة جداً.

واستطرد الكاتب بالقول: "كل هذا هو صحيح وسليم، لكن الخطر ما زال يتربّص، رئيس العائلة البارزة في سوريا، بشار الأسد، ينتظر مثل التماسيح من أجل سقوط الصياد الأمريكي من القارب. وبالنسبة للأسد، باتت الفرصة سانحة الآن، حيث إنه إذا ما تعامل مع الأمور بشكل صحيح، وبمساعدة من التراخي الأمريكي، فإنه سوف يستطيع العودة إلى المجتمع الدولي المهذب مرة أخرى، بينما يقوم الآخرون برفع حمل داعش الثقيل عن كتفه".

وأشار الكاتب إلى أنه منذ بداية انتفاضة سوريا الشعبية ضد النظام الفاسد، غير الكفء، والوحشي، عام 2011، واصل الأسد بانضباط اتباع استراتيجية بسيطة جداً، وهي خلق معارضة بديلة من شأنها أن تطغى على الاحتجاج السلمي، حيث أفرغَ السجون من السجناء الإسلاميين، ومن ثمّ اتبع التكتيكات الطائفية العنيفة، لإغرائهم بالانضمام إلى تنظيم القاعدة، وإغراء تنظيم القاعدة في العراق ومناطق أخرى بالقدوم إلى سوريا.

وقال الكاتب: "يعتقد الأسد وأتباعه والمدافعون عنه أن ساعة الخلاص قد اقتربت".

وأشار هوف إلى أن "وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، حذر واشنطن من انتهاك السيادة السورية في حين عرض التنسيق والتعاون ضد داعش، وقد استجابت إدارة أوباما بشكل مناسب على العرض، حيث رفضته بازدراء، بيد أن الخطر ما زال يتربص بهذه الإدارة بسبب المكائد السياسية الشامية".

السيناريو المثالي بالنسبة لبشار الأسد، بحسب الكاتب، هو أن تساعده داعش في قتل معارضيه القوميين المسلحين في غرب سوريا، وأن تقوم أمريكا بالطيران بقتل داعش في الشرق، بينما يجلس هو مرتاحاً في دمشق، وشاعراً بأن الغرب بات يحتاجه مرة أخرى باعتباره شريكاً مفيدًا ضد هؤلاء الذين يمكن القول إنهم أكثر شراً منه.

وأكد الكاتب على ضرورة إظهار العداء الحقيقي تجاه الأسد، لأن إزالته هي أكثر أهمية من إزالة نوري المالكي في حال ما كانت هناك نية لتحييد داعش.