الأحد 31 أغسطس 2014 / 10:36

تباين فلسطيني إسرائيلي بشأن "تفسير" المبادرة المصرية

تظهر تصريحات مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين فهماً متبايناً للمبادرة المصرية التي نجحت في وقف إطلاق النار بعد 50 يوماً من الحرب على غزة، إذ يعدها كل طرف نصراً له وهزيمة للآخر.

حماس تقول إنها أسقطت مناقشة سلاح المقاومة وإسرائيل تؤكد أن الميناء لن يقام

وفيما أعلن مسؤولون من حركة حماس أنهم أسقطوا بند مناقشة سلاح المقاومة من المفاوضات، وأنهم سيرجعون بميناء ومطار إلى غزة بعد الجولة الثانية من المفاوضات المرتقبة في القاهرة، قال مسؤولون إسرائيليون إن "الحركة الإسلامية" تنازلت عن شروطها وإنهم لن يقبلوا بوجود ميناء وما زالوا متمسكين بنزع سلاح غزة، وتشي التصريحات المتباينة بمفاوضات صعبة ومعقدة منتظرة في القاهرة من أجل إكمال الاتفاق، إذا حصل.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الأحد، كان الطرفان اتفقا الثلاثاء الماضي على وقف إطلاق نار يضمن وقف الهجمات المتبادلة وإعادة فتح المعابر وتوسيع منطقة الصيد البحري وإدخال أموال ومواد بناء إلى غزة، على أن يناقشا في مرحلة لاحقة النقاط الخلافية، التي تتعلق بإقامة ميناء ومطار وتسليم جثث جنود إسرائيليين، وإطلاق أسرى فلسطينيين اعتقلوا لاحقاً بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومفاوضات السلام وسلاح غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون، إن حماس تخلت عن جميع مطالبها بعدما "تلقت الضربة الأشد في تاريخها"، وأن لا ميناء سيقام بالقطاع. وقال نتانياهو، في مقابلة مع القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي: "إن حماس تخلت عن جميع مطالبها وإنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت المعركة ضدها ستتجدد أم لا"، وأشار إلى أن إسرائيل "قد تضطر إلى العمل مستقبلاً في قطاع غزة بطرق أخرى"، مستبعداً أن يكون احتلالها واحدة من هذه الطرق، وأوضح: "إمكانية الدخول إلى قطاع غزة، نوقشت من قبل، ولكن لو كنا دخلنا إلى غزة لبقينا 500 يوم وليس 50، من دون أن يتضح ما إذا كنا سنخرج منها أو لا".

السلام أم حماس
وفي مقابلة ثانية مع القناة العاشرة، خير نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بين السلام مع إسرائيل وحماس، ودعاه إلى "التخلي عن الشراكة مع حماس ونبذها لكي يتسنى عملياً البدء بعملية سياسية تفضي إلى اتفاق سلام"، وقال نتانياهو: "على أبو مازن الاختيار ما بين السلام مع إسرائيل أو حماس. عليه أن يختار، وأنا أعتقد أنه من الصواب له أن يختار ترك حماس، التي لا تدعو فقط لتدميرنا، بل تدعو لإسقاطه وقامت فعلياً بالسعي لإسقاطه لولا كشف مخطط من قبلنا"، في إشارة إلى ما أعلنته السلطات الإسرائيلية أخيرا عن إحباط مخطط تديره حماس للانقلاب على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

يعالون
من جانبه، أكد وزير الدفاع موشيه يعالون أن حماس اضطرت إلى قبول وقف إطلاق النار دون تحقيق أي من الشروط التي كانت حددتها لذلك، وقال في مقابلة تلفزيونية: "لا توجد أي شروط، حماس رضخت ولم تحقق أي إنجاز سياسي أو عسكري، وهي تعرف أن أي تجدد لإطلاق النار سوف يعني أنها ستدفع ثمناً كبيراً وسنكسر ذراعها".

وأردف: "حماس وافقت على وقف إطلاق النار دون قيد أو شرط عبر القبول بالمبادرة المصرية".

وتابع: "طالبوا بالميناء والمطار وتحرير السجناء كأساس لوقف إطلاق النار، ولكن كما كنا نرغب حصل وقف إطلاق النار دون أي شرط ودون تحقيق أي إنجاز لهم، ولن تكون هناك فرصة أمام حماس مستقبلاً في بناء ميناء بحري، لأن ذلك ليس في مصلحة إسرائيل ولا مصر ولا السلطة الفلسطينية"، وفيما حسم يعالون موضوع الميناء سلفا، أصر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كذلك على نزع سلاح حماس وقال إن ذلك هو "الحل الوحيد نحو السلام".

وفي وقت سابق، رفضت حماس كذلك أي حديث عن سحب سلاحها، وقال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إن "سلاح المقاومة خط أحمر ومقدس ولا نقبل أن يكون على جدول الأعمال.

ومن غير المعروف متى تنطلق مفاوضات الجولة الثانية، وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إنه حتى الآن لا توجد اتصالات لاستئناف التفاوض في القضايا العالقة لتثبيت وقف إطلاق النار، بانتظار بيان من الجانب المصري يدعو لاستئناف المفاوضات.