مكافحة التحريض التكفيري عبر خطب الجمعة
مكافحة التحريض التكفيري عبر خطب الجمعة
الأحد 31 أغسطس 2014 / 11:47

السجن لسعودي استغل خطبة عيد الفطر لمديح "داعش"

تصدت السلطات الأمنية والعدلية في السعودية، أخيراً، للأجندات التي يسير عليها تنظيم "داعش"، مستغلاً خطباء الجُمع والعيدين، في توجيه رسائلهم التحريضية التي تستهدف أمن البلاد.

حصل هذا بعد أن أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض حكما ابتدائياً على خطيب جامع بالسجن خمس سنوات، ومنعه من السفر، لإدانته بتمجيد الفِرَق التي تحمل الأفكار التكفيرية، في خطبة العيد بجامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب شرق العاصمة، في أغسطس (آب) 2013.

وأدين المتهم بإلقائه خطبة عيد تشتمل على معان فيها إثارة للفتنة ضد الدولة، وتمجيد للفِرَق التي تحمل أفكاراً قتالية تكفيرية ضالة، وتمجيده بعض قادة تنظيم القاعدة التكفيري، كما استغل منبر الجمعة في نشر الأفكار المتطرفة، وذلك وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الأحد.

وكان المدان قد تسلم خطاباً من وزارة الشؤون الإسلامية والإرشاد، مفاده الإيقاف عن الخطابة في المسجد، حيث جرى إيقافه من قِبَل السلطات الأمنية، وذلك إثر خطبة ألقاها في صلاة العيد، طالب فيها العلماء ونساء المسلمين بتحريض الشباب على حمل السلاح والنفير إلى دول تشهد ثورات وقلاقل.

كما ألح في الدعاء لسيدة سعودية عرفت باسم "سيدة القاعدة" تقضي محكوميتها بالسجن إثر تورطها في أعمال إرهابية، داعياً لها بالإفراج، فيما أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق السديري، أن الخطيب سيتعرض للمحاسبة الشرعية. وأصدر ناظر القضية حكمه بتعزيره بالسجن لمدة 5 سنوات، وإيقاف تنفيذ نصف المدة، ومنعه من إلقاء الخطب في المساجد والأماكن العامة، ومنعه من السفر خارج السعودية، لمدة 5 سنوات تبدأ من انتهاء فترة سجنه. لكن ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام والمتهم (الخطيب) لم يقتنعا بالحكم الإبتدائي، وطلبا تسليمهما نسخة من القرار، تمهيدا لاستئناف الحكم الصادر بحق المتهم، فيما أبلغ القاضي الطرفين أن مدة الاعتراض 30 يوماً، تبدأ من تاريخ تسلم القرار.

يذكر أن الدكتور توفيق السديري أوضح حينها أن ما تطرق إليه الخطيب في خطبة العيد يعد أمراً غير مقبول، لأنه خالف المنهج الشرعي في الخطبة، وأن الوزارة تحركت بعد صلاة عيد الفطر مع الجهات المختصة لمعالجة الموضوع، مؤكداً أن كل من يخرج عن المنهج الشرعي والدعوة مرفوض.

وكان خطيب جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حي السلام بالرياض تطرق في خطبته إلى أن العلماء خذلوا الموقوفين في السجون، وطالب المسلمين بالوقوف في صف المجاهدين بفتاواهم ومواقفهم، وتحريض العامة على النفير إلى الجهاد، ودعم المجاهدين بالأموال.

يذكر أن الأمر الملكي، الذي صدر في فبراير (شباط) الماضي، نص على السجن لمدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 20 سنة، لكل من شارك في أعمال قتالية خارج السعودية، بأي صورة كانت، أو الانتماء إلى التيارات أو الجماعات وما في حكمها: الدينية، أو الفكرية المتطرفة، أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً، أو إقليمياً، أو دولياً، أو تأييدها، أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك، أو التشجيع عليه، أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة.