الإثنين 1 سبتمبر 2014 / 10:56

أبوظبي: متلازمة داون وغياب البرامج يحرمان "فرح" من التعليم

24- أبوظبي- هاله العسلي

يتسابق الأطفال في عامهم الدراسي الأول على اختيار احتياجاتهم المدرسية وتجهيزها، وتلتمع عيونهم فرحاً وحماسة قبيل دخول هذا العالم الجديد، راسمين في مخيلتهم ملامح بداية رحلتهم على مقاعد الدراسة، إلا أن الأمر مختلف تماماً بالنسبة إلى الطفلة "فرح" التي وقفت تراقب من بعيد بهجة الأطفال واستعداداتهم للمدرسة، التي حرمت منها، بسبب عدم توفر الإمكانيات المطلوبة لدمجها مع أقرانها الأصحاء في المدراس سواء كانت الحكومية أو الخاصة.

شروط تعجيزية تفرضها المدارس الخاصة لقبول ذوي الاحتياجات الخاصة

فرح طفلة عربية تقيم مع ذويها في العاصمة أبوظبي، وهي لا تختلف عن غيرها من الأطفال بشيء، إلا أنها ولدت مصابة بمتلازمة داون، وأصبحت بذلك من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت صدمة عائلتها كبيرة بعد أن تلقت نبأ إصابتها بالمرض لحظة ولادتها، فهي الحالة الأولى والوحيدة في العائلة، إلا أن والديها أحاطاها بكل الرعاية والحب لم يشعراها يوماً بأنها مختلفة عن غيرها من الأطفال، وواجهت والدتها الكثير من المصاعب لتعلمها النطق الصحيح والمشي المتزن، والعديد من العادات السلوكية والاجتماعية التي تساعد على تقبل المجتمع لها.



مهارات فائقة
وقالت والدت فرح لـ 24: "التحقت فرح منذ عامها الأول بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية‬‎، لتحظى بكل الاهتمام على يد متخصصين في النطق والعلاج الطبيعي، والمهارات السلوكية والاجتماعية وغيرها، وأبدت مهارات فائقة في التعلم وإتقان كافة البرامج التي خضعت لها، وأثبتت قدرتها على الفهم والاستيعاب".



المعلم الظل
وأكدت والدت فرح أن "رغبتها في دعم مسيرة طفلتها في تعلم القراءة والكتابة، خاصة وأنها تتمتع بذكاء واضح، وذلك بشهادة الاختصاصين الذين اطلعوا على حالة فرح الصحية في مراحل حياتها المختلفة، إلا أن فرح كغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة مهددة الآن بالحرمان من التعليم، وذلك لقلة فرص دمجها في المدارس الحكومية، ولصعوبة العثور على معلم أو معلمة مساعدة (المعلم الظل)، ليرافق فرح خلال يومها الدراسي ويساعدها في استذكار دروسها ويدعم فهمها للمواد الدراسية".

40 ألف درهم
وأضافت والدة فرح "لم تمنعني قلة فرص دمج ذوي متلازمة داون في المدارس الحكومية عن البحث في المدارس الخاصة"، مشيرة إلى أنها عثرت على مدرسة خاصة مناسبة أبدت استعدادها لاستقبال فرح بين طلابها، إضافة إلى قدرتها على توفير معلمة خاصة لفرح لترافقها طوال يومها الدراسي، إلا أن ارتفاع الكلفة المالية التي وضعتها المدرسة كشرط لاستقبال فرح وغيرها من الأطفال من ذوي الإعاقة حالت دون تحقيق ذلك"، وأوضحت "قسط المدرسة السنوي بلغ نحو 22 ألف درهم، إضافة إلى 1500 درهم شهرية يتوجب علينا دفعها للمعلم المساعد، وبذلك تتجاوز أقساط فرح السنوية في المدرسة أكثر من 40 ألف درهم، وهذا لا يتناسب مع إمكاناتنا المادية".

تجلس فرح اليوم في المنزل تراقب من النافذة صعود الأطفال إلى الحافلة المدرسية، وتودعهم بابتسامة ملؤها الأمل بأن تتمكن من مرافقتهم يوماً ما في رحلتهم الدراسية.