التركي أردوغان والفلسطيني إسماعيل هنية: تعاون جديد (أرشيف)
التركي أردوغان والفلسطيني إسماعيل هنية: تعاون جديد (أرشيف)
الإثنين 1 سبتمبر 2014 / 12:49

صحيفة: تعاون وثيق ومتنوّع بين تركيا و"حماس"

انتقدت مصادر مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بشدة، السياسة التي تنتهجها تركيا إزاء الفلسطينيين في المرحلة الأخيرة، والتي تجلت في الدعم المطلق وغير المحدود لحركة "حماس"، واستضافة قادتها وكوادرها، ومنهم صالح العاروري، الذين خططوا للقيام بانقلاب ضد السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تمويلها الجهاز العسكري للحركة كجهاز منافس للأجهزة الأمنية الفلسطينية.

ووفقاً لصحيفة "السياسة" الكويتية الصادرة اليوم الإثنين، كشفت المصادر أن مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الكاتب والصحافي التركي سفر توران، بات في الآونة الأخيرة المسؤول الأساسي عن تنفيذ السياسة التركية بشأن الملف الفلسطيني، وصلة الوصل بين القيادة التركية وقيادة حركة "حماس" في قطر، وأشارت إلى أن توران زار الدوحة عدة مرات خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين، في إطار تنسيق الاستراتيجيات بين أنقرة ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.

تحويل الأموال
وتشمل هذه الاستراتيجيات فتح الساحة التركية أمام النشاط المالي للحركة، خاصة لجهة تحويل الأموال إلى أجهزتها في قطاع غزة، إذ تم تحويل ملايين الدولارات من تركيا إليها بشكل سري خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن أغلق عدد من الدول الخليجية ولبنان الطريق أمام النشاط المالي السري المشبوه لـ "حماس"، باعتباره مخالفاً للقوانين في تلك الدول، خصوصاً أنه يشتمل على تبييض الأموال، حيث لم تتوان الحركة عن استغلال المؤسسات المالية في تلك الدول للقيام بتحويل الأموال إلى أجهزتها، وإلى تنظيمات أخرى مدرجة في لوائح الإرهاب الدولية.

وحذرت المصادر القريبة من عباس من أن السياسة التركية الحالية تضرب في الصميم المساعي التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية، لجهة تثبيت إرساء أسس الدولة الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهي بالتالي الجهة الوحيدة المكلفة إدارة شؤون الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الشؤون المالية.

واعتبرت المصادر أن سياسات أنقرة باتت تطرح العديد من التساؤلات بشأن النوايا التركية الحقيقية تجاه القضية الفلسطينية، معربة عن أملها في أن يعمد رئيس الوزراء الجديد أحمد داود أوغلو إلى إعادة النظر في السياسة التركية الحالية تجاه الشأن الفلسطيني، بما يساهم في تعزيز مكانة السلطة الوطنية، والدفع قدماً نحو تحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.

وبحسب معلومات موثوقة لـ"السياسة" الكويتية، فإن اختيار سفر توران ليكون صلة الوصل بين أنقرة و"حماس" مرده إلى أنه موضع ثقة أردوغان، وأحد المقربين منه، كما أنه يجيد اللغة العربية بطلاقة، لتمضيته أكثر من 10 أعوام متجولاً في الدول العربية كمدير للأخبار الخارجية في قناة تركية، وهو يسعى إلى أن يكون جسراً بين تركيا والعالم العربي.

في سياق متصل، وجهت مصادر فلسطينية في الضفة الغربية انتقادات حادة لقيادة حركة "حماس" بشأن تعاملها مع العدوان الأخير على قطاع غزة، متسائلة عن سبب موافقتها على الورقة المصرية لوقف إطلاق النار، بعد 50 يوماً من الحرب، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، وتشريد مئات الآلاف من منازلهم، فيما رفضتها عندما كانت الحرب في الأيام الأولى.

واستغربت المصادر "النصر المزعوم" الذي تحتفل به "حماس" بعد سقوط 2143 شهيداً، ونحو 11 ألف جريح، مؤكدة أن الحركة تتاجر بالقضية الفلسطينية وبدماء الشهداء وتضحيات الأهالي في غزة، لتنفيذ سياسات المحور "الإخواني" الذي تنتمي إليه. وإذ تساءلت عن المكاسب التي حققتها الحركة من خلال إطالة أمد الحرب، لفتت المصادر النظر إلى أن أياً من مطالب "حماس" لم يتحقق على الرغم من مشروعيتها وأحقيتها، فإسرائيل لم توافق على المطار والميناء، ولم تقدم تعهدات ملزمة لرفع الحصار، ولم تقبل مشاركة قطر وتركيا في المفاوضات.