ماذا سيفعل نتانباهو من أجل مستقبله السياسي؟ (أرشيف)
ماذا سيفعل نتانباهو من أجل مستقبله السياسي؟ (أرشيف)
الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 / 17:41

هآرتس: مستقبل نتانياهو السياسي في مهب الريح

24- إعداد: فاطمة غنيم

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يجد نفسه في مأزق سياسي بعد الحرب في قطاع غزة.

ووفقاً لأحدث استطلاع رأي أجرته الصحيفة في 28 أغسطس (آب) الماضي، لا يزال نتانياهو يتمتع بدعم شعبي واسع، لكن الناخبين لم يحددوا بديلاً جديراً بتحمل المسؤولية.

شعارات فارغة
ورأت الصحيفة أن رفض وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ومحاميه نفتالي بينيت إعادة احتلال قطاع غزة، جعل نتانياهو يفقد قاعدة دعمه بين اليمينيين.

ويرفض وزراء الليكود دعمه علناً، ويوجه له رؤوساء البيت اليهودي وإسرائيل انتقادات لكونه "ضعيف جداً" أمام حماس، وظهرت العزلة السياسية لنتانياهو عندما أخضع اتفاق وقف إطلاق النار للتصويت في مجلس الوزراء الداخلي، خوفاً من ألا تتم المصادقة عليه.

وأكدت الصحيفة أنه إذا كانت وعود نتانياهو للإسرائيليين ـ بتأسيس "أفق دبلوماسي جديد"، واغتنام "فرص جديدة" في ضوء التغيرات في الشرق الأوسط ـ مجرد شعارات فارغة، كما حدث في الماضي لتبرير استمرار ولايته التي لا طائل منها، فإنه يتجه نحو السقوط. واليمين، الذي يشعر بخيبة أمل، لن "يقع في غرامه" مرة أخرى، وستنتهي فترة ولايته الطويلة من دون أن يحقق شيئاً. لكنه إذا كان يريد حقاً تحسين الوضع الإسرائيلي الذي يعاني، نتيجة الحرب، أزمة في العلاقات الخارجية وبطئاً اقتصاديّاً، فلا بد له أن يضفي بعض المعاني على وعوده، ويسعى إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين. 

عملية الإنقاذ
وحددت الصحيفة الصيغة التي يمكن لنتانياهو استخدامها لإنقاذ مستقبله السياسي، وتتمثل في تبني مبادرة السلام العربية كأساس لمفاوضات جوهرية مع القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، بدعم من "محور المعتدلين" الذي يتكون من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.

والثمن الذي على نتانياهو أن يدفعه يتمثل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كما وعد عباس، وتعليق البناء في المستوطنات، والمشاركة في إعادة بناء قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة أن نتانياهو كان دائماً خائفاً من القرارات المثيرة للجدل، التي من شأنها أن تهدد قاعدته السياسية، وأثبتت رباطة جأشه على مدار 50 يوماً من عملية "الجرف الصامد" أنه قادر على مقاومة الضغوط.

وقدمت الصحيفة النصح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلة إن الوقت حان له لإحلال السلام، حتى لو كان ذلك يعني استبدال بعض شركائه في الائتلاف السياسي، ومواجهة التجاوزات والخروقات السياسية في حزب الليكود. وإذا كان يجرؤ على القيام بذلك، فسيجد الجمهور وراءه والمجتمع الدولي إلى جانبه، لكنه إذا انسحب إلى مخاوفه بدلاً من المضي قدماً في مفاوضات جدية، فستنتهي فترة ولايته في معركة دبلوماسية وقانونية ضد ادعاءات حول جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، وهي أقل الأضرار.