الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 / 17:53

دراسة أمريكية: صدام حسين "العام" هو نفسه في وراء الأبواب المغلقة

24 - طارق عليان

أظهرت دراسة حديثة للأشرطة الخاصة بالرئيس العراقي صدام حسين، فرقاً ضئيلاً للغاية ويكاد لا يُذكر بين خطابه العام، وما كان يردده خلف الأبواب المغلقة، بحسب ما أفاد موقع "كوارتز" الأمريكي.

وتتضمن هذه الأشرطة، التي عثرت عليها القوات الأمريكية بعد وقت قصير من غزو العراق في عام 2003، آلاف التسجيلات الصوتية لاجتماعات خاصة، ومحادثات هاتفية، بين صدام حسين والمسؤولين العراقيين.

وقال مؤلفا الدراسة الأستاذ المشارك في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية في جامعة كونيكتكت ستيفن دايسون، وطالب الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في إيرفين الكسندرا رالي، في بيان حول الدراسة: "رغم إسهاب صدام في الحديث في الخطابات العامة خلال عقود قضاها في السلطة، فإنه يمكن من خلال بعض الوسائل الكشف عن أن هذه الخطب لم تكن خادعة".

وجمع الباحثون الأمريكيون الذين أجروا الدراسة الخطب والمقابلات العامة التي تتناول فيها صدام الشؤون الدولية خلال الفترة ما بين 1977 و2000، وأنتجوا قاعدة بيانات مكونة من 330 ألف كلمة قالها الرئيس العراقي الأسبق، كما جمعوا من محادثات صدام الخاصة ما مجموعه 58 ألف كلمة، وهو ما يعد كنزاً من المعلومات بالنسبة للمهتمين بدراسة هذه المرحلة من تاريخ العراق والشرق الأوسط.

وتغطي هذه الخطب والمقابلات قضايا الأمن القومي، مثل الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الأولى، وعقوبات الأمم المتحدة، وكذلك علاقات صدام مع أعدائه: الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران.

ووجد الباحثون أن آراء الرئيس العراقي الأسبق العامة والخاصة بقيت ثابتة تقريباً في جميع البيانات التي تم فحصها، وأن آرائه الخاصة حول الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل كانت دائماً متتطابقة مع نظرته التي أعلن عنها في خطابه العام.

وأوضح الباحثون أن الفرق الوحيد بين ما قاله صدام حسين في العلن، وبين ما قاله في السر ضمن اجتماعاته الخاصة مع مسؤوليه، يتعلق بالعدو الإسرائيلي، ففي الغرف المغلقة، كان صدام يعرض في بعض الأحيان وجهة نظر أكثر تعقيداً ودقة تجاه الشؤون الدولية، إذ كان يقر بامتلاك العراق لقدرة أقل فيما يخص السيطرة على التصرفات الإسرائيلية، بالمقارنة مع ما قاله في العلن.

تجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة، نُشرت في العدد الأخير من مجلة "الأبحاث والسياسة" البريطانية.