الأربعاء 3 سبتمبر 2014 / 01:05

واشنطن بوست: أوباما أساء التعبير عن استراتيجية أمريكا تجاه داعش

24. طارق عليان

تناولت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها بالتحليل اعتراف الرئيس أوباما بعدم امتلاكه لأي استراتيجية في سوريا، وهو الاعتراف الذي جرّ عليه الكثير من نقد الجمهوريين وغيرهم.

ورأت الصحيفة أنه كما هو الحال مع جميع الزلات، فإن أسوأها ما يؤكد شكوك الناس أو يسهل تفسيرها، وهذا هو السبب في الأضرار التي سببها تصريح "ليس لدينا استراتيجية".

وكشفت الصحيفة أن آخر استطلاعات الرأي تبين أن الأمريكيين يرون أوباما قائداً ضعيفاً وليس لديه اتجاهاً أو ثِقَلاً في السياسة الخارجية. وأظهر أحدث استطلاعات "مركز بيو للأبحاث"، الذي صدر قبل وقت قصير من تصريح أوباما المثير للجدل يوم الخميس، أن 54% من الأمريكيين يقولون إنه "ليس صعب المراس بما فيه الكفاية" عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية والأمن القومي. وقال 36% فقط أن أوباما قد أظهر القدر الكافي من الصرامة. ولنتذكر أن هذا الاستطلاع تم بعد أن اتخذ قراره بشن ضربات جوية في العراق.

وأظهر نفس الاستطلاع أن 35% من الأمريكيين يؤيدون أوباما عندما يتعلق الأمر بالعراق والوضع الأوكراني/الروسي.

ونوّهت الصحيفة إلى أن الكثير من النقاط في هذا الاستطلاع تشير إلى الناس لا يعتقدون بأن أوباما يمتلك استراتيجية راسخة للتعامل مع الشؤون العالمية.

وهناك استطلاع آخر أجرته مؤخراً صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع شبكة ايه بي سي نيوز أظهر أن 41% فقط يظنون أن أوباما "مدير جيد"، في حين أظهرت استطلاعات أخرى أجرتها شبكة سي إن إن افخبارية ومركز بيو للأبحاث أظهرت أن الناس لا يعتقدون بأنه يستطيع إنجاز الأمور "أو يدير الحكومة بشكل فعال".

وقالت الصحيفة أن الجمهوريين انتقدوا أوباما لسنوات لأن تصرفاته تقوم على رد الفعل وليس الفعل الاستباقي، وغالباً ما يرتكز أسلوبه على "القيادة من الخلف".

وأكدت الصحيفة أن البيت الأبيض حافظ إلى حد كبير على عدم التدخل في سياسة الرئيس - وهو القرار الذي كان صواباً أو خطاً يغذي الرواية التي تفيد بعدم امتلاكه لاستراتيجية حقيقية. ولم ينفع البيت الأبيض وضعه لما يسمى بـ "الخط الأحمر" للحكومة السورية إزاء استخدامها أسلحة كيماوية ضد شعبها، ولكنه لم يفعل أي شيء في الواقع عندما اجتاز النظام السوري الخط الأحمر.

واستبعدت الصحيفة أن يؤدي تصريح أوباما إلى دفع جموع الناخبين باتجاه الحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري 2014، مشيرةً إلى أنه سيساعد بكل تأكيد في توضيح منطق الحزب الجمهوري من سياسة أوباما الخارجية التي تواصل "القيادة من الخلف"، وهو ما قد يضع بعض المرشحين الديمقراطيين في مواقف صعبة.

واعتبرت الصحيفة مقولة "ليس لدينا استراتيجية" بمثابة مشكلة في إرث أوباما. فبالنسبة لرئيس يواجه مجموعة من الأزمات الخارجية في آخر عامين من مدة رئاسته، يمكن أن يكون تصريح "ليس لدينا استراتيجية حتى الآن" اختزالاً غير مفيد لسياسته الخارجية إذا لم تسر الأمور على ما يرام، على حد قول الافتتاحية.