الإثنين 8 سبتمبر 2014 / 22:05

خبراء: لهذه الأسباب ليس داعش بالقوة التي نتخيلها

24 - إعداد. ميسون خالد

أكد عدد من الخبراء في شؤون الشرق الأوسط أنه، رغم الصورة النمطية السائدة عن داعش اليوم، بأنه لا يمكن إيقافه، إلا أن هذا التنظيم لديه من الأعداء عدداً يفوق الأصدقاء بكثير، ومن غير الوارد أن يتمكن من توسيع نفوذه، بحسب ما أفادت شبكة "سي بي سي" الإخبارية الكندية.

ليس بوسع عناصر داعش التمدد نحو المناطق الشيعية في العراق فقد حاولوا التمدد سابقاً نحو مناطق الأكراد وعندها بدأت الولايات المتحدة في شن هجوم بالطائرات

إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس مركز الاستخبارات في ولاية تكساس "ستراتفور"، كامران بوخاري، أن داعش "ليس تنظيماً لا يقهر".

يتغذى على الضعف وحده
ويقول الخبير الأمريكي في الشأن العراق، واين وايت، إن اللغة المستعملة من قبل الحكومات الغربية، ووسائل الإعلام، كونت صورة ضبابية بالنسبة لمقدار الخطر الذي يشكله التنظيم، وسمحت بارتفاع الضغط الشعبي نحو حلول متطرفة أيضاً".

ويضيف الخبير: "لست هنا بصدد القول إن التنظيم ليس خطيراً، فجميعنا نعرف طابعه وتعصبه، إلا أنه يتغذى على الضعف، لا سيما في المناطق التي سيطر عليها، حيث تمكن من التعاون مع "المحليين" فيها، أو مناطق ما كانت القوات الكردية أو الشيعية لتحارب من أجلها".

وصل حده في التوسع المناطقي
ويؤكد الجندي الأمريكي السابق، والزميل في مركز أبحاث "السياسة الخارجية" بفيلادلفيا، كلينتون واتس: "في الواقع، أغلب الظن أن داعش وصل إلى حده في التوسع المناطقي".

ويتابع: "ليس بوسع عناصر داعش التمدد نحو المناطق الشيعية في العراق، فقد حاولوا التمدد سابقاً نحو مناطق الأكراد، وعندها بدأت الولايات المتحدة في شن هجوم بالطائرات".

ويقول بوخاري: "أحد أسباب ظهور داعش بهذا القدر من الترهيب، هو اعتماده على الحرب النفسية"، حيث امتاز بالدهاء، خاصة في الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يستخدمها لنشر رسالته، وانتصاراته، وتجنيد مقاتلين من أنحاء العالم.

أعداؤه كُثر ويمارس الإقصاء
وبينما يعد إعلان التنظيم المتطرف لإقامة دولة "خلافة إسلامية" أهم منجزاته، والتي يفخر بها الجهاديون عبر العالم، إلا أنه "سيكون من الصعب على داعش توسيع نفوذه أبعد مما فعل، نظراً لعدد أعدائه"، وفقاً للخبير واين وايت.

وبسبب تفسيره المتطرف لتعاليم الإسلام، وإيذائه للأقليات، يواجه داعش صراعاً مع الشيعة، والذين يشكلون الأغلبية في العراق، والسنة المعتدلين، ناهيك عن المسيحين والإيزيديين، إلى جانب الأكراد المتمركزين في شمال العراق.

كما أقصت سياسات التنظيم، الرافضة للتنازل تماماً، الجهاديين الآخرين، وغيَّر داعش تركيزه من قتال النظام السوري إلى الاستحواذ على أراضٍ في العراق، وعمَّق الخلافات بينه وبين "جبهة النصرة"، التابعة للقاعدة.

حجمه صغير وحلفاؤه قد يبيعونه
ورغم ما يتناقل في الأنباء عن أن عدد عناصر داعش يصل إلى بضع عشرات الآلاف، إلا أن الخبير بوخاري يرى أنه هناك ما يتراوح بين 3 و4 آلاف جهادي في صفوف داعش فحسب، لافتاً إلى أن "من المؤكد أن حجم داعش كجماعة صغير جداً، إلا أن التحالفات التي يصنعها هي ما تجعله يبدو أكبر".

فلدى داعش حلفاء بما يقارب 5 آلاف عضواً من حزب "البعث"، الذي كان موالياً للرئيس العراقي الذي أعدمته الولايات المتحدة في 2003، صدام حسين، بحسب بوخاري.

وأضاف: "تعتبر الجماعتان متحدتان في أهدافهما، الرامية لإبعاد الشيعة عن الهيمنة على السياسة العراقية"، وهو الأمر الذي تفاقم إبان رئاسة نوري المالكي للحكومة العراقية، حيث امتازت سياساته بإقصاء السنة.

إلا أن بوخاري يرى أن "البعثيين ليسوا ملتزمين أيدولوجياً، ومن الوارد أن يتخلوا عن داعش في أية لحظة"، إذا اتضح أن الحكومة الجديدة، بقيادة حيدر العبادي، أكثر شمولية.

الحل في البرلمان العراقي
إلى ذلك، يعتبر وايت أن "إنشاء برلمان عراقي، يمثِّل جميع الطوائف في البلاد، قد يكون الحل الوحيد الفعال ضد داعش".

ويحذر الخبير كلينتون واتس من أنه "إذا شعر داعش بالتهديد قد يلجأ إلى هجوم آخر، خارج المسرح العراقي السوري".

ومع ذلك، استبعد واتس أن يقوم من أسماهم بـ " معجبي داعش"، والذين يرجح أنهم لم يتواصلوا مع جماعة "البغدادي" مباشرة مطلقاً، بتنفيذ أية عمليات إرهابية في الغرب، على عكس المخاوف السائدة.