الإثنين 15 سبتمبر 2014 / 16:23

بالصور: كيف تفضح داعش باستخدام تويتر وغوغل إيرث؟

24 - إعداد. ميسون خالد

بدأ المحلل البريطاني إليوت هيغينز (35 عاماً) التدوين حول الأزمة السورية كهواية، في 2012، تحت الاسم المستعار "براون موزيس"، بعد استقالته من وظيفة إدارية.

وبفضل جهوده، افتضحت قضية استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لغاز السارين ضد المتظاهرين، رغم أن هيغينز لم يزر سوريا قط، ولا يحسن الحديث باللغة الغربية، كما أنه يقيم في مدينة ليسيستر البريطانية، أي يفصله حوالي 3 آلاف ميل عن سوريا، بحسب ما أفادت صحيفة "إندنبدنت" البريطانية.

تعليم جيل جديد
واليوم، يدير هيغينز موقع "بيلينغ كات"، والذي زعم معرفته بموقع مخيم تدريبات تنظيم "الدولة اللا - إسلامية" (داعش)، الذي قتل فيه الصحافي الأمريكي جيمس فولي، واكتشف منصة الصواريخ التي يعتقد أنها أسقطت الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا.

ويهدف هيغنز إلى تعليم الصحافيين والنشطاء والباحثين كيفية إيجاد المواقع باستخدام الأدوات الجغرافية المناسبة، والتحقيق في شأن الصور والفيديوهات التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن عدد الذين يحسنون القيام بأمر مماثل قليل جداً.

ولفت إلى أن المشكلة الكبرى هي "وجود الكثير من المعلومات الآن، ما يتطلب أكثر من شخص واحد لفحصها والتدقيق فيها".

توقعات عالية
وتعتبر إندبندنت أن طبيعة العمل الذي يقوم به هيغنز مضنية، ولكن بعد استغراقه يومين أو 3 فقط لتحديد موقع قتل فولي، توقع الناس، بعد نشر فيديو قتل الصحافي الثاني، ستيفن سوتلوف، أن بوسع هيغينز تحديد موقعه مباشرة.









بعض الصور التي استخدمها هيغينز لتحليل البيانات وتحديد موقع جيمس فولي

وأوضح هيغنز: "بسبب جيمس فولي، توقع الجميع أن أكون قادراً على إيجاد عنوان سوتلوف بعد 20 دقيقة من نشر خبر قتله!".

أدوات هيغنز
وصرح هيغنز أن معظم ما يستخدمه من وسائل متوافر ومعروف للجميع، قائلاً: "أستعمل غوغل إيرث بكثرة، إلى جانب مشغل في إل سي للفيديوهات"، معتبراً أن أدواته "قليلة جداً، إذا فكرنا في الأمر".

كما يستخدم هيغنز خرائط غوغل، وفلاش إيرث، وموقع يستخدم خرائط بينغ، و بانوراميو، وموقعاً إلكترونياً تابعاً لغوغل بإمكانه تحديد المواقع التي التقطت فيها صورة أو أخرى، على الخريطة.










تحديد مواقع تدريبات داعش

لاحظ داعش منذ البداية

واستمر هيغنز بالتدوين عن سوريا لمدة عامين، ويراقب أكثر من ألف قناة يوتيوب متخصصة في البحث عن معلومات حول المنطقة والأسلحة المستخدمة هناك.

وأشار هيغنز إلى أنه لاحظ صعود داعش في منتصف 2013، قائلاً إن "الفيديو الذي أوضح عناصر التنظيم فيه خروجهم للعلن تضمن 3 إعدامات في منتصف ميدان الرقة، وهذا تصريح كبير في أول الفيديوهات التي ينشرها أحدهم".








إيجاد مسجد باستخدام موقع "بانوراميو"

وبصفته شخصاُ فهرس بيانات العديد من الأسلحة المستخدمة في الحرب السورية، بما في ذلك القنابل العنقودية، إلى جانب فضحه استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، يؤكد هيغنز أنه "ليس قلقاً من مخزون داعش من الأسلحة".

وأضاف: "لطالما كان لدى التنظيم سلاح مدفعية، واليوم عنده القليل منه بعد، وإذا هاجمت الضربات الجوية الأمريكية المعدات الثقيلة، مثل الدبابات، فسيكون من الصعب على التنظيم استبدالها".

خططه المقبلة
ويؤكد هيغنز أنه، إذا ضربت الولايات المتحدة سوريا، فـ "سنتمكن من إيجاد الكثير من المعلومات حول الأمر على الإنترنت، لأن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا كبير".



استخدام غوغل إيرث لتحديد المواقع اليت تم تصوير الفيديوهات فيها

وبالنسبة لمشاريعه المقبلة، أفاد هيغنز بأنه يعمل إلى جانب مشروع "تقرير الجريمة والفساد المنظمين"، ضمن خطة يمولها غوغل، مستخدماً الأدوات نفسها التي يستعملها عادة لكشف الاتجار بالأسلحة والقواعد العسكرية، للكشف عن الجرائم المنظمة، كما يعمل مع شركة تواصل اجتماعي، ليتمكن من مقارنة التغريدات والفيديوهات والتعليقات على فيس بوك، والقادمة من سوريا، بحسب المنطقة.

وصرح هيغينز: "سننظم جماعات المعارضة بحسب المنطقة، أو المدينة، فهذا أمر لم يقم به أحد من قبل بشأن سوريا، وهذه تعد مضيعة كبرى، فوسائل التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة لتنبيهك للأمور التي عليك التحري عنها والتأكد منها".